IMLebanon

أمور بديهية وجرأة المعالجة

 

 

لا تُستَخدم كلمة مافيا في لبنان بصيغة المفرد بل بصيغة الجمع:

في لبنان مافيات وليس مافيا واحدة.

وإليكم أبرزها:

مافيا مولِّدات الكهرباء الذين يضربون بعرض الحائط بتسعيرة وزارة الطاقة وتسعيرة البلديات، فإذا كانت هذه التسعيرة على ذوق أصحاب المولدات، عمدوا إلى الإلتزام بها، أما إذا إعتبروها أنَّها غير مناسبة فإنَّهم يضعون تسعيرتهم ضاربين عرض الحائط ما تقرره وزارة الطاقة وما تقرره البلديات، غير آبهين بوزارة الإقتصاد وبمصلحة حماية المستهلك.

أصحاب المولِّدات يمارسون سطوتهم على الناس، ويعرفون أنَّ لا قدرة على الإعتراض لأنَّ لا بدائل لدى الناس في ظل عجز الإدارات المعنية من وزارات ومؤسسات عن إيجاد البديل.

 

مافيا المياه… حتى في عزِّ كانون الأول، ذروة شهر الشتاء والأمطار، يتزود الناس بالمياه من الصهاريج، وبالتسعيرة ذاتها التي تُعطى لهم في فصل الصيف. فعند مافيا الصهاريج لا فرق بين صيف وشتاء، المهم أن الروشتَّة هي ذاتها والسعر هو ذاته.

مَن القادر على مواجهة أصحاب الصهاريج؟

لا أحد، لماذا؟

لأن البديل غير موجود.

 

إلى مافيا الفاليه باركينغ… في أيِّ بلد في العالم، الفاليه اختياري وليس حكماً مبرماً كما هو في لبنان، واستطراداً، مَن يجرؤ على عدم تسليم سيارته إلى مافيا الفاليه؟

ومَن يسلِّمها للفاليه، غالباً ما يكتشف أنَّ شيئاً مفقوداً منها، ولكن في نهاية المطاف مَن يجرؤ على المراجعة؟

 

إلى مافيا الأكشاك الذين يحتلون جوانب الطرقات والأرصفة غير عابئين بما يسببونه من ازدحامات، هؤلاء مَن يجرؤ على مواجهتهم؟

إنَّهم يتمدَّدون كالفِطر في غياب المساءلة والمحاسبة من البلديات وبعض المخافر في قوى الأمن الداخلي، وبعد تكاثرهم ستقع المشكلة لأنَّ الأجهزة المعنية ستقع في ابتزاز الإخلاءات والتعويضات، علماً أنَّ هؤلاء ليست لديهم أية تراخيص ولا يدفعون أية ضريبة وإنَّ أعمالهم تقع في باب المخالفات والتعديات، فيصبحون أمراً واقعاً.

 

مافيا المكبات العشوائية.

منذ اندلاع أزمة النفايات في لبنان، منذ ثلاثة أعوام، وعلى رغم بعض الحلول المجتزأة لها، فقد انتشر على الأراضي اللبنانية أكثر من ألف مكبٍّ عشوائي، من دون مراعاة أية شروط صحية أو بيئية، لجهة حرق هذه المكبات واختلاط بقاياها بالمياه الجوفية وبمجاري الأنهر، مع كل ما يعني ذلك من تسمم يومي في المياه والخضراوات والفاكهة.

 

إنَّ القطوعات التي مرَّ فيها البلد كانت قاسية وهائلة. بعد الخروج منها، ألم يحن الوقت لدى السلطة التنفيذية لوضع حد تباعاً لهذه المافيات؟

المهم أن يتم البدء من مكان ما.