IMLebanon

إلى متى سيبقى لبنان رهينة لإيران؟!!  

 

 

أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، خلال مراسم تدشين حاملة طائرات «درون» أنّ قواته لن تتقيّد بمنطقة جغرافيّة واحدة… و»الدرون» طائرات تكون في العادة أصغر حجماً من الطائرات العادية، وهي تعتمد طرق طيران مختلفة، فمنها ما يطير بأسلوب المنطاد، ومنها ما هو نفّاث، ومنها ما يدفع عن طريق مراوح، وتعمل من دون طيار.

 

كلام سلامي جاء بعد أقل من أسبوع على تسريب أخبار، مفادها أنّ الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، أجرى نقاشاً مع كبار مسؤولي إدارته لدرس إمكانية ضرب منشأة نووية إيرانية.

 

أضاف سلامي: «لو أراد أحد تهديد مصالح الشعب الإيراني، فمن المؤكد أنه لن يجد نقطة آمنة لنفسه على سطح الكرة الأرضية».

 

ماذا يعني كلام قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي هذا؟ هذا الكلام ليس بحاجة الى تفسير ولا الى تأويل… إنه يعني أنّ إيران مستعدة أن تجابه الولايات المتحدة الأميركية في أنحاء العالم قاطبة.

 

وهذا الكلام يذكرنا بما قاله مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، وقادة إيران إنّ إيران تسيطر على أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت. ما يعني أيضاً أنّ إيران سوف ترد على أي هجوم تشنّه الولايات المتحدة على كل هذه الجبهات المذكورة.

 

ما يعنينا بالتأكيد -لبنان، حيث يسيطر «حزب الله»، الذي أعلن أمينه العام السيّد حسن نصرالله صراحة أنّه جندي في ولاية الفقيه، وأنّ حزبه العظيم يُزوّد بالمال والسلاح الإيراني، وبالتالي فإنّ هذا الحزب مدعو لتنفيذ ما تأمر به الجمهورية الإسلامية.

 

وبتحليل أعمق وأدق، نستنتج أنّ «حزب الله» سوف يتحرك عسكرياً، إذا تعرّضت إيران لضربة عسكرية ضد مفاعلها النووي أو ضد أي هدف إيراني آخر.

 

باختصار، كلام سلامي يعني أنّ لبنان مرتبط بقرار تتخذه إيران، وأنّ مصير الدولة اللبنانية مرهون بما يقرره السيّد حسن نصرالله، بعد تلقيه تعليمات حسين سلامي.

 

والسؤال الكبير: هل يجوز لفئة من اللبنانيين، حملة السلاح، تقرير مصير لبنان كله؟.. وهل يجوز أن يرتبط مستقبل لبنان بما تتخذه دولة غريبة، لا تحب العرب، وهي قامت في الأساس، لتكون هناك دولتان في المنطقة، الأولى شيعية والثانية سنّية؟.. أما الهدف من ذلك كله إضعاف الدولتين والقضاء عليهما.

 

أعود فأقول: إنّ ما يُفهم من كلام حسين سلامي، أنه ربط مصير لبنان وشعبه بمصير الخلاف بين إيران والولايات المتحدة، و»على عينك يا تاجر».

 

وبكلام أوضح، نحن نعيش في لبنان اليوم، تحت رحمة ما تراه إيران صائباً وفقاً لما تؤمن به هي… فلبنان بات تحت حكم «الوصاية الإيرانية» منذ العام 2000 (عام التحرير)، العام الذي كان يجب أن يكون -منطقياً- نهاية السماح لـ»حزب الله» بحمل السلاح… وأنّ هذا السلاح كان يجب أن يكون بإمرة الجيش اللبناني وحده… لكن ذريعة «الحزب» بأنّ هناك أجزاء من لبنان لا تزال محتلة: كتلال كفرشوبا ومزارع شبعا، أبقت هذا السلاح «مسمار جحا» يلجأ إليه «الحزب العظيم» في أي وقت يناسبه.

 

«حزب الله»، ومنذ التحرير، لا يزال يرفض البحث في سلاحه، وهو يدّعي أنّ إيران لا تتدخل أبداً في لبنان، وأنّ السلاح موجّه ضد إسرائيل، إذا قامت الأخيرة بالإعتداء على لبنان، متناسياً (أي الحزب) أنّ خطف الجنديين الإسرائيليين عام 2006، كان ذريعة لاسرائيل لتخريب لبنان وتدميره وقتل الأبرياء من شعبه.

 

سلاح «حزب الله»، -شئنا أم أبينا- لعبة بيد إيران، تستعمله مرة في سوريا ضد شعب مظلوم ثار على رئيسه المدعوم منها، ومرّة في الكويت، بإنشاء خلية إرهابية لإحداث إنقلاب بدت معالمه باكتشاف عشرة آلاف بزة عسكرية، وتدخلات مشبوهة وتهم مخدرات في أميركا الجنوبية وأفريقيا، إلى حادثة بلغاريا.. وباختصار شديد، بات «الحزب العظيم» دمية تتلاعب بها الجمهورية الإسلامية كيفما تشاء.

 

ولنعد الى لبنان… لنرى ما أفضت إليه تدخلات إيران و»حزبها العظيم»، فالإقتصاد ينهار تماماً، والوضع المالي في أسوأ أحواله، والمصارف باتت في حكم «المنتهية» أو تكاد، والأحوال الاجتماعية في الدرك الأسفل.

 

بفضل إيران و»حزبها العظيم» تعطلت كل الحكومات في لبنان، فلم يعد اللبنانيون قادرين على تشكيل حكومة إلاّ بأمر من الحرس الثوري و»حزبه العظيم» في لبنان.

 

كل ما نريده… أن تحلّ إيران عنا، لتعود الى شعبها، دولة حيادية، دولة سلام ومحبة، دولة تقدّم وازدهار، ليعود لبنان الى سابق عهده «سويسرا الشرق».

 

أقول: حلّوا عن لبنان… ومَن يرد إيران فليذهب إليها.