IMLebanon

العرقلة في إيران…لا في السعودية

 

 

كثر الحديث عن الاسم الذي يعرقل تشكيل الحكومة في لبنان، فقيل عدم موافقة المملكة العربية السعودية على الرئيس المكلف سعد الدين الحريري هي السبب… هذا ما يدور في إعلام المقاومة… وقد ظهر ذلك في المقابلة التي أجراها الاستاذ وئام وهّاب منذ يومين، وكرّر ذلك الاستاذ سالم زهران في مقابلة مع الصديقة منى صليبي في تلفزيون الـM.t.v، وكذلك ما قاله الزميل فيصل عبد الساتر الذي يدّعي أنه أقرب صحافي الى «الحزب العظيم».

 

الثلاثة أجمعوا على ان المشكلة هي عند المملكة العربية السعودية…

 

على كل حال، لبنان بلد الحريات وكل إنسان له الحق في أن يقول ما يشاء.

 

أتساءل فأقول إنّ البلاد بقيَت مدة عامين ونصف العام من دون رئيس للجمهورية لأنّ «الحزب العظيم» لم يسمح بأن يتم إنتخاب أي رئيس غير الرئيس ميشال عون… فالسؤال هنا: أين كانت المملكة العربية السعودية؟ وهل تمّ اخذ موافقتها على انتخاب الرئيس ميشال عون؟

 

الجواب معروف وليس بحاجة الى القول بأنّ السلاح هو الحاكم الفعلي في لبنان… إذ لا يمكن أن يتم أي انتخاب ولأي رئيس من دون موافقة «الحزب العظيم»..

 

من ناحية ثانية، يحاولون القول بأنّ إعادة إنتخاب الرئيس بشار الأسد ستعيد النفوذ السوري الى لبنان… وتعود سوريا هي الحاكمة بأمرها كما كانت قبل خروج القوات السورية عام 2005 بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري… فإلى هؤلاء أقول إنّ عهد الماضي ولّى، ونقول أكثر من ذلك ليحكم بشار في سوريا قبل أن يمد يده الى لبنان.

 

من جهة أخرى، يقول أحدهم: بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وبعد تسلم الرئيس الجديد وبعد الانتخابات الإيرانية، تبدّلت الأحوال وتغيّرت المعايير.

 

بكل صراحة ووضوح.. إيران دفعت 70 مليار دولار ثمن سلاح ورواتب الى «الحزب العظيم»، حيث أصبح لبنان ورقة بيدها. هذه الحقيقة ليست بحاجة الى أية براهين…

 

فالمشكلة الداخلية موجودة وهي تتمثل بأنّ رئيس الجمهورية لا يريد الرئيس الحريري، خصوصاً وأنّ حزبه لم يرشحه في الإستشارات الملزمة، ويعتبر أنّ مجيء الحريري تحدٍ له.. هذا أولاً.

 

ثانياً: المشكلة أنّ رئيس الجمهورية لا يمكن أن يتصوّر تشكيل حكومة من دون الوزير جبران باسيل «الصهر العزيز والمدلّل»… قالها علناً على التلفزيون: «لعيون صهر الجنرال ما تتشكل حكومة».

 

ثالثاً: أرسل كتاباً مع دراج الى رئيس الحكومة المكلف، وهذا لم يحدث في تاريخ لبنان، إذ أنّ هذا ليس من أدبيات التعامل بين الرؤساء.

 

رابعاً: اتهام رئيس الجمهورية للرئيس الحريري بأنه لم يقدّم له أية لائحة بالأسماء، ما اضطر الرئيس الحريري أن يلجأ الى عرض اللائحة على التلفزيون التي قدّمها للرئيس.

 

خامساً: عندما نفدت كل الأسباب توجّه الرئيس الى المجلس النيابي برسالة يقول فيها: إنّ الرئيس الحريري يقضي وقته بالسفر وإضاعة الوقت، والحمد الله رد المجلس على الرئيس بموقف.

 

يا فخامة الرئيس أنت رئيس الجمهورية، وأنت ماروني… وهذا الموقع للطائفة المارونية الكريمة.. ولكن عليك أن لا تنسى أنّ موقع رئاسة الحكومة هو للطائفة السنّية كما هو موقع رئاسة المجلس للطائفة الشيعية الكريمة فعليك أن تحترم قواعد البلد.

 

كذلك، فإنّ الذي يعرقل هو حضرتك، لأسباب مختلفة: ونحن نقول إنّ لو كان «الحزب العظيم» يريد تشكيل حكومة فأغلب الظن انك لا تستطيع أن تمانع.

 

أما الذين يقولون بأنّ عدم مشاركة الرئيس المكلف بالذهاب الى السفارة السعودية لاستنكار موقف وهبة فاتهم أنّ السيدة النائبة والوزيرة عمّة الرئيس كانت مع وفد كبير من «المستقبل» في السفارة..