IMLebanon

الاحتلال الإيراني للبنان في طريقه إلى الزوال (2/3)  

 

 

في الحلقة الأولى أمس، بيّنا كيف رزح لبنان تحت احتلالين: فلسطيني ما بين عامي ١٩٦٩ و١٩٨٢، وآخر سوري منذ عام ١٩٧٥ حتى ٢٠٠٥… وأشرنا إلى أنه لا يزال يرزح تحت احتلال ثالث هو الاحتلال الإيراني من خلال حزب الله. وأكدنا أن كل الاحتلالات إلى زوال.

 

فبعد الاحتلالين الفلسطيني والسوري، جاء دور الجمهورية الإسلامية في إيران… حيث بسطت سيطرتها على لبنان من خلال «حزب الله»… وراحت تتحكّم في كل ما يصدر من قرارات. حتى صار لبنان رهينة بيد الحزب ومرجعيته في إيران.

 

هناك من يقول بأنّ الحزب هو حزب لبناني ووضعه يختلف عن وضع الفلسطينيين أو وضع السوريين… لهؤلاء نقول: الحزب كان حزباً لبنانياً قبل عام 2000… ولكن بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 في 25 أيار… ومنذ ذلك الوقت لم يَعُد الحزب مقاومة لبنانية، بل صار جزءاً من الحرس الثوري الايراني، وذلك للأسباب التالية:

 

أولاً: الحزب يُـمَوّل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما صرّح ويصرّح السيّد حسن نصرالله دائماً قائلاً: «أموالنا وأكلنا وشربنا ورواتبنا وصواريخنا وأدويتنا وطبابتنا كلها من الجمهورية الاسلامية».

 

ثانياً: منذ عام 2000 ولغاية اليوم لم يقم الحزب بأية عملية ضد إسرائيل. ولكي نكون دقيقين، فإنّ هناك عملية يتيمة قام بها الحزب تحت شعار «تحرير أسرانا» أدّت الى انسحاب الحزب من الجنوب الى شمالي نهر الليطاني، إذ نشأت منطقة عازلة بين الحزب وبين إسرائيل بحماية قوات الأمم المتحدة.

 

بعد حرب تموز 2006، وبعد صدور قرار مجلس الأمن في 11 آب من العام نفسه، هذا القرار الذي دعا الى وقف الأعمال العسكرية في لبنان، وهو القرار 1701 الذي اتُخِذَ في جلسة مجلس الأمن 5511.

 

إنّ هذا القرار طالب الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة بنشر قواتهما في جنوبي لبنان، وأكد على ضرورة بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية وفق أحكام القرار 2004 و1559 والقرار 2006 و1680 وحتى لا تكون هناك أي أسلحة من دون موافقة حكومة لبنان فلا سلطة غير سلطة الحكومة اللبنانية.

 

أعود لأقول: منذ القرار 1701، الذي لم يُنَفّذ الحزب بنوده… تحوّل الحزب من حزب مقاوم، الى حزب حاكم، وأصبح الهدف بيروت بدل تحرير الأرض في الجنوب.

 

ثالثاً: بدل محاربة إسرائيل ذهب الحزب إلى سوريا لمساعدة الرئيس السوري وإبقائه في الحكم ضد الشعب السوري، أما كلام السيّد عن الدفاع عن المقدّسات، فكلام أثبتت الوقائع بُطْلانه… كما أثبتت هذه الوقائع أيضاً، امتداد معارك الحزب في أماكن سوريّة، لا وجود لمقدّسات فيها، ما يُبْطل ويدحض حجّة الحزب… وليثبت من جديد، أنّ الحزب يُنَفّذ أوامر إيران جملة وتفصيلاً… فهو كما ذكرنا صار جزءاً من الحرس الثوري الإيراني.

 

لبنان في النهاية، استطاع التخلّص من احتلالين: فلسطيني وسوري… وهو قادر بإرادة شعبه أن يتخلص من الاحتلال الايراني له… فالاحتلال الإيراني للبنان زائل حتماً.