IMLebanon

الإرهاب الإيراني «شهيداً.. ومنتصراً»!  

دوّى خبر مقتل «الإرهابي» مصطفى بدر الدين في سوريا وخارج ميدان المعارك في 13 أيّار 2016 العام الماضي، على أتوستراد المطار حجز حزب الله لوحات إعلانيّة رفع عليها صورة لمصطفى بدر الدّين من دون نظّارته الشهيرة الـ Dolce -Gabbana التي كان يخفي وراءها عينيه في صورته المنشورة بُعيْد اغتياله والتي اضطرّ حزب الله لمحو «ماركتها السينيه» عنها بعد مقالتنا التي حملت عنوان («الشبح» الذي مات بـ»الصدفة»)، والصوَر المرفوعة حملت عنوان «شهيداً.. ومنتصراً»، والملاحظة الأولى التي توحي بها هذه اللوحات الإعلانيّة هي قلّة عددها الذي يكشف الأزمة الماليّة الخانقة التي يعيشها حزب الله، فالذي كان «يترس» أتوستراد المطار في كل مناسباته خانقاً اللبنانيين والمسافرين والعائدين والسائحين بصوَر مناسباته بالكاد استطاع رفع بضعة صوَر وهي تُعدّ لا تتجاوز عدد أصابع اليد، حال «ضنك» يعيشها الحزب الذي اشترى كلّ شيء بالمال حتى أرواح الناس!!

رجل الـ Dolce – Gabbana «ذو السّاق الخشبي» مرّ عام على موته، الإرهابي الإيراني الأشهر في العالم العربي مات العام الماضي في مركز للحزب يقع في محيط مطار دمشق الدولي، كان يستريح ويدخّن النرجيلة، «الشّبح» كان يُدخّن النارجيلة وأصابته شظيّة في رقبته، لا مات في ميدان ولا مات في اغتيال، «مات وهو يُدخّن النارجيلة»، سبحان ربِّ العزّة  « وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ» [إبراهيم/ 20]… «إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» [الحجّ/70] صدق الله العظيم.

من يذكر نعي حزب الله لمصطفى بدر الدّين العام الماضي، يذكر أنّ الحزب لم يُشِرْ إلى أي تاريخ لبدر الدّين قبل العام 1982 تاريخ  بدء نشاطه في حزب الله، وكأنّه قبل هذا التاريخ لم يكن لـ»الإرهابي الإيراني» أي وجود، كأنّه  جاء من الفراغ إلى حزب الله، مع أنّه عمل في صفوف الميليشيات الفلسطينيّة وتحديداً في فرقة أمن الـ17 في ميليشيا منظمة فتح، وهذه الـ17 مثيرة لسخرية الزمن اللبناني الرديء في السبعينات يوم كانت الدويلة الميليشاوية الفلسطينية تحكم لبنان، وكان في قوى الأمن اللبناني فرقة أمنيّة ضاربة تحمل الرقم «16»، فنبتت قبالتها بداية السبعينيات فرقة أمن الـ17 وهي جهاز أمني لحماية الرئيس الراحل ياسر عرفات إمعاناً في إهانة هيبة الدولة اللبنانيّة الأمنيّة، ولم يكن سرّاً أنّ «معلّم» عماد مغنيّة ومصطفى بدر الدّين هو أبو جهاد «خليل الوزير» أحد أهم قيادات منظمة فتح وجناحها المسلح [هنالك عدة آراء حول سبب تسمية الجهاز بالقوة 17: فتقول إحدى الروايات إن إحدى الوحدات العسكرية الفلسطينية التي شاركت في معارك سبتمبر/أيلول 1970 بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين لم يبق من عناصرها البالغين 169 مقاتلا سوى 17 شخصاً وقد توجهوا إلى لبنان وأقاموا في حارة الناعمة وسماهم الرئيس الراحل ياسر عرفات في إحدى مذكراته القوة الـ17]، لم تختلف مهمّة بدر الدّين يوم ذهب إلى سوريا، مرتزقة تحمي قيادات الميليشيات الفلسطينيّة إلى مرتزقة تنفّذ عمليّات إرهابيّة لصالح نظام الخميني ثمّ الخامنئي، مرتزقة تحمي نظام بشّار الجزّار حماية للامتداد الإيراني من طهران إلى العراق إلى سوريا انتهاءً بلبنان!

سيبقى حزب الله يطمس تاريخ عماد مغنيّة ومصطفى بدر الدّين مع المنظمة الفلسطينيّة «فتح» عن تصميم وإصرار وتعمّد، فأهل الجنوب الذين ذاقوا الأمّرين من انتهاك المنظمات الفلسطينية لأرضهم وعرضهم لن يبتلعوا سهولة انتقال جهاد مغنيّة ومصطفى بدر الدّين إلى الجانب الإيراني، منعاً لشُبهة نقل البندقيّة من كتف إلى كتف، ولأنّ الميليشيات الفلسطينية لم تكن يوماً في أرض لبنان على طريق القدس، بل كانت طريقها تمر في القرى الجنوب وفي جونية وفي الفاكهاني مقرّ الفرقة التي خدم فيها «الشبح» و»الثعلب»!!

الرّجل «ذو الساق الخشبيّ»، الذي بترت ساقه في السجن الكويتي، والذي ألقيَ عليه القبض مع سبعة عشر متهمٍ آخر بعد شهر واحد من تنفيذه سبعة تفجيرات في الكويت وقعت في يوم واحد في 13 كانون الأول 1983، وسواءً قُتِلَ مصطفى بدر الدّين في العاصمة السوريّة دمشق، أم سقط في خان طومان في حلب، النتيجة واحدة لقد طُوِيَتْ بمقتَلِه، مساء الخميس 13 أيار 2016، الصفحة الأولى والأبشَع التي صدّرت الإرهاب الإيراني إلى المنطقة العربية، ونهاية بقيّة صوَر وأسماء هذا الإرهاب لا بُدّ آتية.