IMLebanon

هل تصبح طريق بكفيا سالكة الى معراب؟

 

لا يمكن لاحد اكان معارضاً لنهج القوات او حليفاً لها ان لا يتوقف عند ملاحظات او ان لا يسجل بعضاً من ايجابيات كثيرة للقوات في مرحلة ما بعد المصالحة المسيحية والتسوية الرئاسية  وفي أداء وزراء القوات وعملهم  في حكومة سعد الحريري، فالقوات خطت خطوات نوعية ومتقدمة الى الامام وبسرعة قياسية  تقول مصادر مقربة من القوات، وباتت شريكاً من الشركاء الذين يحسب لهم حساب في الحكم، فرئيس القوات لم يحقق حلمه بالوصول الى بعبدا لكنه بات يعتز بالمشاركة في القرار المسيحي الى جانب رئيس الجمهورية يؤيد كما يعارض حين تفرض الضرورة،ينتقد العهد بطريقة لائقة ويحيَد غالباً رئيس الجمهورية فتقتصر المناوشات والاختلافات على جبهة الوزراء العونيين والقواتيين وفق مبدأ الفصل بين العهد و«رجاله» في الوزارات، كما  يحافظ سمير جعجع على علاقة استراتيجية وثابتة برئيس الحكومة ومتقدمة على الآخرين، وعلى مسافة انتخابية  تتقدم الجميع مع المختارة وعلاقة يشوبها «الحذر» الدائم والمتبادل  مع حزب الله حيث يحرص رئيس القوات على تخيف منسوب التوتر الذي يهبط  عندما تحصل تحولات كبيرة ومن ثم يعلو وفق السياسات العامة والتطورات عندما يحرج جعجع بتقدم المحور السياسي للحزب.

اكثر من مرة  وضع جعجع فاصلاً  بين علاقته بالعهد وعلاقته  بالتيار الوطني الحر، تضيف المصادر نفسها، هو لا يتردد عندما يسأل مباشرة عن أداء وزراء التيار الوطني الحر من الهروب المنمق من الجواب للاشادة بأداء وزراء القوات،  فيما يتولى غسان حاصباني وبيار ابي عاصي مهمة «التنمير» على وزراء الطاقة والخارجية وفتح النار عليهم  في مجلس الوزراء حيث تفرض الاختلافات في طريقة مقاربة الملفات نفسها بين معراب والتيار الوطني الحر.

ولعل ما لم يمكن فهمه وفك شيفراته بعد هو ما ستكون عليه العلاقة بين القوات والتيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية المقبلة وطبيعة التحالفات بينهما بعد، فالقانون النسبي يخضع حالياً لفحوصات مطابخ الطرفين ولاحصاءات الماكينات الانتخابية لكليهما، إلا ان طلائع عدم التعاون او التحالف الانتخابي بحسب مصادر متابعة، باتت واضحة منذ اليوم الاول لصدور القانون في عدد من الدوائر كما في الشوف وعاليه مع احتمال التقارب الانتخابي بين القوات والاشتراكي وحيث يبدو التيار الوطني الحر في الجهة المواجهة، وفي بعبدا حيث لا يمكن ترشيح قواتي ( الوزير بيار ابي عاصي) على اللائحة نفسها التي يترشح عليها حزب الله،، وبعدما اعلنت القوات مرشحيها في جزين وبعلبك الهرمل والبترون وكذلك فعل التيار الوطني الحر في المتن الشمالي ودوائر اخرى.

في النظرة الواقعية والتي تحاول التقليل من ذهاب الفريقين الى لوائح ضد بعض، يرى الواقعيون ان من المبكر الحديث عن معركة بين التيار والقوات، حتى اللحظة يمكن الجزم بحسب المصادر، ان اي تحالف لم يحصل بعد في اي دائرة انتخابية ولم يتم التفاهم فعلياً حول كيفية توزيع الحصص والمقاعد بين الحليفين المسيحيين الذين يخوضان الانتخابات النيابية لأول مرة معاً في اطار مشترك بدل الجبهات والمتاريس التي كانت قائمة في السابق. فلم يحسم الوضع بعد في اي دائرة انتخابية وحيث يترك المرشحون القواتين او العونيون يغردون وفق معادلة «كل واحد فاتح على حسابو»، مع العلم انه سبق للقوات ان أعلنت ترشيح مرشحين «استفزازيين « للتيار الوطني الحر في بعض الدوائر وهكذا فعل رئيس التيار الوطني الحر حين سمى مرشحين في دوائر حتى قبل انجاز القانون الانتخابي.

واذا كانت الانتخابات وكيفية خوضها وشكل التحالفات متروكة حتى ساعة الصفر قبل الانتخابات الا ان  كانت ملامح الافتراق واضحة المعالم في بعض الدوائر ولا يمكن اخفاؤها، ولكن هل يؤسس الافتراق بين الحليفين المسيحيين القويين الى تقارب ما بين معراب وبكفيا؟

كل الدلائل لا توحي بحصول غرام مفاجىء بين الكتائب والقوات برأي المصادر، لكن الأمور لا تبدو سيئة كما وصلت اليه الامور قبل فترة على خلفية قداس الشهداء مؤخراً، والذي يأتي تتمة لافتراق عميق حصل بين  الحليفين  السابقين في فريق 14 آذار سابقاً  واللذين افترقا بعد التسوية السياسية التي غيرت كثيراً في معالم العلاقة المضبوطة بينهما، وحيث وقع الافتراق في الخيارات  بعد مصالحة معراب التي اعتبرتها الكتائب  استهدافاً واقصاء لها.

ولكن هل يحصل التقارب اليوم اذا ما حصل التباعد بين معراب والتيار الوطني الحر، تقول المصادر المتابعة، «لا شيء في السياسة مستحيل «، لكن الاختلاف بين القوات والكتائب في الخيارات السياسية الجديدة وفي التنافس الحزبي واضح المعالم، فالقوات تعتقد انها سبقت الكتائب باشواط في العمل الحزبي  التنظيمي والسياسي، فيما لا تزال  الكتائب ترى نفسها في المرآة والاطار الذي يعود الى ايام بيار الجميل المؤسس وبانها الحزب الاقوى مسيحياً، فيما التيار الوطني الحر قطع مسافة طويلة عن الكتائب وكذلك القوات اللبنانية، وعليه فان التنافس بين الاحزاب المسيحية وان حصلت المصالحة المسيحية بفرض نفسه في استحقاق 2018 وبالتالي فان ما يحصل مع الثنائية الشيعية لن يتكرر مع المسيحيين.