IMLebanon

هل المطلوب موت لـبـنـان لا إنــقاذه ؟

 

يشعر «المجتمع المسيحي بكثير من الغضب والاحباط في هذه الايام الصعبة الكئيبة الخطيرة، التي تشهد صراعات مرة بين احزاب وتيارات وشخصيات «مسيحية»، بدلاً من وضع خلافاتها جانباً، وتتداعى الى عمل مشترك بينها، قد يضمّ احزاباً وفاعليات من طوائف اخرى، للتخفيف من مآسي المجتمع اللبناني، المهدّد من مرض قاتل، وبطالة مخيفة، وجوع يقتحم البيوت البائسة والمتوسطة، وحصار يمنع عليه الهرب الى دولة اخرى.

 

لو أن الذين يملأون الشاشات والاذاعات اتهامات وتهديدات وفتح ملفّات، عن حق أو عن باطل، وهي في معظم الاحيان عن باطل، يجرون استطلاعات للرأي في «المجتمع المسيحي» وعلى مساحة لبنان كله، كانوا ربما خجلوا من انفسهم، ولاذوا بالصمت، ليوفّروا على أنفسهم ازدراء الناس ولعناتهم.

 

كل شيء في لبنان معلّق حالياً بخيط قطن، في حين ان اهتمام البعض، لا يتعدّى كيف يوظّف هذا، وكيف يستبعد ذاك وكيف يمرّر هذه الصفقة، وكيف يقف في وجه هذا المشروع.

 

لبنان على كفّ عفريت، والمستقبل علامة استفهام كبيرة، والمثل اللبناني يقول «ترى مين يعيش» ولبنان ينادي جميع ابنائه، من أكل على مائدته بالحلال او بالحرام، والافضلية للفريق الثاني، أن يسعوا في أيام الضيق الى فتح ابواب العون المقفلة في وجهه، أكان في الحكم او خارجه، لا ان يفتحوا ابواب القبور والنقور، وتهشيم المؤسسات الوطنية الناجحة.

 

* * * *

 

بالنسبة الى اجتماع السلطة مع سفراء الدول المانحة، يمكن القول ان هذا الاجتماع جاء متأخراً كثيراً، وفي أوضاع دولية غير مؤاتية، اولاً بسبب فيروس كورونا، وثانياً بسبب ثقافة التأخير والتطويل التي تعتمدها هذه السلطة التي لم تقدّم للسفراء سوى المعزوفة ذاتها التي كانت تقدمها الحكومات السابقة، عن «الاستعداد، والنيّة الطيبة لتنفيذ ما التزم به لبنان من اصلاحات» وكان ممكناً احراج سفراء الدول الصديقة، لو قدمت اليهم الخطة الاقتصادية الانقاذية، ولكن تضارب المصالح الشخصية بين عرّابي هذه الحكومة، يعوق دائماً أي عمل أو أي خطوة لانقاذ لبنان، وكأن المطلوب، موت لبنان لا انقاذه.