IMLebanon

هل للتفاؤل مرتكزاته؟  

 

نود أن ننضم الى قافلة المتفائلين التي يقودها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس المكلّف لنأمل خيراً في تشكيل الحكومة خلال أيام معدودة. فلا يمكن أن يكون الرئيس ميشال عون بدا متفائلاً في حديثه عن التشكيل من دون أن تكون لديه المعطيات. وكذلك ما أكّده الرئيس نبيه بري وقد بدا متفائلاً بقوة. وأمّا الرئيس سعد الحريري فلم يخلُ أي كلام صدر عنه من مسحة التفاؤل منذ التكليف وحتى اليوم.

 

طبعاً نحن، كما المواطنون والمراقبون، لا يفوتنا أنّ القيادة الشرعية للبلد. المتمثلة برؤساء السلطتين التشريعية والتنفيذية، لا بد لها من إضفاء مسحات من الإيجابية. ولكن ثمة أسباباً موجبة لهذا التفاؤل يمكن عرضها على النحو الآتي:

أولاً- ليس لأي طرف أو فريق أو تكتل أو كتلة أي مصلحة في تمديد الجرجرة على طريق التأليف. وفي عرض سريع لتلك الكتل والأطراف كلّها لا يتبين أن لأي منها فوائد يجنيها من عدم إنهاء حال التردد في تأليف الحكومة.

ثانياً – يتردد كلام كثير حول ما يُسمى بـ «عامل الضغط».

وقيل إن لغير طرف قراراً بالضغط إما على الرئيس المكلّف وإما على رئيس الجمهورية وإما على القوات اللبنانية وإما على التيار الوطني الحر الخ… وإذا صحّ هذا الكلام فإنّه الضغط هو سلاح ذو حدين: فبقدر ما تمارسه على الآخر فإنه يمارسه عليك. وبالتالي فإنّ هذا السلاح قد يكون وارداً في ما مضى من وقت (هذا إذا كان صحيحاً) ولكنه أخذ يفقد مفاعليه… بعدما بات الضغط عكسياً! أي إن الدول المعنية بمؤتمرات دعم لبنان وفي طليعتها فرنسا والمجموعة الأوروبية باتت «ضيقة الصدر» إزاء الجرجرة. والتصريحات الصادرة في باريس وعواصم غربية واضحة في هذا السياق ولا تقبل تفسيراً آخر غير الإستعجال في التأليف.

ثالثاً – يتردّد أن أطرافاً عربية – إقليمة تُظهر غير ما تُضمر فهي إذ تقول و«تنصح» (علناً) باستعجال التأليف إنما تعمل في الخفاء على الجرجرة. وهذا الكلام لا توجد عليه دلائل جدّية يمكن أن يُعْتَدَّ بها.

رابعاً – كذلك يقال إنّ بعض الذين لم يهضموا، بعد، وصول الرئيس العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية قد أُصيبوا بعسر هضم دائم. وبالتالي فهم سيعملون ما يستطيعون إليه سبيلاً كي يعرقلوا خطوات العهد. خصوصاً وهو الذي ربط نفسه منذ ما قبل نيل حكومة تصريف الأعمال الحالية الثقة بأن حكومته «الأولى» ستكون حكومة ما بعد الإنتخابات النيابية، أي الحكومة المنتظر تشكيلها، وتزامناً يقال إن النائب / الوزير السابق وليد جنبلاط ليس وحيداً في هذا السياق… إذ هناك آخرون في الداخل والخارج. وما كلام سيد المختارة عن «العهد « الذي فشل من اللحظة الأولى سوى الدليل القاطع، ونحن نشك في صحة هذه النظرية. أما تقلبات البيك وليد فليست جديدة…

خامساً – في تقديرنا كذلك أنه ليس صحيحاً أن القوات اللبنانية  ليست بعيدة عن أن تتخذ هكذا رهاناً… فالدكتور سمير جعجع يدرك جيّداً أن علاقته الجيّدة مع العهد (التي لم تترجم في تشكيل اللوائح في الإنتخابات النيابية) هي التي أدّت الى قانون إنتخابي كانت معراب أول المستفيدين منه. ثم إن الحكيم يدرك أن من إستطاع أن يأخذ المسيحيين الى خيار المقاومة وإيران لايزال قادراً على أن يأخذهم الى أي مكان أو موقف يشاء.