IMLebanon

إنتخاب الرّئيس وتصدير الثّورة

«الشرق الأوسط الإسلامي الكبير»؟ أليس هذا هو الإسم التقوي للمشروع الإيراني أو الهلال الشيعي، أليس هذا هو المشروع المقدّس للخميني والخامنئي للمنطقة الذي يسيطر اليوم انطلاقاً من لبنان وصولاً إلى اليمن والعراق وسوريا، وفي قلب نيجيريا وعلى حدود البوليسارية ضد المملكة المغربيّة التي تنشر التصوّف الإسلامي في إفريقيا فيما تسعى إيران لنشر التشيّع الفارسي فيها بزعزعة أمن نيجيريا؟ أليس هذا هو المخطط الذي سبق واعترف به اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني تحت عنوان «توسّع خارطة الهلال الشيعي في المنطقة»، أليس هذا ما أمضينا خمسة عشر عاماً نقوله لحزب الله بأعلى صوتنا وما نزال بأنّه ينفذ ومن معه ومن يُغطّي سياسته في الداخل اللبناني بأنهم كلّهم يُنفّذون أجندة إيرانية المصالح، في وقت يتّهمون فيه كلّ اللبنانيّين بالعمالة والخيانة لمجرّد رغبتهم في الحفاظ على أمن بلادهم ودورها في محيطها العربي والحفاظ على هويتها العربيّة النقيّة من بصمات الفرس السّامّة على وجه لبنان!

غاب مصطلح تصدير الثّورة الذي رفعته إيران لعقدين من الزّمن ثمّ بعدما تمكّنت التشيّع الفارسي من لبنان ومن صعدة في اليمن ومن الفتك بالعراق لم تعد محتاجة لإبراز هذا العنوان، بل أصبحت إعادته إلى المشهد الخلفي تقيّة لابُدّ منها، الدّفع بالعناوين السياسيّة إلى المشهد الأمامي أكثر إفادة واستفادة مع تذُييلها بشعارات دينوـ سياسيّة، فـ»سلام فرمانده» تعجّ بها شوارع لبنانيّة كثيرة وتحوّلت إلى نشيد صباحي في مدارس حزب الله التي «تُفقّس» لنا وحدات إنتاجها بأمر الوليّ الفقيه جيوشاً للموت وهدم الأوطان تحت عنوان «سلام يا مهدي»، فيما اللبنانيّون خصوصاً الّذين يشكّلون الممثّلين للشّعب في المجلس النيابي يتبارون في الهرطقات الأسبوعيّة الفاشلة لانتخاب رئيس للجمهوريّة، هم يتلهّون فعليّاً بتضييع لبنان في زواريب المهدي الإيراني، ومن الصّعب أن نتوقّع أن يستيقظوا فهؤلاء قوم غفلة ونكاية وكيد وتفاهة!

مرّة جديدة نجد أنفسنا مضطرين لنصح القارىء بمراجعة كتاب شديد الأهمية ومتوفر على الشبكة العنكبوتيّة www.imam-khomeini.com يحمل عنوان «تصدير الثورة كما يراه الإمام الخمیني ، صادر عن مؤسسة تنظیم ونشر تراث الإمام الخمیني،الشؤون الدولیة»، فقد جاء في الفصل الأول منه وهو بعنوان «سنعمل على نشر ديننا» ـ وعلينا هنا أن نتساءل أيّ دين يقصد الخميني؟ ـ قول الخميني نفسه في لقاء مع أحد الصحفیین الیابانیین في 26 تشرين الثاني 1979: «سنعمل على نشر ديننا في كلّ البلدان الإسلامیة»، ونسأل: كيف تنشر الإسلام في بلاد المسلمين؟ قد يكون هذا أفضل جواب واضح يفضح هدف إيران منذ مجيء الخميني وغرض نشر التشيّع في البلدان الإسلامية، هذا المخطط الفارسي لا يزال هو هو لم يتغيّر منذ أبو مسلم الخراساني وحتى اليوم!

الشّرق الأوسط الإسلامي الكبير، وهي تسمية إيرانية حديثة ـ  هو التّرجمة الحرفية لتصوير الخميني الوضع قبل أربعة عقود وحتى اليوم عندما يقول «الأنظمة الحاكمة في دول الخلیج الفارسي وغیرھا، تجھد دون أن يخطو الإسلام خطوة واحدة خارج إيران، ولكنه واصل  وسیواصل  تقدّمه رغم أنفھم» [من لقاء مع رئیس الجمھورية وأعضاء مجلس الشورى، 26/9/1983]. في مناظرة تلفزيونيّة انعقدت عام 2014 على فضائية «المستقلة» التي تبثّ من لندن، أعلن المرجع الشيعي «علي الكوراني العاملي ـ أستاذ الحوزة العلمية ـ قمّ» بأنّ الحوثيين سيكونون الطوق الذي تسعى إيران من خلاله إلى الامتداد والسيطرة على كل المنطقة  العربية»..وجاء في تصريح المرجع الكوراني «المتلفز» والموجود على مواقع الكترونية متعددة «سُنيّة» و»شيعيّة» بـ»الصوت والصورة»وصف كامل ودقيق للمشروع الإيراني، يقول المرجع علي الكوراني: «إنّ الحوزة الشيعية في «قمّ» و»النّجف» تسعى للسيطرة على كل منطقة»الحجاز»، والشام، واليمن، والعراق وأنّ هدف المرجعيّة هو «رئاسة العالم الإسلامي كله» ـ بمعنى آخر حكم العالم العربي كلّه ـ وأنّ تمدّد الشيعة ليس له حدود»، سنظلّ نكرّر هذا الكلام، حتى تستيقظ المنطقة العربيّة وتفهم أهميّة وخطورة ترك لبنان تحت رحمة الإيراني، وحتى فهم خطورة المخطّط الإيراني سواء في الشرق الأوسط أم في الخليج العربي.