IMLebanon

حزب الله التقسيمي… الطائفي… المذهبي لا مندوحة من حلّه (الحلقة 1)

 

 

منذ سنوات نحذّر من مخاطر استمرار “حزب الله” كميليشيا… وما وصلنا إليه اليوم من انهيارات جزء منها يتعلق بخفايا عن شبكات “حزب الله” ونشاطاته… لبنان في ظلّ ميليشيا مسلحة تحوّل قاعدة ومنصّة إيرانية… ونحن كلبنانيين ندفع ثمن وجود هذه الميليشيا الإيرانية التي تناقض تعاليم الإمام موسى الصدر والإمام محمد مهدي شمس الدين والعلامة محمد حسين فضل الله… وبالعودة إلى “مانيفست” التأسيس وخطابات كل قادة هذه الميليشيا نتأكّد أنها منظمة ذات هوية إيرانية وليست لبنانية بدليل مواقف قادة هذه المنظمة العسكرية وإعلان الولاء المطلق لإيران الأمر الذي يتناقض مع هوية لبنان ودستوره وقوانينه مما يطرح إشكالية خارج إطار أزمة السلاح تُضاف إلى الأزمات الخطيرة التي شكّلتها هذه المجموعة منذ نشأتها ألا وهي الفكر العقائدي الراديكالي المتقوقع والمتناقض مع الفكرة اللبنانية.

 

ولعلّ العودة إلى نهج فؤاد شهاب في تعقّب الجمعيات والأحزاب التي تناقض الكيان اللبناني وسجن المتورطين والضالعين في بثّ أفكار تفتيتية للبنان قد تصلح في أيامنا هذه .

 

هذه المنظمة العسكرية ذات الطابع الأمني الميليشياوي استغلّت ثغراتٍ ثلاثاً للانقضاض على الدولة والقبض على مفاصلها.

 

الثغرة الأولى كانت عبر استغلالها الاحتلال الإسرائيلي حيث قدّمت نفسها كمقاومة لإسرائيل وبذلك تنتفي أي معارضة لها في الداخل، كما قامت بتصفية كل من كان في صفوف المقاومة وحصرها بجسمها وتنظيمها. أما الثغرة الثانية فتجلّت من خلال عرقلة دائمة لأي حلول للأزمة وعندما كان “حزب الله” يضطر للتوقيع على أي وثيقة كان يعود وينقضها وينسفها تماماً كما فعل بإعلان بعبدا. تبقى الثغرة الثالثة والتي كانت من خلال استجراره الثورة الإسلامية الإيرانية إلى لبنان فلم يكد يرتاح اللبناني من خطر سورنة لبنان (نسبة إلى سوريا) نجح “حزب الله” بثورنته.

 

نسبة إلى الثورة الإسلامية في إيران… ومن اعتقد أن هذه المنظمة سوف تأخذ لنفسها الطابع اللبناني بعد دخولها إلى السلطة كان مخطئًا، لا بل على العكس تعمّق الانتماء الإيراني فلم يتعدّل مشروعه الإسلامي وبقيت اللبننة غريبة عن قناعاته وعقيدته.

 

أما نجاحه بضرب الدولة اللبنانية ومقوماتها فكان على الشكل التالي:

 

 

 

ولأن أهم وظيفتين للدولة، لأي دولة في العالم، الدفاع والرعاية سلب “حزب الله” الدولة وظيفتها وحصرها بميليشياته… “حزب الله” حركة أصولية إسلامية جهادية لا تؤمن بفكرة الدولة بل تؤمن بالأمة الإسلامية الممثلة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالتالي هو حزب ولاؤه… إنتماؤه… عقيدته… ارتباطه… رواتبه…ماليته… طبابته… إيرانية المصدر… وكل ذلك كان يحصل في ظلّ صمت الدولة.

 

 

 

الدولة وحدها تملك حق وحصرية القوة… ولحظة سطوة “حزب الله” على هذه القوة سقطت الدولة بعدما تنازلت عنها لميليشيا… من هنا سعي “الحزب” الدائم للإتيان برئيس يمتثل ويرضى ويغطي الميليشيا كي تقوم مقام الدولة وبوظيفتها…من هنا كانت مواصفات مرشحيهم الدائمين لموقع رئاسة الجمهورية أن يكونوا ممهورين بختم النظام السوري وإيران… ومن هنا تتكشّف أسباب التعطيل لإيصال أشخاص مثل إميل لحود وميشال عون… منعطّل الدولة كرمالكن منوصّلكن وبتردولنا الجميل بأن تعملو اللي بدنا ياه. وعندما كنا نردد أننا أصبحنا في جمهورية “حزب الله” فلم يكن هناك من مبالغة… فلا ننسى مقاطعة المجتمع الدولي للبنان… كنا في دولة بأمّها وأبيها لا تستقبل ولا تُستَقبَل. “حزب الله” استدرج الحروب إلى لبنان وأرسل مسلحيه خدمة لنظام بشار الأسد وساهم بدخول مليون ونصف المليون لاجئ سوري… واستجرّ الإرهابيين وعاد وهرّبهم إلى سويا… ودول كثيرة تصنّفه كمنظمة إرهابية (إلمانيا – المملكة المتحدة – الولايات المتحدة الأميركية – كندا – البحرين – جمهورية تشيكيا – لاتفيا – إستونيا – سلوفانيا – جامعة الدول العربية – غواتيمالا- كوسوفو-هندوراس…).