IMLebanon

اسرائيل: حزب الله خطر استراتيجي لا وجودي

طمأن وزير الاستخبارات والطاقة الذرية في اسرائيل، يسرائيل كاتس، الاسرائيليين إلى أن حزب الله بكل ما يملك من قدرات وإمكانات لا يمثّل تهديداً وجودياً لـ»الدولة العبرية»، بمعنى انه غير قادر على ازالتها من الوجود.

مع ذلك، اضاف كاتس ان الحزب قادر على الحاق ضرر كبير بالجبهة الداخلية لاسرائيل وببنيتها التحتية القومية والمطارات والمرافئ ومصادر الطاقة.

كلام الوزير الاسرائيلي، جاء في سياق الكلمات التي القيت في اليوم الثالث لمؤتمر هرتسليا السادس عشر، التي لم تخل ــــ كما في اليومين الماضيين ــــ من رسائل التهديد الموجهة للساحة اللبنانية. الا ان كلمة كاتس جاءت اكثر ايضاحا مما سبقها، اذ اشار الى ان اسرائيل، نتيجة لقدرات حزب الله العسكرية، ستضطر للعمل بقوة كبيرة ضد لبنان كي تحول دون خوض حرب استنزاف، وانها معنية بتقصير مدة الحرب وتقليص الضرر على الجبهة الداخلية. وقال ان «الحرب المقبلة ستجلب دمارا هائلا للبنان، وسنشهد خلالها مقتل (الامين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله».

واستبعد كاتس، بعد توصيفه للحرب المقبلة واهوالها، نشوب مواجهة شاملة جديدة في مقابل حزب الله رغم مرور عشر سنوات على الحرب الماضية (تموز 2006). لكنه استدرك بأن في إمكان هذه الحرب ان تنشب «تدحرجا» نتيجة حادث موضعي، من دون رغبة ابتدائية من قبل الطرفين.

بدوره، القى رئيس الهيئة السياسية – الامنية في وزارة الامن الاسرائيلية، اللواء عاموس غلعاد، كلمة في المؤتمر شدد فيها على تعاظم حزب الله العسكري وتنامي قدراته الصاروخية. ولفت الى ان «الايرانيين يواصلون تزويده بالسلاح الحديث، اذ انهم (الايرانيون) يطورون اسلحة لاستخدامهم هم، اضافة الى تطوير اسلحة خاصة بحزب الله». b

واضاف: «في حوزة الحزب الان، في الساحة اللبنانية، اكثر من مئة الف صاروخ موجهة نحو الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي يعدونها نقطة ضعف لدينا، وهذا تهديد مركزي يستلزم من الجيش الاسرائيلي تأمين جاهزية واستعداد خاصين، اضافة الى استخبارات ممتازة». ولفت غلعاد الى ان «الهدوء السائد على الحدود (مع لبنان)، هو هدوء خادع حتى لو استمر 15 عاما. فحافزية ايران لتسليح حزب الله عالية جدا، وهم يقومون بذلك وبكل ما لديهم من قوة وامكانات، رغم انشغالهم في المواجهة الحالية في سوريا»، وضمن هذا السياق، شدد غلعاد على ان «ايران هي التهديد الاكبر لاسرائيل».

وزير الامن الاسرائيلي السابق، الذي غادر منصبه منذ اسبوعين، موشيه يعلون، اشار من على منبر هرتسليا الى ان الحرب المقبلة في مواجهة حزب الله، وايضا في مواجهة حركة حماس في قطاع غزة، ستكون قاسية وستجبي ثمنا وعددا كبيرا من الضحايا الاسرائيليين في الجبهة الداخلية المدنية، وايضا في الجبهة الامامية لدى القوات المقاتلة. وشدد يعلون على ان كلا الجانبين، حزب الله وحركة حماس، يعدان انفسهما وقدراتهما لليوم الذي يصدر فيه الامر بالمواجهة في مقابل الجيش الاسرائيلي، وهما يطوران قدراتهما العسكرية، مع مراكمة قدرات عملياتية.

من جانبه، حذر رئيس المعارضة في الكنيست، رئيس «المعسكر الصهيوني»، يتسحاق هرتسوغ، القادة الاسرائيليين من اطلاق التصريحات الملوحة بالحرب لخطورة هذه التصريحات. وقال ان المواقف الصادرة عن المسؤولين الحكوميين عن الحرب المقبلة تنم عن استخفاف، فـ»الحرب ليست لعبة ولا يجوز ان تصدر عن اشخاص في موقع المسؤولية يتصرفون برعونة ويتخذون قرارات غير محسوبة». وقال: «الكلمات قد تؤدي عن طريق الخطأ الى اشعال نار كبيرة نحن في غنى عنها».