IMLebanon

عن مفاجآت العدو وتفوّقه التكنولوجي… من العيون في السماء الى تطبيق “واتساب” 

 

 

في مطلع العام الحالي، تمكن سلاح الجو “الاسرائيلي” من تحديد مركز تدريب الكتروني لحزب الله في إحدى القرى الجنوبية، التي لا تُعتبر من قرى المواجهة في الحرب الحالية، فاستهدفه وكان خالياً، ولكن كان لهذا الاستهداف رسائل كثيرة وكبيرة، أبرزها أن العدو الاسرائيلي تمكّن من جمع معلومات حول بنك أهداف كبير خلال كل السنوات الماضية، فهذا المركز لم يكن علنياً على الإطلاق.

 

بعد ذلك الاستهداف، بدأ حزب الله بتعديل تكتيكاته وطريقة عمله، وأعاد انتشار عناصره على المراكز، فأخلى النسبة الكبرى من المراكز التي كانت علنية أو شبه علنية، ومنها الكثير التي يعلم سكان المناطق الجنوبية عنها، وبالتالي بات الحزب يعتبر أن “الاسرائيلي” لا يعلم فقط كل ما يعرفه العامّة بل أكثر من ذلك، بحيث بات يعتبر أن كل ما هو “فوق الأرض” يعلم بشأنه بسبب القدرات التكنولوجية العالية لديه.

 

يستند العدو الاسرائيلي الى عدّة مصادر للمعرفة، أبرزها بحسب مصادر في المقاومة الوسائل التكنولوجية من كاميرات وآلات رصد ومراقبة، وتجسس وتتبع وتحليل، بصمات صوت وبصمات وجه وغيرها، ووسائل تقليدية تتعلق بالعملاء الموجودين على الأرض، الذين تمكنوا طوال المرحلة الماضية ولا يزالون من مدّ العدو بالمعلومات. وفي هذا المقال سنتحدث عن الوسائل التكنولوجية، وفي مقال ثان سنتطرق الى ملف العملاء.

 

تقول المصادر أنه في هذه الحرب كشف “الاسرائيلي” كل ما يملكه على الصعيد التكنولوجي: – اولا: المسيّرات التي شهدت تطوراً هائلاً منذ آخر حرب مع لبنان عام 2006، والتي شكلت بداية الحرب مفاجأة للمقاومين الذين لم يتمكنوا في بعض الاحيان من سماع وجودها في السماء، الى جانب قدرتها العالية على التعقب والتصوير الدقيق وتحليل الملامح، وقراءة الأهداف ولو كانت غير ظاهرة للسماء مباشرة، كأن تكون تحت شجرة أو حتى سقف “رفيع”، والاستهداف الدقيق من ارتفاعات شاهقة، فكانت المسيرات أولى مفاجآت “اسرائيل” التي تم الكشف عنها هذه الحرب. ففي إحدى المرات كانت المسيرة خارج شباك منزل يتواجد فيه مقاومون في الجنوب، وفي إحدى عمليات الاغتيال لاحقت مسيرة القيادي في المقاومة من “الجبهة” الى منزل يسكنه في منطقة النبطية.

 

– ثانياً: كانت استباحة العدو الاسرائيلي لـ “داتا” اللبنانيين كاملة، إذ ثبُت أن العدو قادر على معرفة كامل تفاصيل حياة اللبنانيين الأساسية من أرقام الهواتف، وتبين قدرته على استخدام أرقام هواتف محلية لإجراء الاتصالات من خارج لبنان، وقدرته على رصد المكالمات واستباحة التطبيقات، حتى تطبيق “الواتساب” الذي استخدمه العدو أحيانا في إرسال رسائل نصية لاحد المقاومين، الذين أصيبوا إصابة طفيفة في احدى العمليات، وقد تبين حجم الاستباحة والاستفادة من مسألة الهواتف، عندما دعا السيد نصر الله الى تخلي المقاومين عن هواتفهم، وتنبه المواطنين عما يتطرقون إليه عبر الهواتف.

 

وفي سياق الهواتف، كشفت معلومات أن حمل الهاتف كان مشكلة، واليوم بات عدم حمل الهاتف مشكلة أيضاً، إذ تعتبر “اسرائيل” كل آلية في مناطق جنوبية معينة لا يخرج منها تردداً هاتفياً هي هدف محتمل لها، ويجري اليوم العمل على تكتيكات جديدة من قبل المقاومة لمواجهة هذا الخطر.

 

– ثالثاً: استباحة “اسرائيل” لكاميرات المراقبة في القرى الجنوبية الحدودية وغير الحدودية، وهنا تكشف المعلومات أن “اسرائيل” كانت تمتلك القدرة ولا تزال على اختراق ارسال أي كاميرا على الحدود وبطريقة سهلة وبسيطة للغاية، وتُشير المعلومات الى أنه بعد التحذيرات من هذه المسألة تم إطفاء الكثير من الكاميرات، لانها سببت في السابق خطراً أفضى الى استهداف مقاومين، وبالتالي خطرها لم يكن فرضياً بل كان واقعياً وتسبب بسقوط شهداء.

 

– رابعا: أجهزة التنصت والتجسس الموجودة في المواقع الحدودية “الاسرائيلية” والتي يتم استهدافها بشكل شبه يومي، وبحسب المعلومات تمكنت المقاومة من إطفاء 80 في المئة من هذه الأجهزة، ومهمتها كانت مراقبة كل لبنان وصولاً الى سوريا، فبعض الأجهزة تخطت مهمتها جنوب لبنان بأشواط، وهي عبارة عن أجهزة متطورة باهظة الثمن.

 

هذا بما يتعلق بالوسائل التكنولوجية التي تمكنت العدو الاسرائيلي خلالها من جمع المعلومات، ولكن ماذا عن عمل العملاء وابرز عملياتهم خلال الحرب؟ التتمة لاحقاً.