IMLebanon

مصلحة إسرائيل فوق كل اعتبار

 

استطاعت المخابرات الفرنسية الحصول على عينتين من دوما إحداهما من الدم والثانية من التراب، وثبت يقيناً آثار الكيماوي عليهما.

 

إنطلاقاً من ذلك أعلن الرئيس ماكرون أنّ فرنسا لديها الإثبات الدامغ بأنّ النظام السوري استعمل المواد الكيماوية المحظّر استعمالها دولياً في النزاعات والحروب، فكم بالحري من قِبَل أي نظام ضدّ شعبه؟!

والسؤال: هل من ضربة أو لا؟

يجب الأخذ في الإعتبار أنّ الرئيس الاميركي دونالد ترامب لا يمكن أن يكون قد أطلق هذه الانذارات من دون أن يحققها… وإلاّ انعكست عليه سلباً معنوياً على الأخص.

فماذا سيفعل؟

وما هي الأهداف؟

1- بداية لا بد من الأخذ بجدّية كبرى أنّ كل ما تقدم عليه أميركا هو لمصلحة إسرائيل.

2- نتساءل: كيف يمكن لإسرائيل أن تسمح بالتطوّرات العسكرية الايرانية في سوريا؟

3- بالنسبة الى إسرائيل سيان أن يبقى النظام أو أن يسقط، المهم هو مصلحتها الذاتية.

4- أما الأهداف الممكن أن تضربها أميركا وتكون في المصلحة المشتركة الاميركية – الاسرائيلية فمنها:

– الهدف الأوّل سيكون المطارات العسكرية التي تنطلق منها الطائرات حاملة السلاح الكيماوي لتلقيه على أهدافها خصوصاً المدنيين… وبهذا تكون معاقبة للنظام على إجرامه… وهذا الاجرام لا يقبل به الغرب: أميركا والمجموعة الاوروبية.

– الهدف الثاني: مصنع الصواريخ الكبير في مصياف الذي تنتج فيه الصواريخ وأيضاً السلاح الكيماوي، وهو المصنع الذي سبق لإسرائيل أن قصفته في السابع من أيلول الماضي (2017) بدعوى أنه مركز للدراسات والأبحاث العلمية ويعمل على تطوير أسلحة كيماوية… وزعم عاموس يدلين رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الاسرائيلي أنّ المصنع في مصياف الذي تمّت مهاجمته ينتج أسلحة كيماوية وبراميل متفجّرة قتلت آلاف المواطنين السوريين، وإسرائيل لا تسمح بتعاظم القوة السورية وصنع سلاح استراتيجي(…).

ولا بدّ من التنويه بأنّ اجتماعاً يرتقب عقده بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون الذي أخذ يعود عن تصلّبه تحت الضغط الاميركي المتشدّد… ووصل الى حدّ القبول بوقف المشروع النووي الكوري الشمالي تمهيداً للرجوع عنه…

وثمّة أمر آخر ذو أهمية في هذه المعمعة، وهو أنّ من مصلحة روسيا ضرب النفوذ الإيراني في سوريا وتقليص دورها، كي تستأثر (أي موسكو) بالنفوذ في سوريا.

واللافت أنّ هذا الأسبوع شهد ثلاثة انهيارات مالية – إقتصادية تمثلت في انهيار الروبل الروسي والتومان الايراني والليرة التركية… وهذه الإنهيارات سببها العقوبات الاميركية أولاً والتكلفة العالية للإنخراط في الحرب السورية من قِبَل موسكو وطهران وأنقرة.

عوني الكعكي