IMLebanon

جون كيري بين السعوديّة وإيران

هل إيران كما وصفها وزير الخارجية الأميركي جون كيري»دولة ترعى الإرهاب»أم هي «دولة إرهابيّة» تمارس منذ العام 1979 تخريباً تامّاً للمنطقة؟! وبالرّغم من تجلّي الدور الإيراني الدمويّ والمدمّر في سوريا كما في العراق، من المضحك أن يدّعي جون كيري أن أولوية أميركا «محاربة داعش» فيما إيران هي الخطر الأكبر على المنطقة ومسعّرة نيرانها ونفوذها المذهبيّ في العراق ودورها في الحرب الدائرة في سوريا هو سببٌ رئيس في قيام تنظيم إرهابيّ كـ»داعش»!!

هذا الأسبوع انحصر المشهد السعودي ـ الإيراني في تنافس «رهائني»، لكأنّهما تتبارزان في تحرير «الرهائن الديبلوماسيين» فالأولى ابتهجت «الثلاثاء الماضي 3 آذار الماضي بعودة القنصل السعودي عبد الله الخالدي، المختطف باليمن منذ العام 2012، والثانية احتفلت أمس الخميس بعودة الديبلوماسي الإيراني المختطف نور أحمد نيكبخت، بعد اختطاف دام 20 شهراً لدى مجموعات إرهابية في اليمن، وما بين المشهديْن المنطقة العربيّة عالقة وسط الحروب التي تجتاحها بـ»المفرّق» و»الجملة».

حتى اللحظة الموقف العربي لا يبدو مطمئناً، بل أكثر من ذلك يشبه التشبيه الشعبي «مطرحك يا واقف»، ان إيران غارقة في دماء شعوب المنطقة من قمة رأسها إلى قدميها، فهل النووي الإيراني هو فقط الذي يهدّد منطقة الخليج العربي، أم كلّ الحركات الشيعيّة «الفائرة» والتي وضعت زمام قيادتها بيد «الوليّ الفقيه»، ألم تكتوِ البحرين بنيران إيران وتورط حزب الله في الأحداث المندلعة هناك؟ أليست الخلايا الإيرانيّة مستيقظة في الكويت على أهبة الاستعداد؟ ألم تعاني السعوديّة من المعمّم النّمر الإيراني؟» وخطابه المذهبي، هذا عدا عن «أخطبوطات» إيران المسلحة على أعلى مستوى في لبنان سوريا والعراق واليمن، عدا عن خلاياها السرطانيّة النائمة في جسد العالم؟!

اليوم السعودي لجون كيري حمل أميركيّاً كلاماً واضحاً، ويرى كثيرون أن الخطر الحقيقي الذي يدهم الخليج العربي ولا يقلّ مستوى عن الخطر الإيراني، أنّ «التوصل لاتفاق مع إيران سيعزز عدم انتشار الأسلحة النووية، وأن سبب زيارتي للرياض إطلاع شركائنا الخليجيين على المفاوضات مع إيران»، مشيرا إلى أنه «حققنا بعض التقدم مع إيران، لكن هناك بعض الفجوات، وعلى إيران تقديم إجابات محددة قبل العودة للمفاوضات، ونحن ملتزمون بمعالجة القضايا مع إيران، بما فيها دعمها للإرهاب»… وسيكون من الغباء السياسي أن يُصدّق أي عربي، أنّ إيران ستتخلى عن مشروعها للمنطقة والذي بدأته منذ العام 1979 وانتظرت ما يقارب ثلاثة عقود لتقبض على المنطقة، أو أنها ستتجاهل «المليارات» التي صرفتها لتنشىء هذه الجيوش «العصاباتيّة» في المنطقة، بدءاً من لبنان انتهاءً باليمن، إيران لن تتنازل قيد أنملة عن «الشّرق الأوسط الإيراني»، ومن الغباء السياسي بمكان تصديق «الغبيّ» جون كيري الذي تولّى «تعويم» بشّار الأسد منذ العام 2005 وهو صاحب نظرية «الحوار مع بشّار» فاستغباه بشّار الأسد لسنوات، وكافأه على غبائه باراك أوباما بتعيينه وزيراً لخارجيّة أميركا!!

من يريد أن يفهم «حصيلة» زيارة جون كيري إلى الرّياض بالأمس، وهل هناك بريق أملٍ ما في أفق ظلمات المنطقة، أو بلادنا المعلّقة في انتظار المشهد الإقليمي، سيجد ضالّته والجواب على تساؤلاته فيما قاله كيري عن مصير سوريا و»نظام بشّار»: «الأسد دمر بلاده للحفاظ على بقائه، وهو فاقد للشرعية، لكن «أولويتنا محاربة داعش»، وعلينا تعزيز القدرة للتوصل لحل سياسي في سوريا، وأن إزاحة الأسد ربما تحتاج لضغط عسكري»…