IMLebanon

جبران باسيل وآخر حصون الموارنة

 

 

لا يجب أن يمرّ مرور الكرام اعتداء الصهر المُدلّل جبران باسيل على قائد الجيش جوزاف عون لم تفاجىء أحداً، الجميع في لبنان يعلم حنق باسيل على قائد الجيش لرفضه أن يكون واحداً من أدوات جبران باسيل التخريبيّة لكلّ مؤسّسات الدولة ولحرص جوزاف عون على المؤسسة العسكريّة التي لولا قيادته الحكيمة في ظلّ السنوات الجهنميّة التي حكم فيها جبران باسيل لبنان بوصفه رئيس الظلّ، ولولا قيادة هذا الرّجل لفرطت المؤسّسة منذ ضرب الجوع لبنان وانهار اقتصاده وتدهورت قيمة الليرة، لولا هذه القيادة لكان الجيش اللبناني تفكّك وتشرذم ودخل لبنان في متاهة أمنيّة قاتلة تقضي على بقيّة تبقّت من أمن واستقرار هشّ يحميان ما نجا من جهنم العهد العوني وصهره المُدلّل الذي لم يستطع أن يفرض نفسه وريثاً لعمّه فقرّر الذّهاب حتّى النهاية في تدمير ما تبقّى للموارنة من مراكز ومواقع في الدّولة لأنّه ينفّذ نفس السياسة التي كرّسها عمّه الرّئيس السّابق «أنا ومن بعدي الطوفان»!

 

حماية موقع قائد الجيش وشخصه وهو الموقع الماروني الأهم بعد رئاسة الجمهوريّة وحاكميّة مصرف لبنان واجب البطريركيّة المارونيّة وسياسة التّحذير من فقدان الموارنة موقع الرّئاسة لم يعد كافياً لأنّنا فعليّاً نخسر لبنان عن بكرة أبيه، ومن واجب البطريركيّة حماية هذه المواقع بوضع إصبعها على موضع النّزف والاستنزاف الحقيقي الذي يعانيه لبنان بسبب الموارنة الذين ينتظرون أمر تعيينهم بمرسوم من حزب الله وهم مستعدّون للتنازل عن كلّ شيء من أجل الوصول إلى كرسي بعبدا، على الأقل هذه هي نتيجة وصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا بعدما ظلّ أداة تعطيل بيد حزب الله للحكومات والرئاسات من أجل الوصول إلى الرّئاسة، ما لم تضع بكركي حدّاً للتدمير الباسيلي لكلّ مواقع الموارنة ورفضه كلّ مرشّح ماروني لموقع الرّئيس لأنّه يريد هذا الموقع لنفسه أو لأداة تسمح أن يستمرّ في كونه رئيس الظلّ لسنوات ستّ أخرى، الرّجل لم يشبع بعد لم تكفه كلّ مليارات وزارة الطاقة بؤرة الفساد بشهادة البنك الدّولي الأوّل والأكبر في لبنان، يريد حصّته من النّفط مهما كان الثّمن باسيل سيستمرّ في التعّطيل والذّهاب إلى تصعيد الأمور يريد نصيبه من النّفط وليذهب لبنان إلى الجحيم!

 

النّذُر في الأفق المسدود تشي بأنّ لبنان ذاهب باتجاه المزيد من الفوضى لتعبئة الفراغ السياسي وما مسارعة جبران باسيل لقطع الطريق على قائد الجيش جوزاف عون إلا ليقينه بأنّه المرشّح الأوفر حظّاً للوصول إلى سُدّة الرّئاسة وأنّه الأوفر حظّاً في الحصول على غطاء ماروني تسير به القوى السياديّة وعلى رأسها القوّات اللبنانيّة، هذه الحظوظ المحليّة والعربيّة والدوليّة والجدار المسدود بينه وبين حزب الله أفقدت باسيل صوابه ودفعته إلى التّصعيد وهو بالتأكيد ذاهب باتّجاه المزيد من التّصعيد ضدّ قائد الجيش وهو على رأس المؤسسة العسكريّة آخر خطوط حماية لبنان من الانهيار التامّ.

 

حتى لا يكون الرئيس الثالث عشر الأخير في تاريخ لبنان الكبير وجمهوريّة الطائف، «الفراغ ملّيق» أليس هذا ما قاله باسيل في أيلول الماضي والفراغ هذه المرّة قد يبتلع لبنان ولن يعود لبنان الذي نعرفه أبداً!