IMLebanon

جنبلاط يُقسّم ايام الاسبوع : ثلاثة مع العهد… ثلاثة مع الثوار والاحد مع الطبيعة!

 

التعيينات الدرزية ستفعل فعلها وتنظيم الخلاف مع العهد و«الوطني الحر» لن يدوم

 

الكل بات يجمع بأن حدس الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط لا يخطئ، فهو القارئ السياسي الذي يرى دائماً للبعيد البعيد، فتشعره حاسته السادسة بما يُخطًط له، لذا لا يخطئ ابداً وتأتي النتائج في اغلب الاحيان لصالحه ولصالح الطائفة الدرزية، التي كان ولا يزال يبحث عن راحتها اكثر من أي زعيم سياسي لبناني آخر، تهمه مصلحة طائفته، وهذا ما يميّز جنبلاط عنهم.

 

زعيم المختارة الذي لطالما كان شاغل الناس بتقلباته الشبه يومية ، إعتاد السياسيون واللبنانيون عموماً على فهمها، لذا لم يعد يُفاجئ احداً حين ينقلب من اقصى اليمين الى اقصى اليسار وبالعكس، فهو وعلى الرغم من وصول العلاقات السياسية الى «طلعات ونزلات» مع اغلب السياسيّين في لبنان، يعود فجأة ومن دون سابق تصوّر وتصميم، واحياناً يدخل على خطه بعض الوسطاء كرئيس مجلس النواب نبيه بري، لإيصال العلاقات المتوترة الى التهدئة، وتخفيف الاحتقان والتراشق الاعلامي، خصوصاً من خلال التغريدات التي يطلقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به، وكان آخرها الهجوم على العهد والحكومة وقوله : «راح الطائف بعدما أخذوا يخلقون أعرافاً جديدة حول الصلاحيات وتعديلها بالممارسة، هذا فضلاً عن أنهم يواصلون سياسة تركيب تحالف الأقليات وطموحهم تغيير التوازنات في البلد»، كما وصف جنبلاط رئيس الحكومة حسّان دياب بأنه «حقود وموظف عند أحد الضباط السابقين في المخابرات وعند جبران باسيل، عندها اتاه الرد من الرئيس ميشال عون الذي وصف انتقاد جنبلاط بالعشوائي، وإعتبر بأن الإساءات مرفوضة خصوصاً ممَن كان تاريخهم مليئاً بالتجاوزات والارتكابات والاعتداءات على الدولة وأملاكها».

 

هذا التدهور في العلاقة بين بعبدا والمختارة انتهى فجأة قبل يومين، بزيارة مفاجئة لجنبلاط الى القصر الجمهوري للقاء الرئيس عون، بهدف تنظيم العلاقة مع التيار الوطني الحر كما صرّح لحظة خروجه، فيما الحقيقة وفق مصادر سياسية مطلعة تهدف الى وقف الاحتقان في منطقة الجبل، وتخفيف الوتيرة التصاعدية التي تنبئ بالاسوأ في حال لم يتم وضع حدّ لها، ناقلة بأن النائب في « كتلة لبنان القوي» فريد البستاني كان الوسيط هذه المرة بين عون وجنبلاط، بحيث قام سريعاً في تقريب وجهات النظر والتخفيف من بُعد المسافات السياسية بين الرجلين، وتخفيف الاحتقان في الجبل بين مناصريهما، كما شمل اللقاء شكوى قدمها جنبلاط الى عون حول المواقف المتطرفة والهجومية التي يطلقها النائب زياد اسود، والوزير السابق غسان عطالله الذي يُحرّض المسيحيين في الجبل بحسب وصف جنبلاط له.

 

ولفتت المصادر المذكورة الى ان ملف التعيينات كانت طبقاً دسماً على طاولة اللقاء، وقد شملت مناصب قائد الشرطة القضائية ونائب حاكم مصرف لبنان وعضو هيئة الأسواق المالية، وفي هذا الاطار إقترح جنبلاط أسماءً لهذه المناصب. وكشفت بأن الاخير طلب من نوابه ومسؤوليه ضبط تصريحاتهم الاعلامية، وعدم الهجوم على العهد والتيار الوطني الحر من الان فصاعداً وبالتالي عدم الدخول في أي سجال اشتراكي- عوني، كما طلب من مناصريه ضبط النفس في منطقة الجبل، والابتعاد عن أي إشكال هناك مع مناصري العهد .

 

ورأت المصادر عينها بأن وقف السجال بين بعبدا والمختارة، وحصول وقف لإطلاق النار الاعلامي بينهما، سائر نحو طريق مفتوح، يقابله إقفال لأبواب اخرى خصوصاً من قبل جنبلاط ، وذلك على أثر تصريحه من منبر القصر الجمهوري بأن لا حلف يجمعه مع احد لا ثنائي ولا ثلاثي، غامزاً من قناة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، أي ان كل محاولات خصوم العهد بجمع الثلاثي المعارض الحريري- جنبلاط جعجع باءت بالفشل، من هنا ربح الرئيس عون سياسياً كذلك جنبلاط، لكن ليس على المستوى البعيد اقله جنبلاط، الذي قال عنه سياسي عتيق :» الزعيم الاشتراكي اليوم يُذكّرنا بإجراءات التعبئة العامة، فهو يُقسّم ايام الاسبوع على الشكل التالي: الاثنين والاربعاء والجمعة هو مع العهد، والثلاثاء والخميس والسبت مع الثوار ومطالب الناس، ويوم الاحد نراه في احضان الطبيعة يوزّع صوره في هذا الاطار على مواقع التواصل الاجتماعي، لان جنبلاط لا يستطيع البقاء في موقعه السياسي لفترة طويلة، فهو معتاد على الدوران وفقاً لمصالحه».