IMLebanon

القاضي بيطار يشوّه سمعة الزعيم فرنجية لمصلحة باسيل

 

 

لا شك بأنّ كل مواطن يشعر بالأسى والحزن حين يتذكّر ما أسفرت عنه عملية تفجير المرفأ… ولا شك كذلك بأننا نقف الى جانب ذوي الضحايا، مواسين لهم في مآسيهم التي لا يمكن إغفالها…

 

وعندما نكتب اليوم، فإننا ومن منطلق الحرص على كشف الحقيقة كاملة من غير تزييف، نحاول إيضاح الأمور أمام ذوي الضحايا، لأننا نجد أنّ قاضي التحقيق طارق بيطار، يحاول حرف التحقيق عن مساره الحقيقي لإبعاد الشبهة عن الفاعلين الحقيقيين، تنفيذاً لإيحاءات، تريد طمس الحقائق، وتنفيذ روزنامة استدعاءات لأشخاص هم في الواقع ليسوا من اولئك المخططين والمنفذين.

 

إنّ ذوي الضحايا بحاجة الى كشف المجرمين الحقيقيين، من دون مواربة.

 

وعلى ما يبدو فإنّ مخطط المحامي سليم جريصاتي يُنَفّذ كما خطط له، إذ ان الهدف الحقيقي من وراء تعيين القاضي طارق بيطار بدل القاضي المعتذر فادي صوان هو مخطط مرسوم، يحمل عدة أهداف تأتي جميعها ضمن ما يلي:

 

أولاً: تشويه صورة أي مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية، لأنه يظن أنه بالإساءة وتشويه صورة المرشحين للرئاسة تسهّل عملية وصول الصهر «الفلتة» جبران باسيل الى الرئاسة.

 

لذلك كان هناك حملة على القائد جوزيف عون الذي جاء من جرود عرسال واستقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه وهذا يحْدث للمرة الأولى في تاريخ فرنسا.

 

الهدف الثاني سعادة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي لم يترك وسيلة إعلامية أو شخصية اقتصادية، أو سياسية معادية إلاّ وسخّرها ضد سعادته.. ونذكر بالأخص إعلام المقاومة والممانعة وبعض الأغبياء الشيوعيين واليسار المتطرف.

 

الهدف الثالث: استهداف الزعيم سليمان بك فرنجية خاصة وأنه يتمتع بعلاقات عربية مميزة، كما يحظى باحترام الكثير من الدول.. والأهم انه صادق كريم مخلص محب لا يتخلى عن أصدقائه… باختصار صديق يمكن الاعتماد عليه.. من هنا ان مذكرة الإحضار التي أرسلها القاضي بيطار ليس المقصود الفعلي وزير الاشغال السابق الوزير يوسف فنيانوس بل كما قلنا الزعيم سليمان فرنجية.

 

لقد أصبح واضحاً وجلياً، أنّ القاضي طارق بيطار ينفذ تعليمات معلّمه الأساسي، المستشار في القصر الجمهوري سليم جريصاتي لمصلحة الوزير السابق جبران باسيل.

 

إذ إنّ مذكرة استدعاء وجلب الوزير السابق يوسف فنيانوس ليس هدفها الحقيقي الكشف عن جريمة تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020 أي منذ أكثر من سنة، بل إنّ هذه المذكرة بحد ذاتها جريمة بحق القضاء، لأنّ القاضي طارق البيطار يعلم كل العلم أنّ محاكمة الرؤساء والوزراء والنواب لا تتم إلاّ أمام محكمة خاصة بالرؤساء، وبمعنى أدق انه لا يُسْمَح له بهذا التصرّف… فإذا كان عنده شيء ضد هؤلاء فيمكن أن يحوّله الى المجلس النيابي الذي بدوره ينشئ المحكمة الخاصة بالرؤساء والوزراء والنواب ليحاكمهم.

 

طبعاً، البداية كانت عندما استدعى القاضي البيطار بطريقة مهينة رئيس الحكومة السابق الرئيس حسان دياب في المرة الأولى، على عنوان السراي الحكومية، وفي المرة الثانية بعدما علم انه سافر الى أميركا أرسل المذكرة الى عنوان منزله في تلة الخياط، وهذا يحصل لأوّل مرة في تاريخ لبنان، وطبعاً لن يَسْكت المسلمون عن هذه الإساءة لأكبر مرجعية سياسية، حيث علمنا ان هناك اجتماعاً دعا إليه سماحة المفتي لرؤساء الحكومات السابقين والوزراء السابقين والنواب والمجلس الشرعي وعدد كبير من الفاعليات لاتخاذ موقف من هذا التصرّف غير المقبول والمستغرب في الوقت نفسه.

 

ثانياً: العمل على تشويه صورة وسمعة كل الزعماء الذين لا يعترفون بزعامة «الصهر» الطرح، ولا بعمّه… وهنا نقصد أولاً الرئيس نبيه بري الذي كان الأوّل والوحيد قبل انتخاب فخامة الرئيس ميشال عون الذي قال له عندما طلب تأييده: أنا لن أنتخبك لأني لا أريد أن أنتخب رئيسين معاً.

 

الشخصية الثانية هي الرئيس سعد الحريري الذي ضحّى بكل غالٍ ورخيص وأخذ قراراً جريئاً انتحارياً ضد قاعدته، لأنّ المسلمين لم يكونوا مع سعد في تأييده تبني انتخاب الرئيس ميشال عون، وقد عانى الحريري الكثير نتيجة هذا القرار الذي كان فعلاً عكس ما كان يتوقعه الرئيس الحريري، حيث كان يراهن على أنّ الرئيس ميشال عون سيكون الرئيس الذي سوف يدجّن المقاومة لمصلحة الدولة. لكن للأسف فإنّ ما فَعَله فخامته هو انه سخّر الدولة لمصلحة الميليشيات، وكانت الفضيحة الكبرى تعيين قاضٍ عنده تاريخ «معيّـن»، وله طموحات كبيرة، و»بيسمع» كلمة القاضي سليم جريصاتي وينفذ كل طلباته أملاً بالوصول الى مركز أعلى.

 

أما الهدف الآخر فكان الدكتور سمير جعجع الذي كان يقال «من أوّل طلوعه شمعة على طوله» فيكفي أنهم أخذوا الرئاسة وتخلوا عن تعهدهم له بالمناصفة في الحكومة وبعدد أعضاء المجلس النيابي.

 

نعود الى قضية مرفأ بيروت، فالحقيقة انه بعد «التخبيص» وبعد الظلم الذي يمارسه القضاء، خاصة وأنّ القضية باتت معروفة، يستوجب طرح بعض الاسئلة التي نتمنى أن يجيب القاضي البيطار عليها:

 

١- مَن استورد ٢٧٥٠ طناً من نيترات الأمونيوم؟

 

٢- مَن هو التاجر المعروف جورج حسواني؟

 

٣- مَن هي الشركة التي استوردت الأمونيوم؟

 

٤- لماذا بقيت النيترات 7 سنوات مخزنة؟

 

٥- ما علاقة وصول الأمونيوم بتصعيد العمل العسكري وازدياد رمي البراميل المتفجرة في سوريا، كما برهن ذلك المرحوم لقمان سليم؟

 

٦- ما علاقة اغتيال جوزيف سكاف وجو بجاني ولقمان سليم بعملية تفجير مرفأ بيروت؟ ومَن قتلهم وما علاقة اغتيالهم بتفجير المرفأ؟

 

٧- لماذا يتم استبعاد العامل الاسرائيلي؟

 

٨- لماذا لا تُسلّم الصوَر الجوية، خاصة وأنّ الاسطول والمخابرات الروسية موجودة في البحر المتوسط وتحديداً في طرطوس في سوريا؟ كما ان المخابرات البريطانية لها أهم مركز في قبرص، كذلك المخابرات الاميركية والمخابرات الاسرائيلية متواجدة في المنطقة.

 

أليْس هذا دليلاً كافياً على ان القاضي البيطار «صوّب» التحقيق نحو أهداف معيّنة؟