IMLebanon

جنبلاط لم يـوقف محركاتـه … فهــل يـنـجــح ؟

 

الحريري : لـن أكون رئيساً للحكومة في هذا الـعهد

 

 

في ظل الافق المسدود حتى الان ، تقدم وليد جنبلاط الصفوف محاولا تدوير الزوايا للوصول الى مخرج يخفف الخسائر عن اللبنانيين، ورغم عدم نجاحه في منع اعتذار اديب لكنه لم يطفئ محركاته للوصول الى صيغة توافقية ترضي الجميع وتضع الاسس لاختيار اسم الرئيس المكلف وتشكيل الحكومة واراحة البلد ومنع انزلاقه الى مكان خطر ، خصوصا ان جنبلاط ينطلق في حركته ليس من حسابات الربح والخسارة على طائفته وحصصها وماذا تريد، بل لقناعته ان الظروف خطيرة جدا ولن ترحم في ظل لعبة الامم حيث لاحماية للدروز الا من خلال بناء الدولة ومؤسساتها، فيما قادة الطائف والطوائف يعاملون الدروز اليوم ليس كطائفة مؤسسة للبلد، بل على الهامش، رغم ما قدموه للبلد من تضحيات اسست لفتح طريق بيروت دمشق ودمشق الجنوب وانطلاقة المقاومة الوطنية والاسلامية واسقاط 17 ايار وقيام الطائف، وفي لوزان وجنيف كان الدروز بيضة القبان في الحل والربط وتم اعطاؤهم رئاسة مجلس الشيوخ، اما الان فيحرمون من الوزارات الاساسية حيث اعطى اديب في مسودته وزارة الداخلية للارثودكس والمالية للشيعة والدفاع للسنة والخارجية للمسيحيين ، وخرج الدروز من المولد بلا حمص، وقد تجاوز جنبلاط هذا الغبن لمصلحة البلد، وتوجيهاته صارمة حاليا للحزبيين ورجال الدين بالهدوء والتروي ومنع اي اشكال، فهل ينجح جنبلاط ؟ الجواب بانتظار الايام القادمة رغم ان دور جنبلاط وحركته ونفوذه وعلاقاته تعوض على الدروز ما خسروه من مواقع مع بدء تراجع الدور السوري بغض النظر عن موقف حنبلاط من النظام، لكنه لايستطيع القفز فوق هذه المعادلة.

 

الذين رسموا سيناريوات خبيثة بان اعتذار اديب مدروس لاعادة الحريري الى السراي، فقد تم نفي هذا الامر كليا من خلال ما قاله سعد الحريري لكوادر المستقبل «ارفض ان اتولى رئاسة الحكومة في هذا العهد»، وبالتالي لن يخرج اسم الرئيس المكلف عن اسماء الاختصاص والاختصاصيين.

 

وحسب المصادر المطلعة، فان الرئيس عون الذي وصلته سلبية الحريري، سيعتمد نفس السيناريو الذي اعتمده مع حكومة اديب لجهة التوافق المسبق بين الكتل الاساسية على اسم الرئيس المكلف قبل بدء الاستشارات التي ربما تتاجل الى نهاية الاسبوع.

 

ايام صعبة قادمة على البلد مع ضغط اقتصادي وفتح الاتراك لمعركة الشمال مبكرا الى اشتباك اقليمي ودولي على الساحة اللبنانية، لكن الانهيار ممنوع جراء قناعة اميركية بان حزب الله قادر على مسك كل مفاصل البلد، وبالتالي الامور ستبقى، لا معلقة ولا مطلقة، وما جرى اكبر من وزارة مالية، والتعطيل عنوانه رفض اميركي سعودي للمبادرة الفرنسية حيث تلاقت مصلحة الدولتين مع المصلحة التركية في التعطيل ، مع التاكيد بان استمرار حالة الهريان ستصيب الدولة بعطب كبير سينعكس على الارض مع تراجع هيبتها لصالح الدويلة وميلشياتها، والحق سيكون للاقوى وعصابات الاحياء والشوارع الداخلية.

 

لكن المصادر تؤكد ان حكومة دياب ستتصدى للمشهد السياسي والاداري وستعيد تفعيل عملها وحل الملفات، بانتظار ظروف افضل لقيامة البلد وهناك من يطرح استمرار الستاتيكو الحالي حتى نهاية العهد مع مساعدات لن تخرج عن اطار المسكنات منعا للانهيار، فاي مسار سيتم سلوكه ؟ الجواب للايام القادمة مع صعوبة كل المسارات.