IMLebanon

جنبلاط يسعى لتثبيت احاديته… وارسلان ووهاب يحاولان اقتحامها

 

يشبه وضع الدروز في انتخابات 2018 وضع المسيحيين المتشرذم والمنقسم على لوائح متنافرة ومتخاصمة بحيث لم يتوحد في الانتخابات الا القوات والكتائب بشكل محدود وفي دوائر معينة ،فالدروز يتوزعون على ثلاثة اجنحة حزبية في الانتخابات جناح جنبلاطي وآخر ارسلاني وجناح وهابي، وقد خرجت مؤخرا الخلافات الدرزية – الدرزية الى العلن بشكل فاضح عبر رسائل متبادلة من دارة خلدة الى المختارة فالجاهلية.

الخلاف الدرزي – الدرزي ليس وليد اللحظة الانتخابية بل يمتد الى زمن طويل وهو جزء يسير مما هو في القلوب المليانة بالخلافات والتجاذبات السياسية القديمة مع مزيج من الخلاف الانتخابي اليوم، فوليد جنيلاط يحاول بنظر كل من ارسلان ووهاب ان يستأثر بكل شيء على الساحة الدرزية «المشكل معه ليس ابن اليوم» يمتد الى سنوات طويلة، هكذا هي النزعة الجنبلاطية فوليد بيك كما يقول المقربون من الزعامتين الوهابية والارسلانية في الكواليس الخاصة تعوّد ان يعمل وحده وان يكون المرجع الوحيد والرقم واحد لدى الطائفة منذ تسلم القيادة الدرزية بمعمودية الدم عن والده الراحل كمال جنبلاط، اما طلال ارسلان فوريث الزعامة بالفطرة لم يرتق في المراحل السياسية الى حجم ووزن المختارة، ولكن للبيت الارسلاني خصوصيته وحيثيته التي لا يرغب احد بالغائها ابدا حتى المختارة، لكن مع ترك مكان للمناورة الصغيرة من قبل جنبلاط لمنع تمدد الزعامة الارسلانية على حسابه، اما الجناح الدرزي الثالث المتمثل بوئام وهاب فان رئيس تيار التوحيد حالة خاصة نشأت وكبرت من عدة سنوات لتنافس المختارة وارسلان ولكن من دون ان تقتنص او تسرق الكثير، فللمختارة وهجها ولخلدة تاريخها وللجاهلية حضورها الواضح على الساحة الدرزية ولكن ماذا يحصل عند طائفة الموحدين الذين يعرف عنهم انهم يضبطون انفعالاتهم وطقوسهم الدينية والسياسية؟ ولماذا خرج الخلاف الى العلن في قبل اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات؟

ترد اوساط سياسية ما هو حاصل الى السباق على الزعامة والمخاوف من محطة 6 ايار كل جناح من مقاربته الخاصة، فزعيم المختارة يريد العبور الآمن لنجله باقل واخف الاضرار، وهو سعى بجهد لحصول الائتلاف المسيحي والدرزي في الجبل لكن دون جدوى فصار الحال ان الجبل ذاهب الى معركة قاسية بين تحالف جنبلاط والقوات والمستقبل وبين التيار الوطني الحر وارسلان مع لائحة وئام وهاب ايضا، اذا فوليد جنبلاط يريد الاحتفاظ بالزعامة فقط للمختارة وان يكون الآخرون ملحقين بها اما طلال ارسلان فرغم ان جنبلاط حاول لم الشمل معه من بداية الانتخابات بترك مقعد درزي شاغر «كرمى» لعيون المير، فان الاخير اختار المعركة مع الزعيم الاشتراكي وتمسك  بشروطه الانتخابية وقدرته على خوض انتخابات مريحة بدون «جميلة» جنبلاط فهو حليف العهد القوي ومرشح على لوائحه في مواجهة الاشتراكي وبعدما تبين لارسلان انه قادر الى جانب التيار من الحصول على حصته النيابية وان يكون ضمن تكتل قريب من بعبدا، فاختار ارسلان ان يوجه رسالة مؤلمة الى المختارة «عل الصوت بودي» او يفعل فعله في زمن الانتخابات.

بدون شك، فان ارسلان اصاب المختارة اصابة مباشرة في الكلام، لكن الرد الجنبلاطي كان مربكا ايضا ومزعجا للبيك الارسلاني، وما لم يفعله جنبلاط تكفل به وهاب في التصويب على ارسلان خصوصا ان رئيس حزب التوحيد لم ينس له محاولات اخراجه من التحالف الشوفي مع التيار. وعليه تضيف الاوساط فان حرب الرسائل التي ولعت كانت بهدف تعزيز الاحجام الانتخابية، فالكل اليوم يريد ان يكون زعيما للطائفة بالدرزية بالشكل المتاح له، في المختارة ثمة روايتان الاولى تؤكد ان وليد جنبلاط «سمع بالرسالة» ولم يقرأها جيدا حتى وانه لا يهاب احدا في الانتخابات وثمة من يقول ان جنبلاط مربك في 6 أيار فهذه المرة الاولى التي يقترب الجميع «مسيحيين ودروز» بهذا الشكل ليشاركوا في صحنه السياسي والانتخابي، يدرك من في المختارة اليوم حجم المتغيرات منذ وصول ميشال عون الى بعبدا وتأثيره على المختارة ولو ان جنبلاط بات صديقا مقربا لبعبدا بخلاف الامس لكن رئيس الجمهورية والتقارب معه مختلف عن التيار الوطني الحر وان كان الاشتراكيون والعونيون  في بعبدا وعاليه والشوف على مستوى القيادات والنواب والوزراء من الاصدقاء المقربين من بعضهم البعض، لكن ما تجمعه الصداقة تفرقه الصناديق بعد ايام. جنبلاط مربك ايضا لان ارسلان يريد ان يلعب في ملعبه الدرزي ويوسع بيكار تموضعه فيما وئام وهاب يتمدد صوبه كلما اتيحت الفرصة.

واذا كان الخلاف ظاهره انتخابي ويتم لفلفته بتدخل مرجعيات عالية لدى الطائفة رفضت توسع الخلاف ودعت الى حصره في الاطار الانتخابي والتنافس المشروع للجميع واطلاق العملية الديمقراطية، فان الخلاف الدرزي سوف يبقى قائما في النفوس ولا مجال لتقريب المسافة في المرحلة الراهنة وفي كل الاحوال فان خلاف ارسلان ووهاب رغم انه ذهب الى حدود الاتهام بالتزوير وارتكاب مخالفات فان عملية ضبطه بتدخل من حليف الاثنين العوني  تبقى اهون مما هو الوضع مع المختارة. في كل الاحوال فان وضع القيادات الدرزية بعد 6 ايار يصح القول فيه اليوم «غدا يوم آخر».