IMLebanon

جنبلاط يعمل على أن يكون «مع سيدي بخير ومع ستي بخير»

خلافاً للمقولة الشائعة لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير، يحاول النائب وليد جنبلاط ان يكون مع الاثنين بخير ولو بالحدود الدنيا على حدّ قول مصادر درزية، فالزعيم الدرزي يعيش على فالق التناقضات العديدة، فهو كالخياط الذي يرتق ثوباً بالياً، كلما رتق ثقباً تمزقت رقعة اوسع، فاذا اشاد بالعاهل السعودي نقز الايراني وحلفاؤه اللبنانيون، وكلما اقترب من محور الممانعة درءاً للمخاطر الدائمة ابتعد عنه السعوديون وحلفاؤهم الآذاريون، اضافة الى هؤلاء يتربص الارهاب الداعشي الذي ينتظر بفارغ الصبر وضع الدروز اما خيارين احلاهما المصير اليزيدي.

وتضيف المصادرمن الثابت ان «زعيم المختارة» لا تكون تحركاته آنية، فهو العالم بخفايا الامور وقارىء للاحداث المحلية والاقليمية والدولية وبوصلته ترشده دائماً الى المكان المنشود الذي يجنب ابناء طائفته اولاً، السقوط في وحول الصراعات الطائفية والمذهبية، وتجنيب لبنان ثانياً الدخول في آتون هذه الصراعات التي اطلت برأسها من بوابة عرسال ومن الممكن لاخطبوطها ان يظهر من جوار قرى الشريط الحدودي المحاطة بالسلفيين من الجولان الى شبعا، واشارت المصادر الى ان جنبلاط آثر منذ احداث 7 ايار اعادة الصفاء الى العلاقة مع «حزب الله» خصوصاً ان حقداً تولد بين بعض الدروز المتشددين وبالاخص جماعة الداعية عمار وشيعة الحزب.

هذا التحرك الذي قاده جنبلاط لاعادة العلاقة الى طبيعتها مع «حزب الله» لن يؤثر على العلاقة مع السنة بشكل عام وسنة الرئيس سعد الحريري بشكل خاص، تؤكد المصادر لا سيما ان العديد من القرى الدرزية هي على تماس مع بعض القرى السنية لناحية الشوف التي تقف على كتف اقليم الخروب السني وقرى راشيا التي تتوجس اليوم من «الداعشيين» الذين يحاولون اللعب على الوتر المذهبي لايقاظ المارد السني في هذه القرى عن طريق ايهامهم بأن اهل السنة يتعرضون للاضطهاد وعليهم التحرك لرفع الظلم عنهم.

وترى اوساط سياسية متابعة لحركة جنبلاط ان لا شك انه المنطقة التي جال عليها جنبلاط هي منطقة ساخنة بعد حادثة عين عطا منذ حوالى شهر، اضافة الى المعلومات التي تتحدث عن تسلل من منطقة شبعا، واشارت الى ان هذه الجولة هدف منها جنبلاط، تهدئة الموحدين الدروز لكي لا يتحمسوا للدخول في هذه المعمعة، وفي الوقت نفسه هذه الجولة هي على مشارف الحدود سواء من ناحية شبعا لناحية تأكيده على ضرورة تصويب البندقية الى العدو الاساسي الذي هو اسرائيل، وايضاً ما تحمله منطقة العرقوب وراشيا من تماس مع الساحة السورية الساخنة.

واضافت الاوساط ان هناك بعض الاوساط الدرزية تتحدث عن الفكر الانعزالي الضيق للموضوع الدرزي، ولذلك فان وليد جنبلاط اعاد التذكير بما قاله منذ عشرين عاماً اثر الحادث الذي تعرض له الشيخ المرحوم ابو حسن عارف حلاوي على حاجز نبع الصفا، وهي ان الدروز جزء من المكون الاسلامي، وان جامع دير القمر وجامع المختارة بناه الدروز.

اما الموضوع الثاني تضيف الاوساط ان لدى جنبلاط هاجساً يتعلق باستقرار البلد، وبالطبع فان جولاته التي شملت مناطق الشويفات والغرب وبعض مناطق عاليه وحاصبيا وراشيا لتهدئة النفوس والمساهمة في اراحتها، وهذه المناطق ليست درزية صرفة، ولو كان بامكانه الذهاب الى مناطق اخرى له تأثير فيها لفعل، لذا لا يتعاطى في ساحات ليس له تأثير فيها، لكنه يمد مساحة الاسترخاء في تلك الساحات. واكدت الاوساط ان جنبلاط تلقى اتصالات كثيرة من جهات صديقة داخلية وخارجية تحذره من زيارة مناطق العرقوب وراشيا لانها منطقة متوترة وتقع في دائرة السخونة ولما تحمله من مخاطر امنية، لكنه اصر على القيام بها على الرغم من انها مغامرة.

وترى الاوساط ان كل حركة جنبلاط اثر زيارته امين عام حزب الله هدفهاامران الاول ان يمحو من عقل الدروز الكره للشيعة الذي نشأ بعد احداث 7 ايار وثانياً ان يبعدهم عن النزاع مع السنة، وهو بذلك يرى اولا ان الشيعة اصدقاء مفترضون وثانياً ان لا يتحول السنة الى اعداء له، لا سيما ان السنة باستطاعتهم اقفال الطريق على الدروز من ناحية اقليم الخروب وفي حاصبيا حيث هم محاصرون ببحر سني.

ولفتت الاوساط الى ان جوهر زيارة جنبلاط الى منطقة الشويفات هو تهدئة جماعة الداعية عمار وهو قال لهم ان الشويفات تبدأ من حي السلم وتنتهي بعرمون ويعني ذلك ان هناك تنوعاً وعليهم الانتهاء من النزاع مع الشيعة, لان هناك من لديه مصلحة لخلق كراهية بين رجال الدين الدروز والشيعة والمستفيد الاول من الموضوع جهة عدوة للاثنين وهناك من يشجع الدروز على الحقد وهو يعمل من خارج الحدود خدمة لاغراض واهداف ذات صلة بما يجري في القنيطرة وعلى الحدود.a