IMLebanon

هل يُؤثر موقف جنبلاط من غزة على موقفه الرئاسي؟

 

 

يبدو حزب الله وجمهوره ممتنين ومعجبين جدا بمواقف وأداء وليد جنبلاط في الحرب الحالية المحتدمة في غزة وجنوب لبنان. فبعد ان شهدت العلاقة بين الطرفين الكثير من النزلات، والقليل القليل من الطلعات في السنوات الماضية، ها هي تشهد افضل احوالها راهنا، ما يجعل حلفاء المختارة السابقين يخشون من انقلاب جنبلاطي يخلط الاوراق رئاسيا.

 

فرغم الحديث عن توقف الحديث بملف الرئاسة، وربطه مباشرة بمشهد المنطقة ولبنان بعد وقف اطلاق النار، الا انه يمكن الحديث عن مجموعة خيارات امام جنبلاط الذي عاد متصدرا الساحة، رغم قراره السابق بالانكفاء والابتعاد وتسليم نجله تيمور دفة القيادة.

 

ولعل الخيار الرئاسي الاول بالنسبة لجنبلاط الاب، وهو ما يفضله على الارجح الابن، هو ان يبقى نواب “اللقاء الديموقراطي” الذين تقاطعوا مع قوى المعارضة على التصويت للوزير السابق جهاد ازعور في المرحلة الماضية في نفس هذا الاصطفاف، حتى ولو قررت القوى السابق ذكرها التفاهم على مرشح جديد، ما سيعني عندها ان الموقف الجنبلاطي من احداث فلسطين سيبقى بميل والموقف الرئاسي بميل ثان.

 

اما الخيار الثاني والذي قد يبدو الخيار الامثل للحزب “التقدمي الاشتراكي”، فنجاحه بأن يكون اشبه بوسيط يجعل من طرفي الصراع يتوافقان على مرشح ثالث تسووي، خاصة ان علاقة جنبلاط حاليا جيدة بكل القوى وضمنا حزب الله. الا انه وكما هو واضح لا يجد حتى الساعة الارضية مهيأة للقيام بأي وساطة من هذا النوع، ويفضل الا يحرق هذه الورقة في مرحلة تحرق فيه نيران الحرب كل شيء.

 

ونصل الى الخيار الثالث الذي يقول بسير جنبلاط بخيار حزب الله وحليفه الاستراتيجي رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرئاسي، اي برئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، وهذا قد يحصل في حال استشعر متغيرات اقليمية ودولية كبيرة تخدم هذا الخيار.

 

لكن، وايا كان خيار جنبلاط فهو غير قادر على ان يقلب الطاولة رئاسيا، باعتباره لم يعد بيضة القبان في هذه المرحلة.

 

الا ان مصادر معنية تعتبر ان “اي تغيير كبير بموقف جنبلاط بالملف الرئاسي سيؤثر على مساره، وسيشكل عامل ضغط على القوى المسيحية، التي وان بدت في العلن انها تفاهمت على ترشيح ازعور، الا انها في حقيقة الامر مختلفة تماما على كل شيء.

 

وتضيف المصادر: “جنبلاط يفضل راهنا انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيسا، وان كان يتفادى الترويج لذلك بالعلن تجنبا لاحراق ورقته، وهو لم يتوان قبل احداث غزة بانتقاد الدور السعودي الذي اعتبر بوقتها انه لم يكن يخدم هذا التوجه، من منطلق ان الرياض اصرت على ابقاء موقفها غامضا بخلاف واشنطن وقطر اللتين كانتا تدفعان باصرار وقوة لتعويم ورقة عون”.

 

وتشير المصادر الى ان “كل جهد القوى الداعمة لقائد الجيش اليوم في الداخل والخارج ينصب على تمديد ولايته في قيادة الجيش، لان خروجه من اليرزة راهنا سيعني تلقائيا قطع طريقه الى بعبدا”، مشددة على ان “الطابة اليوم في ملعب حزب الله الذي وفي حال غطى التمديد سيكون عمليا يعطي اشارة واضحة بجهوزيته لتغطية إنتخابه رئيسا في مرحلة لاحقة “. وتضيف “من جهته رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يكون عقبة امام التمديد ولا حتى امام انتخابه رئيسا، وان كان يفضل وصول فرنجية الى بعبدا”.