IMLebanon

علاقة جنبلاط بحزب الله «وحدة مسار ومصير» ومع الحريري «عطب في مكان ما»؟

العلاقة بين جنبلاط وحزب الله وحدة مسار ومصير، على حدّ قول مصادر درزية، اما مع الرئيس سعد الحريري فهناك «عطب في مكان ما» لم يتم علاجه بعد لكن لم ينخره السوس، واعطي مضادات من اطباء جيدين كمروان حماده وانطوان اندراوس وباسم السبع واكرم شهيب للحفاظ على المعدل الذي وصل له.

وتقول المصادر ان مسار العلاقة بين رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط وحزب الله «سمن وعسل ومسار ومصير مشترك ضد «داعش« واخواتها مع رؤية موحدة للمخاطر المحدقة بلبنان، وهذا ما يفرض وضع التباينات في الكثير من الملفات جانبا لان المرحلة، تتطلب تحالفا تضع الماضي على «الرف حاليا» رغم ان هذه الورقة قد تتجدد يوما ما وحسب الظروف عند جنبلاط، واشارت المصادر الى ان نقاشا بالعمق بين السيد حسن نصرالله والزعيم وليد جنبلاط للمرحلة الحالية ووصلا الى رؤية سياسية مشتركة عن مخاطر محدقة بالبلد، ويلزمها «عدة شغل» للمواجهة بدأت عملها بنشاط على مدار الـ 24 ساعة بعيدا عن الضوضاء.

وهذا الوضوح في العلاقة والرؤية المستقبلية تضيف المصادر جعل الاشتراكي وحزب الله يتجاوزان الماضي لصالح «المستقبل» المليء بالغيوم حفاظا على مصالح الطرفين، وتشير المصادر الى ان جنبلاط ادرك وكذلك حزب الله ان الخطوة الاولى لتمتين الارض وتعزيز وحدة الضاحية والجبل، تكون بإزالة احداث 7 ايار ولذلك بدأ جنبلاط جولته الجبلية ومساره الجديد من بيت زعيم جماعة الداعية عمار علام ناصر الدين، الذي قتل في حوادث 7 ايار وعقد لقاء في منزل نجله واستتبع ذلك بزيارات لرئيس الهيئة التشريعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك مع وفد من العلماء على كل الفاعليات الدينية الدرزية دون استثناء وستستكمل بزيارات لمشايخ الدين الدروز للجنوب وبعلبك والضاحية لتمتين الوحدة الاسلامية.

وتؤكد المصادر انه في موازاة ذلك تواصل اللجنة الامنية في الجبل عملها وبالتالي استطاع جنبلاط تغيير المزاج العام الدرزي وتحديدا الديني جذريا لصالح التحالف مع حزب الله كون مشايخ الدين الدروز يعرفون جيدا وباطنيا نظرة التكفيريين للموحدين الدروز من الناحية الدينية وعدم قبول الارهابيين للموحدين.

وتتابع المصادر ان العلاقة بين حزب الله والاشتراكي في افضل ايامها من «الهنا» وراحة البال وبالتالي ان ابواب الجبل والضاحية مفتوحة على بعضها البعض ومن دون «عقد» مطلقاً.

اما بالنسبة للعلاقة بين رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط وسعد الحريري فهناك عطب ما لا احد يعرف سره على حدّ قول المصادر، حتى ان المنجمين يحاولون الولوج اليها وليلى عبد اللطيف عجزت عن تفسيره وحاذرت البوح بتكهناتها علها تخطىء في ذلك وتصاب مصداقيتها عند جمهورها.

وتسأل المصادر هل يعقل ان يبقى جنبلاط في باريس لمدة اسبوع وللعلاج، والرئيس سعد الحريري في فرنسا ومكان اقامته لا يبعد عن مكان اقامة جنبلاط «ضربة حجر» ولا يتم اتصال بين الرجلين حتى من باب الواجب الاجتماعي؟ وهل يعقل ان يرد مكتب الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بهذا العنف وهذه الحدة على زملاء اعلاميين كتبوا عن امكانية حصول لقاء بين الرجلين في فرنسا «مش محرزي» حيث جاء النفي الاشتراكي حاسما وغامزا من جهات عممت الخبر بشكل غير بريء وهذا الضيق يكشف عن عطب في مكان ما في العلاقة لم يتم علاجه بعد، وسعاة الخير يحاولون تفادي اضراره فقط.

وتضيف المصادر ان ما يجري بين الحريري وجنبلاط يعكس اجواء عن «حرم» سعودي ما زال قائما على جنبلاط ومن خادم الحرمين الشريفين شخصيا ولم تنفع كل الوساطات برأبه بعد وهذا «الحرم» السعودي يعود لليوم الذي انقلب فيه جنبلاط على الرئيس سعد الحريري وتطيير حكومته لصالح الرئيس نجيب ميقاتي حيث كان الكباش السعودي الايراني في عزه وحسمته ايران لصالحها بفضل جنبلاط وطالما العلاقة بين الحريري وجنبلاط على غير ما يرام فهذا يعني ان قرارا في مكان ما في السعودية ما زال يعمل ضد جنبلاط ومعمم مضمونه حريريا ومستقبليا ضد جنبلاط رغم ان الاخير تقول المصادر بادر وفي اكثر من مناسبة الى تطبيع العلاقة خصوصا ان جنبلاط يسعى لان تكون العلاقة مع الحريري ومع الطائفة السنية بأفضل حالاتها وهذا ما يساهم في تحقيق الاحتقانات في شبعا والعرقوب واقليم الخروب – الشوف، وتثبيت العلاقة على الارض في هذه المناطق، رغم ان «تيار المستقبل» وعبر «كشافه» نظموا افضل استقبال لجنبلاط في العرقوب، لكن «الحميمية» بين الطرفين غير «معممة» في اقليم الخروب وهذا يعني استهدافاً مباشراً لجنبلاط في قلب بيته، وفتح معركة سياسية معه في «خاصرته» المباشرة من بوابة اقليم الخروب خصوصا ان العلاقة في اقليم الخروب بين الطرفين تؤكد المصادر انها غير جيدة مطلقا في ظل جفاء دائم، عززه وجود النائب محمد الحجار.

وتتابع المصادر رغم هذه الاجواء فان جنبلاط سيبقى على موقفه التفاوضي مع تيار المستقبل لتحصين البلد بوجه «اللاعبين الكبار» لكن اي تطور في العلاقة مدخله الرياض وبالتالي فان طريق بيت الوسط لجنبلاط موجود في السعودية وحتى تقرر الرياض فتح الباب ستبقى العلاقة كما هي عليه الان.

ويبقى السؤال، ما هو سر الغضب السعودي من جنبلاط؟ ولماذا ما زال مستمرا؟ ولماذا لم تتحسن العلاقة خصوصاً ان تحسينها لمصلحة الطرفين، وفي بعض الاحيان تعمم اجواء عن بداية صفحة جديدة لكن سرعان ما تعمل «اياد» على اعادتها الى «التوتر» او «الجمود».

لكن مصادر مطلعة على اجواء العلاقة بين الرجلين وتعمل لتحسينها تشير الى ان المصدر الاساسي «للعطب» موجود في السعودية والقرار هناك يعود الى ان سبب الجفاء هو أن جنبلاط اعطى «التزاما» مباشرا لملك السعودية في مسألة البقاء الى جانب الحريري وعدم الانقلاب عليه عندما طرحت ايران تغييره بعد عام 2008 وليس سوريا، وبالتالي اطمأن الملك عبدالله شخصيا ان ايران ستستغل هذه الورقة وليس بيدها الاكثرية لتغيير الحريري واستند الملك الى موقف جنبلاط لكن الاخير ربما لم يستطع مقاومة الضغوط يومها التي كانت محكومة بأحداث 7 ايار. وجاء انقلاب جنبلاط ليأتي بميقاتي ويضعف الورقة السعودية من بوابة جنبلاط، ويومها صدر «الحرم» الملكي بحق جنبلاط تحت عنوان «كي لا ننسى» واصيبت الرياض بالصميم في لبنان بانتكاسة ولم تنفع بعدها كل التوضيحات الجنبلاطية لاعادة العلاقة الى «الصراط المستقيم» وما زالت مصابة بتصدعات الموقف الجنبلاطي وتسأل المصادر «هل يعقل ان يرد النائب خالد الضاهر على وزراء الاشتراكي بهذه الحدة لولا ادراكه بوجود غض نظر وكي لا نقول في مكان ما في الرياض، لان اعلام المستقبل نقل كلام الضاهر، رغم ان كتلة المستقبل اصدرت بياناً خجولاً اكدت فيه ان كلام الضاهر يعبر عن رأيه الشخصي ولا علاقة للمستقبل به واشادت بالعلاقة مع جنبلاط. لكن بعض «الخبثاء» يقولون ان الرسالة وصلت «لجنبلاط» من بوابة الضاهر ومن قلب مجلس النواب وهو يعرف مضمونها جيدا، وحتى لو كان المستقبل غير موافق على حدة الكلام.

فالعلاقة لن تتحسن بين جنبلاط والحريري طالما الموقف السعودي على حاله من الجفاء مهما بلغت محاولات الوسطاء في لبنان، رغم ان هناك من يقول ان الحريري ايضا لا يسعى الى «ردم الهوة» وهو مرتاح على هذا الصعيد الى هذا المستوى لانه يدرك اهمية مدى الحاجة الجنبلاطية اليه من بوابة اقليم الخروب.