IMLebanon

زبالة

 

أيام معدودة وتغرق بيروت والجبل في أكوام النفايات. فابتداءً من الأول من شهر أيلول المقبل سيكون البلد أمام تحدٍ كبير، إذا لم تبادر السلطة الى تحمل مسؤوليتها، فتكون «سلطة» في الفعل وليس بالحكي الفارغ. والسلطة تقرر وتنفذ قراراتها، ولا تقف عند خاطر شان هذا وذاك وذلك…

 

ومن أسف أنّ أزمة النفايات تتفاقم كراهية توازي كريه الرائحة المنبثقة من جبل النفايات، وتضاهيها ضرراً وخطراً، خصوصاً عندما يتحول الموضوع الى صراع طائفي مقيت. فالمناطق ذات الأكثريات الطائفية والمذهبية ترفض استقبال نفايات من المناطق الأخرى. إنه الانحطاط والتخلف في زمن الرداءة.

 

لقد وضع وزير البيئة فادي جريصاتي خطة لمعالجة أزمة النفايات على مدى عقد ونصف. وخمس عشرة سنة قد تكون مهلة زمنية محدودة من حيث المبدأ، ولكنها مهمة جداً في بلدٍ يبحث عن حلول لا تتجاوز الأيام! والمهم أن هذه الخطة كما بات معروفاً، لقيت اهتماماً وموافقة من الرئيس سعد الحريري والوزراء. فلتأخذ الحكومة قرارها وتحسم أمرها وتضع الخطة موضع التنفيذ، وتمنع أي اعتراض في الشارع لوقفها!

 

يكفي هذا الغنج والدلال ويكفي هذا الاسترخاء بحثاً عن شعبيةٍ لا تدوم. فاليوم يقبلون هذا «المكب» وغداً يرفضونه الخ… أهكذا تكون «السلطة»؟

 

لم يعد مسموحاً أن يبقى هذا الملف عالقاً رهن المزايدات والمزايدين والباحثين عن الشعبوية الرخيصة ولو بــ»الزبالة» من قبل أطراف عديدة.

ولم يعد مسموحاً أن تبقى السلطة عاجزة (منذ أربع سنوات، ولا بشائر حلول) عن معالجة أزمة النفايات التي جعلتنا «مسخرة» أمام العالم كله، ناهيك بما يترتب على استمرارها، فتفاقمها، من أضرار كبيرة في البيئة والصحة و… السمعة!

 

ولم يعد مسموحاً أن يكون الحديث عن النفايات وكأنه مزحة و … سمجة بالطبع!

 

ولم يعد مسموحاً لأي مسؤول من الأعلى الى الأدنى وبالعكس أن يغسل يديه فيما النفايات تملأ المناطق والهواء والصدور أضراراً بالغة.

 

لم يقصر وزير البيئة، وفي الحكومة وزراء يعملون على صعيد فردي، بإمتياز (نود أن ننوه بوزير الصحة العامة جميل جبق الذي أطلق الحملة الوطنية للبدانة والحملة الوطنية للضغط) وهؤلاء الوزراء، وهم ينتمون الى مختلف الكتل والاتجاهات، ينجحون على الصعيد الفردي ولكن المطلوب عمل جماعي، فالحكومة المؤلفة من أفراد هي خلية عمل تعمل بعناصرها مجتمعةً.

 

أزمة النفايات ليست على الأبواب فحسب، بل ستدخل زبالتها من الأبواب والنوافذ بدلاً من أن تخرج منها. فهل تعقلون؟!