IMLebanon

من أعطى إسرائيل «ضمانات» لبدء التنقيب؟

 

بالتزامن مع قرب وصول سفينة الإنتاج «FPSO» التابعة لشركة «إينرجين» اليونانية إلى المياه الفلسطينية المحتلة خلال أيام، وإعلان الشركة أخيراً (راجع «الأخبار» الأربعاء 11 أيار 2022) اكتشاف مكمن غازي جديد (حقل أثينا) يحوي كميات تجارية من الغاز بمحاذاة حقل «كاريش»، نقلت صحيفة «Les Echos» الفرنسية عن المدير التنفيذي لـ«إينرجين» في إسرائيل، شاؤول زيماش، أن الشركة «تلقت ضمانات بأن كاريش بأكمله يقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لإسرائيل»، من دون أن يوضح مصدر هذه الضمانات.

 

ويرجّح أن واشنطن هي من قدّمت هذه «الضمانات» التي لولاها لما أبحرت سفينة الإنتاج إلى المياه المحتلة، ولما واصلت عمليات الاستكشاف في المنطقة المتنازع عليها مع لبنان قبالة الخط 29. علماً أن «الوسيط» الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكشتين جمّد «وساطته» منذ مطلع العام الجاري، بعد فشل ضغوطه على لبنان للتراجع عن طروحات توسيع الحدود البحرية كشرط لاستئناف المفاوضات، وبعدما نال فعلياً تنازلات أبرزها التراجع نحو الخط 23 والتخلي عن الخط 29، ما يعني فعلياً التخلي عن شمال كاريش.

 

في غضون ذلك، عاد الحديث عن «إنعاش» المفاوضات غير المباشرة برعاية الولايات المتحدة واحتمال عودة هوكشتين إلى بيروت. غير أن مصادر مطلعة على الملف أعربت عن خشيتها من أن يكون هدف هذه العودة إشغال الجانب اللبناني عما يحصل في المياه الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع قرب بدء الإنتاج الإسرائيلي من حقل «كاريش» والحديث عن مفاوضات إسرائيلية مع عدد من الدول الأوروبية لتوقيع اتفاقات توريد الغاز خلال 18 شهراً. علماً أن رئيس الجمهورية ميشال عون طلب خلال استقباله القائد الجديد للمنطقة الوسطى الأميركية مايكل كوريلا، في 20 الجاري، «استئناف هوكشتين مساعيه بعد انتهاء الاستحقاق النيابي». كما قالت مصادر لـ«الأخبار» إن موضوع الترسيم كان من بين الملفات التي بحثها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في واشنطن الأسبوع الماضي، ودعوته في حديثه إلى صحيفة «ذي ناشيونال» الإماراتية، إلى أن يرد الجانب اللبناني على آخر اقتراح تقدم به هوكشتين في بيروت (منح لبنان الخط 23 معدلاً، إذ يقضم جيباً إلى الجنوب من حقل قانا، ويأخذ في طريقه مساحات شاسعة من البلوك 8).

 

معلومات عن قرب استئناف هوكشتين «الوساطة» الأميركية

 

وبحسب المصادر، يأتي اقتراح إبراهيم بالرد، كمبادرة تسمح لهوكشتين أن يعود لبيروت. «الضمانات» الأميركية لا تحول دون الترقب على المستوى الإسرائيلي من تنفيذ تهديدات المقاومة حيال «منع الاستخراج» من حقل كاريش، خصوصاً أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تطرق إلى هذا الملف في ثلاثة من آخر خمسة خطابات، ما يشير إلى أن المقاومة تولي هذا الملف درجة عالية من الأهمية.