IMLebanon

الكتائب يلغي منصب سامي: عقوبة الابن الضال؟

وافق المكتب السياسي في حزب الكتائب على اقتراح رئيسه أمين الجميل إلغاء منصب «منسق اللجنة المركزية» المعني بالتنسيق بين الأقاليم الكتائبية والقواعد الحزبية في المناطق على المستوى السياسي. المكتب، بدوره، أحال القرار إلى اللجنة التي تبلغت بالأمر في اجتماعها الأخير الاثنين الفائت. الإلغاء لم يطل المنصب فحسب، بل «طيّر» صفة نجل الجميل، الشيخ سامي الذي مدّ نفوذه طولاً وعرضاً في الصيفي باسم منسق اللجنة، فتغلغل بين القواعد الحزبية، عاقداً ندوات وجلسات وجولات، علماً بأن «فتى الكتائب» لم ينتظر وصول سهم الإلغاء إليه بل استبقه بإعلان استقالته من المنصب الذي استحدث في الأساس على نيته بعد دخوله إلى الحزب إثر اغتيال شقيقه بيار الجميل.

وقد فصّله لاحقاً على مقاسه حتى غدا بنظر كثيرين الرئيس الأعلى للصيفي.

من الولايات المتحدة، يتلقى المنسق السابق تداعيات توصية والده التي تباينت انعكاساتها بين أجنحة الكتائب المتكاثرة. البعض تنفس الصعداء بعد «تصحيح بدعة المنسق وإعادة الصلاحيات إلى الأمين العام للحزب كما يقتضي النظام الداخلي الذي يصفه بالمسؤول الإداري». هؤلاء ضاقوا ذرعاً بالنفوذ المطلق الذي «اقتنصه الشيخ سامي مستثمراً إرثه العائلي بعدما أصبح الوريث الوحيد». انعكس الضيق خلافات متتالية، تارة مع أعضاء في المكتب السياسي وأخرى مع ابن عمه نديم الجميل، ومرات عدة مع الرعيل الكتائبي القديم وفريق الرئيس الأب. لكن التساؤل الذي توافق عليه محبو الشيخ سامي ومناوئوه: لماذا اتخذ الشيخ أمين هذا القرار الآن، وخصوصاً أن الجو العام كان يهيّأ لأن يعلن استقالته على أن تؤول الرئاسة الى نجله في المؤتمر العام المرتقب في تموز المقبل؟ وهل ابتعد حلم رئاسة الجمهورية كثيراً، ما يعني أنه ما من داع بعد للاستقالة التي يفرضها الترشح لرئاسة البلاد؟ الجو الكتائبي العام انقلب في الأيام الماضية. الأنظار ترنو إلى مؤتمر تموز الذي يسمى مؤتمر «انبثاق السلطة» ويشهد انتخاب رئيس جديد للحزب. فهل يحتفظ الأب برئاسة الحزب في يده ما دامت رئاسة الجمهورية فوق الشجرة؟

هذا بالنسبة إلى الشيخ أمين، فماذا عن الشيخ سامي؟ ليس خافياً أن «الكيمياء مش راكبة» بين الأب وابنه الأصغر كما كانت بينه وبين نجله البكر بيار. آخر التباينات، فضحته انتقادات الشيخ سامي اللاذعة لحزب الله في لندن في وقت يحاوره حزب والده في بيروت.

مع ذلك، لا يقتنع كثيرون بأن الشيخ أمين عاقب نجله على «شطحاته» بإلغاء منصبه. وبالتزامن مع اجتماع حل المنسق، كان الابن يحضر نيابة عن والده في مؤتمر المعهد الكاثوليكي في الفاندي الفرنسية ويلقي كلمته.

ما الذي يحضّره الشيخ سامي؟ ينقل مقربون عنه أن «حلف لبناننا» الذي أسسه أواخر عام 2006، يراوده مجدداً. لم يدم نشاطه أكثر من عام بعدما عاد الفتى إلى حضن الكتائب إثر اغتيال شقيقه. فهل يحييه ويحمّله مواقفه الحادة التي لا يحتملها الصيفي؟