IMLebanon

عملاء الخميني في لبنان  

 

سبق الخميني ونظامه في إيران تنظيم القاعدة وداعش وكلّ التنظيمات الإرهابيّة التي تنفّذ التفجيرات الانتحاريّة، لم يعرف أحد أكثر من أنّ اسم ذاك الانتحاري هو «إسماعيل عسكري»، بل لم يعرف أحد حتى اليوم من هو هذا الانتحاري، إيراني نفذ عملية انتحارية في بيروت كان التفجير فيها قوياً إلى درجة أن الـ FBI وصفها بعبارة The largest non-nuclear bomb in history، كان تفجيراً انتحاريّاً مزدوجاً كتلك التفجيرات التي تنفّذها داعش اليوم وقبلها تنظيم القاعدة، وبعد دقائق خمس دمّر انتحاري آخر، لم يذكر أحد اسمه، بشاحنة متفجرات ثانية مبنىً مجاوراً هو مقر قيادة كتيبة المظليين الفرنسية، في ثمانينات القرن الماضي واجهت إيران الخميني أميركا في بيروت ممارسة ضغوطاً أسفرت عن صفقات بيع السلاح لإيران عن طريق إسرائيل ـ بمناسبة توزيع تهم العمالة لإسرائيل ـ في صفقة افتضح أمرها في العام 1986 وعرفت بـ»إيران غيت»!

 

ذاك الصباح لا يُنسى، استفقنا مذعورين على ارتجاج المبنى بنا مصحوباً بدويّ انفجار هائل، تلاه بعد دقائق خمس اهتزازٌ وضغط هائل ودوّيّ انفجارٍ ثانٍ، خيّم الذّعر والتساؤل على النّاس عن المصير المجهول الذي ينتظرنا مجدّداً… في ذاك الصباح الباكر اقتحمت شاحنة مرسيدس مقرّ المارينز المجاور لمطار بيروت، وكان يتألّف من 4 طوابق يقيم فيها ثلاثمائة من مشاة البحرية، اقتربت «شاحنة الموت» من مدخل الثكنة وتوجّه سائقها نحو موقف السيارات، فظنّ الحراس أنّها صهريج روتيني يزوّد المبنى بالمياه، إلا أنّ الشاحنة الصفراء كانت محملة بأكثر من 6 أطنان من متفجرات الـ «TNT»…

سبق وسمع اللبنانيّون اسم تنظيم الجهاد الإسلامي الوهميّ قبل تفجيرات 23 تشرين الأول، وهو الاسم الذي كان حزب الله يوقّع به عمليّاته الإرهابيّة في ثمانينات القرن الماضي، ففي 18 نيسان من العام 1983 أعلنت نفس المنظمة الإرهابيّة مسؤوليتها عن تفجير السفارة الأميركية في بيروت، وللمفارقة أصدر حزب الله عام 1986 طابعاً بريدياً بمناسبة تحقيق هذا «النصر» على «الشيطان الأكبر»، واستخدم الطابع على رسائل الحزب المرسلة من بيروت الغربية إلى العالم!!

في 29 تشرين الأوّل 1983 وجّه حزب الله مع تنظيم مشايخيّ مخابراتي أنشأته مخابرات الاحتلال السوري في العام 1983 وحمل اسم تجمع العلماء المسلمين برقيات إلى الخميني ومجلس الدفاع الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، هنّأوا فيها بالانتصارات التي يحققها «المسلمون»، وممّا جاء في هذه البرقيات (واقرأوا وتأمّلوا جيّداً كلّ كلمة وردت فيها): «إنّ شعبكم المسلم في لبنان والمرتبط بولايتكم يرفع إلى مقامكم أسمى التبريكات والتهاني لمناسبة انتصار حماة الإسلام.. نرفع إليكم التهاني ببركة حركتكم الشعبية المتصاعدة في لبنان وفي بيروت حيث الضربة الحيدريّة والخمينيّة لمقري قيادتي القوات الأميركية والفرنسية»!!

بُعيد مقتل مصطفى بدر الدين في 13 أيار 2016 في دمشق، نشرت صحيفة «سلايت» الفرنسية معلومات أكّدت فيها أنّ مصطفى بدر الدين هو من يقف وراء هذيْن التفجيريْن، أربعة وثلاثون سنة مرّت على أكبر عملية استهداف للجيشيْن الأميركي والفرنسي في ثمانينات القرن الماضي، وما زال حزب الله يتباهى بتبعيّته للوليّ الفقيه وأنّه يخوض الحروب لصالح الأجندة الإيرانية في المنطقة، ولا يزال حزب الله يوزّع تهم العمالة على اللبنانيين من إسرائيل وأميركا وصولاً إلى السعودية، لم يخجل أمين عام حزب الله مرّة من التفاخر بعمالة حزبه لإيران، ذات حديث صحافي قال: «كلّنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة» [النهار9 آذار 1987].

لم يحدث في تاريخ لبنان أن شهدنا حزباً لا يخجل من كونه بيئة وشعباً وكوادر وقيادة عملاء لدولة أخرى، بل أكبر العملاء في تاريخ لبنان، ولم يخجل أبداً هذا الحزب من التباهي بإعلان عمالته وارتهانه لإيران بخمينيّها وخامنئيّها منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى اليوم!

* أعتذر عن الغياب القسريّ للهامش من منتصف الأسبوع الماضي تحت وطأة المرض والألم الشديد، نسأل الله العافية.