IMLebanon

قتلوا طفلة بدقيقة!

لا يمكن ان تمر حادثة قتل طفلة بهذه السهولة وهذه البساطة، فموت بيتينا رعيدي هو أكثر من مصيبة وفاجعة.

ليست المرة الأولى يقتل أطفال وشباب ومسنون برصاص طائش، ولن تكون حتماً الأخيرة.

وليست المرة الاولى يقتل اللبناني من دون سبب وجيه، وبسبب عدم المسؤولية وعدم وجود دولة صارمة. والكتابة عن سخرية القدر التي قتلت بيتينا برصاصة حزن جراء دفن آخر لا تكفي، والكتابة لوصف ألم أهلها لا تكفي. ما يجب قوله اليوم هو أنه إما تتعامل الجهات المختصةً والسياسيون والوزراء المختصون مع هذا الملف بجدية احتراماً لأرواح الضحايا وحماية لأرواح الناس، وإما لن تكون بيتينا آخر ضحية للجهل والفلتان.

أولاً، نعلم جميعاً أن كل صديق لضابط كبير أو لسياسي نافذ أو كل تابع لزعيم يملك ترخيصاً للسلاح. فيجب وقف هذه الظاهرة الشاذة نهائياً ومنع حمل السلاح إلا بيد الدولة، ومن يعمل في الأمن والأشخاص المتدربين والمؤهلين لحمل السلاح.

ثانيا، يجب إقامة حواجز وإجراءات أمنية مكثفة لمكافحة حمل السلاح ونقله في أقل الأحوال، ما دام جمع السلاح متعذراً ان لم يكن مستحيلاً. وإن قوى الأمن، بدلاً من تركيز جهودها ونشاطاتها على وقف العمل في ورش البناء، مع ما يرافق ذلك من ممارسات وأمور على أيدي بعض العناصر، عليها إقامة حواجز لمنع الناس من حمل السلاح. وإذا كان لا بد من كلمة صريحة أخرى في هذا المجال، فهي أن على الاجهزة الأمنية أن تعرف أن الناس يستقوون بالحمايات، سواء كانت من ضباط أو أجهزة أو زعماء أو سياسيين نافذين، ولذا يفترض إعادة النظر إعادة جذرية في موضوع ترخيص السلاح ومنح التراخيص للأزلام والأتباع والمحاسيب.

ثالثا، على الزعماء الكرام أن يتحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية والأدبية والمعنوية، وأن يصرحوا ان كل من سيطلق رصاصاً اثناء تصريحاتهم وظهورهم التلفزيوني سيوقف، ولو كان من جماعاتهم!

فربما إذَا اتخذ الزعماء مواقف صارمة وصادقة وحازمة أن لا أحد فوق راْسه خيمة، خصوصاً من مناصريهم، وتم توقيف كل من يتجرأ على اطلاق الرصاص في كل المناطق دون استثناء، تكون هذه بداية لتغيير هذه الثقافة، ثقافة القبائل والسلاح والموت، ثقافة اللاوعي والمحسوبيات والجاهلية، ثقافة الخطر المحدق بالناس واللامبالاة بحياتهم.

وبهذه الطريقةً ربما تعيد الدولة والمسؤولون القليل القليل من الحق الى بيتينا وكل من سبقها، ولو ان لا شيء سيعوض خسارة الأهل، وطبعا مطلوب قبل أي شيء توقيف كل من أطلق النار في هذه الجنازة، وليس فقط من تسبب بوفاة الطفلة، كي يكون الدرس للجميع.