IMLebanon

آخر مآثر ترامب: ضرب «الأونروا»  

 

بينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوقف دعم بلاده لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كان المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يتنقل بين قصر بعبدا وبيت الوسط يرافقه وفد من المنظمة، ويجري محادثات كان القسم الأكبر منها مركّزاً على النازحين السوريين الى لبنان الذين تصنفهم الأونروا بأنهم لاجئون.

 

فقد ذكرت مجلة «فورين بوليسي»، أمس، أن الرئيس ترامب قرر وقف التمويل المخصص (للأونروا) وقفاً كاملاً بعد أشهر على خفض الدعم المادي للمنظمة.

ترافق هذا القرار الخطِر والخطير مع تشكيك نيكي هيلي، مندوبة واشنطن الدائمة في الأمم المتحدة، في إحصاء المنظمة الأممية لعدد اللاجئين واستبعادها حق العودة…

والقرار الذي أعلن عنه يبدو أنه متخذ  في مطلع شهر آب الماضي بين ترامب ومستشاره، صهره اليهودي، جاريد كوشنر، ووزير الخارجية مايك بومبيو.

وتقاطعت معلومات وتقارير عديدة لتؤكد على أن ترامب أراد أن «يؤدّب» الفلسطينيين الذين رفضوا قراره نقل سفارة واشنطن من تل أبيب الى القدس! (حسب قول بيار كرينبول المفوض العام للأونروا) علماً أن واشنطن تسهم بمبلغ 350 مليون دولار للمفوضية، أي ما يفوق، بقليل، ربع ميزانيتها.

واضح من هذا الموقف الأميركي الأرعن أنّ ترامب «يتعهد» تصفية القضية الفلسطينية تماماً، إذا إستطاع الى ذلك سبيلاً.

إذ لا يمكن فصل وقف التمويل عن قرار نقل السفارة الى القدس… حتى إذا توقف مدّ الأونروا بالمساعدات سيكون اللاجئون الفلسطينيون أمام أزمة من شأنها أن تقضي على «حق العودة». ولا يزال ماثلاً في الذاكرة استخدام الأميركي «الڤيتو» ضدّ المشروع المصري في مجلس الأمن الدولي لإدانة إعلان ترامب (حول القدس)… ولاحقاً تقدمت تركيا واليمن بمشروع الى الجمعية العامة للأمم المتحدة فحظي بتصويت 128 دولة بالموافقة عليه (في كانون الأول الماضي)، مقابل 9 دول عارضته وتكفي قراءة أسمائها ليتبين أن العالم كله وقف مع الحق الفلسطيني وبدت واشنطن في شبه عزلة. والدول التي تضامنت مع الأميركي كانت: «اسرائيل» (طبعاً)، وغواتيمالا، وهندوراس، وجزر مارشال، وميكرونيسيا، وناورو، وبالاو، وتوغو! (35 دولة إمتنعت عن التصويت).

ونحن في لبنان معنيون جداً ومباشرة بالموقف الأميركي المستجد (وإن غير مفاجىء). وهو من أكبر الضربات الموجهة الى حق الفلسطينيين في العودة الى وطنهم… واستطراداً هو مدخل الى توطينهم في البلدان التي لجأوا اليها، وفي مقدمتها لبنان.

ونأمل أن يكون كل من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري اللذَين استقبلا السيِّد فيليبو غراندي قد أثارا معه هذا الموضوع، علماً أنه «ليس في اليد حيلة» (محلياً ودولياً) أمام الصلف الأميركي المتفاقم ضدّ الشعب الفلسطيني، والذي بلغ ذروته مع هذا الرئيس الأرعن.