IMLebanon

مقر قيادة الشمال في مرمى المقاومة

 

 

المئات تجمّعوا أمس في خربة سلم لتشييع ابنها القيادي وسام طويل، رغم التحليق المتواصل للطائرات الحربية والمسيّرات على علوّ منخفض في سماء البلدة، منذ وصول جثمان «الحاج جواد» إلى منزل شقيقه ليل الاثنين. ويبدو أن العدوّ قدّر أن تشييع القائد الجهادي سيجمع أقراناً له، فحاول تكرار عملية الاغتيال باستهداف سيارة في البلدة بعد ركنها قرب منزل شقيق الشهيد بصاروخين، قبل نصف ساعة من موعد التشييع، ما أدى الى استشهاد علي حسين برجي وجرح ثلاثة من المارة وتحطم زجاج عدد من المنازل والسيارات.وبخلاف ما أرادته إسرائيل، ضاعف اغتيال برجي عدد المشاركين الذين تزاحموا على رفع نعش «الحاج جواد». وفي كلمته، استحضر عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق تاريخ طويل الجهادي، مشيراً إلى أنه «درّب وخرّج آلاف المجاهدين الأشداء المشتاقين للمواجهة الكبرى مع العدو الإسرائيلي».

وعلى صعيد التحقيقات، لفتت مصادر متابعة إلى أن طويل «كان مرصوداً من قبل إسرائيل وعملائها منذ وقت طويل، وحاولت الحصول على صور له وجمع معلومات حول تحركاته. ومنذ بداية مواجهة طوفان الأقصى، غاب طويل عن الأنظار ولم يحضر إلى بلدته، ولم يشارك في تشييع ابن شقيقه حسين طويل الذي استشهد في تشرين الأول الماضي. ويوم الأحد الماضي، كانت المرة الأولى التي يزور فيها منزله. وبعد مغادرته في صباح اليوم التالي، استهدفه العدو على بعد حوالي 150 متراً من منزله في حيّ الدبشة».

وقبل التشييع أيضاً، أغارت مسيّرة على سيارة تقلّ ثلاثة مقاومين (حسن إسماعيل وعيسى نور الدين وشريف ناصر) في أطراف الغندورية. وادعى إعلام العدوّ بأن الشهداء «أعضاء خليّة لإطلاق طائرات مسيرة».

وكان مشهد المواجهة أمس قد افتُتح على أصوات صفارات الإنذار التي دوّت في معظم مستعمرات الجليل الأعلى خشية تسلّل طائرات مسيّرة وإطلاق صواريخ من لبنان. ورغم تفعيل الدفاعات الجوية، استهدف حزب الله ‏مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة (قاعدة دادو) ‏بعدد من المسيّرات الهجومية الانقضاضية، في إطار الرد على اغتيال الشهيد الشيخ صالح العاروري والقائد وسام طويل.

وتقع قاعدة «دادو» على عمق 12 كلم من الحدود اللبنانية، ويقع إلى جانبها حيّ بنا بيتر الذي يسكنه عاملون في قيادة المنطقة الشمالية. وتعدّ القاعدة مقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الإسرائيلي، والمسؤولة عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حالياً، الفرقة 91 مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود الجنوبية اللبنانية، والتي تضمّ عدداً كبيراً من منظومات القيادة والسيطرة المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان.

وفي سلسلة عمليات، استهدفت المقاومة مواقع المالكية البغدادي حانيتا ورويسات القرن، إضافة إلى ثكنة يفتاح وتجمع ‏لجنود العدو في محيط ثكنة أدميت، والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع بياض بليدا.