IMLebanon

الزعامات في كسروان ـ جبيل تسعى لكسر الصورة العونية

 

تختلف المعركة في دائرة كسروان التي ضمت اليها جبيل هذه المرة عن معاركها السابقة في الكثيرمن وجوهها، فمن أحرز التسونامي الجارف بات رئيساً في قصر بعبدا وعادت الزعامات والبيوت السياسية تتنفس الهواء الكسرواني الذي انقطع عنها بحكم فوز ميشال عون في كسروان على مدى دورتين متتاليتين مما ادى الى اقصاء زعامات القضاء لفترة خلت.

ما اختلف اليوم ان اسماً آخر سيخلف او يرأس اللائحة التي كانت تعرف بالعونية فقائد المغاوير يتمتع بشعبية واسعة إلا ان ظروفاً كثيرة تبدلت من القانون الانتخابي الجديد الذي يصعب تحديد نتائجه الى التحالفات التي ستتشكل، وقد بات واضحاً ان اللائحة التي يشكلها روكز من المرجح ان تتغير وجوهها من  عدد من النواب الذين تمسك بهم عون سابقاً.

الثابت الوحيد حتى الساعة ان انتخابات كسروان وجبيل ضبابية وثمة حالة ضياع في تجهيز اللوائح وتركيب التحالفات، فثمة مرشحون أقوياء باتوا مرشحين بدون لوائح وثمة افتراقات كثيرة حصلت بين شخصيات كانت فيما مضى متقاربة انتخابياً، ثمة لائحتان وربما ثلاث يتم التداول بهما بدون ان يتجمع البازل كله، فمن لائحة  العميد روكز التي يتحفظ على اسمائها ولكن بات واضحاً انها ستضم الوزير السابق زياد بارود الذي تجمعه بالعميد علاقة جيدة وبانتظار ان ينضم اليها النائب السابق منصور البون ولها بدون شك امتداداتها الجبيلية مع النائب سيمون ابي رميا،و ثمة لائحة فريد هيكل الخازن المقرب من رئيس تيار المردة،والبحث جار لدى القوات عن موقع ما ،فيما تحاول الحالات السياسية المستقلة ان تتدبر وضعيتها الانتخابية كما هي حال رئيس مؤسسة الانتشار نعمة افرام وان كان الأخير افترق مؤخراً عن زياد حواط وحيث يتردد ان النائب السابق فارس سعيد بات يردد انه يريد ان يتحول الى خبير انتخابي بدل خوض الانتخابات، فيما لم تحسم الثنائية الشيعية مرشحها الجبيلي

شامل  روكز هو رأس حربة اللائحة الكسروانية، فيما مضى كثرت التساؤلات حول انضمام القوات الى لائحة روكز الا ان الخلاف القواتي والعوني الذي ينسحب على عدم التفاهم في كل المناطق يتحكم بالانتخابات في كسروان وجبيل ايضا،صحيح ان روكزتخطى الحاجز الشخصي مع القوات ،لكن ثمة عقد اخرى تتصل بالتفاهمات العونية والقواتية المناطقية وعلاقتهما السياسية جعلت القوات خارج اللائحة.

حتى الساعة لا يمكن تبيان «من مع من» بعد على متن اللوائح  بشكل نهائي،الكل يعد العدة وثمة حديث يصل الى ثلاث لوائح ، وثمة كوكتيل مرشحين من نواب ووزراء سابقين الى رجال اعمال ورؤساء بلديات سابقين وعونيين ملتزمين واصدقاء التيار العوني لم يعرف توزعهم في اللوائح رغم المسافة القصيرة المتبقية للاستحقاق علماً ان قانون النسبي يسقط الترشيحات التي لا تلتزم السقف الزمني المحدد باربعين يوم.

النائب السابق فريد هيكل الخازن الذي لم يتصالح مع العونية السياسية  بعد هوحتماً خارج لائحة روكز بعدما قطع مسافة طويلة الى بنشعي، بدون شك فان وضعية الخازن اليوم افضل من الأمس بعد خروج ميشال عون من دائرة المنافسة مع النواب السابقين والزعامات التقليدية، وبفعل القانون النسبي الذي  يستفيد منه المرشحون الاقوياء في دوائرهم كما يعطيه فرصة محتملة افضل من الدورتين الماضيتين خصوصاً ان فريد هيكل الخازن والنائب السابق منصور البون خسرا في الانتخابات الماضية لكنهما من الارقام الصعبة  في الموضوع الخدماتي كسروانياً .

العميد  المتقاعد روكز متحفظ كعادته حول لائحته ويحاذر الحساسيات الكسروانية ووضعية العائلات واحراج احد لعدم الانزلاق الى متاهات هو بغنى عنها خصوصاً انه «الغريب»  بنظر الكسروانيين،لكن لائحة روكز ستضم وفق التوقعات واحدا او اثنين من النواب العونيين السابقين فلا احد يتداول في استحقاق 2018 باسماء النواب انفسهم ، خصوصاً ان زعامات فريد هيكل الخازن ومنصور البون وخدماتهم اضافة الى حضور زياد بارود كاسم انتخابي يشكلون عامل قوة لتداخلهم مع المجتمع الكسرواني وخدماتهم الاجتماعية  وقربهم من الناس ، علماً ان هذه الزعامات تخوض معركة «الثأر» في القانون الجديد ضد تسونامي عون الكسرواني .، وفي حين ان مرشح القوات في الاستحقاق هو الذي اختاره وسماه سمير جعجع شوقي الدكاش،  ترشح الكتائب شاكر سلامه.

لا يختلف اثنان في ان الإنتصار في القضاء في الانتخابات الماضية كان عصياً على غير جماعة التيار الوطني الحر، وعلى ذمة الرواة  وحسب الأحاديث المنتشرة في الصالونات الكسروانية ، فكل شيىء بات مسموحاً في هذا القضاء ، فلا عجب ودائماً على ذمة الرواة ان ينسج العونيون وحلفائهم تحالفات غريبة عنهم عندما تحين الساعة الانتخابية  من اجل تثبيت انتصارهم الماروني  بالثلاثة .

يعترف الجميع بقوة ميشال عون في هذا القضاء وبالتالي فان خروج طيفه من هذا القضاء بعد ان اصبح رئيساً للجمهورية  بات ضرباً من المعجزات ومن المستحيلات، فالعماد ميشال عون انتقل بالجسد الى قصر بعبدا لكنه ليس بعيداً عما يجري في معقله الانتخابي  السابق، هو تعلم من خبرته الانتخابية  في الشارع المسيحي ان زعامته المسيحية وترؤسه اكبر تكتل مسيحي انطلقا  من فوزه النظيف في القضاء الماروني، وقد استطاع عون في الدورات الانتخابية الماضية من تحقيق انتصارات على الزعامات السياسية فمنصور البون خسر في الانتخابات  رغم الارقام المرتفعة التي سجلها عند اقفال الصناديق.

المعركة  في كسروان  – جبيل «مسيحية مسيحية « تطور واحد طرأ عليها بخروج «الجنرال» شخصياً منها وبحلول روكز على «رأس « اللائحة « المعروفة باسم لا ئحة عون والتي اتفق روكز فيها مع رئيس الجمهورية قبل الدخول في معمعة الاستحقاق على اطلاق يده فيها وعدم وصفها بالعونية  فقط ، الاسماء المطروحة في لائحة روكز تضم احد نواب عون  والارجح انها لا تضم مرشحي التيار الوطني الحر الذين خضعوا لاستفتاءات التيار الانتخابية ولم يوفقوا في الاختبارات بحيث لم يحصل اقواهم على اكثر من 13 بالمئة من اصوات الناخبين وحيث ان «الجنرال « نفسه علق على ذلك بقوله « لا أحصنة رابحة للفوز في استحقاق كسروان من المحازبين ، ويتردد ان روكز يتجه الى اطلاق ماكينته بعد ثلاثة اسابيع في احتفال من الكازينو.

«الاحصنة الكسروانية» القوية ايضاً من فريد هيكل  الخازن ومنصور البون فيبدو ان الحالة العونية التي فازت في القضاء لم تقلل من عزيمتهما فالوزير السابق فريد الخازن رقم صعب في المعادلة وان خرج من الانتخابات الماضية  ورهان الخازن على عدم قدرة المرشحين العونيين من دون ميشال عون على تكرار تجربة الانتخابات الماضية ، فيما النائب السابق منصور البون في استنفار انتخابي  وشد الحبال جار لجلبه الى لائحة روكز ، هذا لا يعني الاستخفاف بمرشحين من زياد حواط وفارس سعيد جبيلياً ونعمة افرام كسروانياً .

في هذه الدائرة جارة بكركي تحتشد القوى المسيحية لاظهار القوة التي منها ستنطلق الى رحاب الوطن كممثلة شرعية للمسيحيين .بكركي التي كان لها سابقاً رأياً وموقفاً في الاستحقاقات السابقة في عهد البطريرك صفير، فانها تقف اليوم على مسافة واحدة من الجميع ،لكن الرعية في كسروان تتقاسمها العائلات والقوى السياسية ، فالتيار الوطني الحر شكل المفاجأة في مدينة فؤاد شهاب بعد ان استطاع «الغريب» ان ينتصر ليشكل انطلاقة صاروخية للتيار الوطني الحر في المجلس النيابي ،. والقوات اللبنانية ترغب ان تحقق حلمها بان يدخل الى المجلس النيابي «قواتياً « من بوابة كسروان التي بقيت عصية عليها بفعل قدرة عون والزعامات وقد بقي المقعد الكسرواني «حصرماً لم يتذوقه القواتيون في المعارك مع انهم تحالفوا مع الكل تقريباً لوقف المد العوني. فالقوات مثلت كسروان نيابياً من خلال التعيين في عهد الياس الهراوي عندما عين جورج كساب نائباً عن كسروان، المعاناة القواتية تشبه المعاناة لدى البيوت السياسية التي سد عليها عون الطريق وقطع عنها الهواء السياسي، علماً ان هذه العائلات اتحدت فيما بينها في حلف نادر لم يشهده القضاء على مر المعارك، لكن المصيبة التي تجمع دفعت العائلات لتشكيل جبهة واحدة مع الاحزاب لمنازلة عون في «ام المعارك» لكن جميع هؤلاء احزاباً  وعائلات عادوا خائبين في الدورات الانتخابية التي فاز بها عون بسهولة قياسية . اليوم بدون شك فان خلطا كبيراً للاوراق يحصل على الخريطة الانتخابية الكسروانية بخروج عون بالشخص منها،والقانون النسبي الذي يريح الزعامات وقد يضمن لبعضها استعادة اللوحة الزرقاء.