IMLebanon

«الجيش هو البديل»

 

 

في ثمانينات القرن العشرين الماضي، رفع أفرقاء من اللبنانيين شعار «الجيش هو البديل» لأن السياسيين عجزوا عن إنهاء الصراع الذي كان لا يزال مُستمراً منذ «حرب السنتَين» وتواصل حتى مطلع التسعينات، عندما وضعت الحرب أوزارها بتوافقٍ عربي وإقليمي ودولي، أعقبته ثلاث مراحل مُتلازمة:

 

المرحلة الأولى: إسقاط العماد ميشال عون بهجوم الطيران السوري على قصر بعبدا.

المرحلة الثانية: دمج ألوية الجيش في مطلع التسعينات.

المرحلة الثالثة: تضاعف النفوذ السوري في لبنان إلى حد بات القرار اللبناني في عهدة غازي كنعان ثم رستم غزالي.

 

يوم رُفع ذلك الشعار، جاء تعبيراً عن الحاجة إلى الاستغناء عن الطاقم السياسي الذي فشل في مواجهة التطورات الكبيرة. اليوم يعود هذا الشعار على نطاقٍ واسع، ليس فقط في ما يُقال ويُعمم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقاً بأصداء تتواتر من الخارج. فالمفارقة أن القائلين بهذا الشعار ورافعيه يُمثلون قوى دولية فاعلة وذات أوزانٍ في القرار الدولي، انطلاقاً من «خيبة» هذه الجهات بالسياسيين اللبنانيين الذين باتت صفة الفشل لصيقةً بهم.

 

فالتدريبات، ولا نقول المناورات الثُلاثية اللبنانية – الأميركية – الأردنية، التي استمرّت عشرة أيام وانتهت أمس في لبنان، كات لافتةً، ليس فقط في حدوثها، إنما بما رافقها من كلامٍ للسفيرة الأميركية التي أشادت بالقائد جوزاف عون، مُشدّدة على التزام الولايات المتحدة بتقديم أسلحة، دفاعية بالطبع، مُتطوّرة وفق برنامجٍ مُحددٍ سلفاً. واعدةً بتقديم واشنطن «مُساعدات استثنائية» للجيش اللبناني على قاعدة «التزام طويل الأجل».

 

وتوافق ذلك مع اختتام العماد عون زيارته «المُميّزة» إلى فرنسا التي تقاطعت المعلومات التي رشحت عنها، على أنها كانت بالغة الأهمية. وفي تقريرٍ لـ»عربي بوست»، تقاطع مع تقرير مهم للزميل الأستاذ بشارة البون، زوّدنا به أمس من مقرّ إقامته في باريس أيضاً، أن الرئيس ماكرون «اخترع» مُتّسعاً من الوقت رغم انشغالاته الضاغطة والكبيرة داخلياً وخارجياً. وأن الرئيس الفرنسي مُصرٌّ على عقد المؤتمر الدولي الخاص بدعم الجيش اللبناني. وهو سيحمل قضية هذا الجيش معه إلى السعودية وقطر والإمارات، التي سيزورها لاحقاً في إطار «تعبئة عربية ودولية لدعم الجيش»، خصوصاً أن هناك اقتناعاً فرنسياً بأن القوى السياسية اللبنانية ليست جديرة بالثقة لبناء مشروع سياسي لبناني مقبول دولياً.

 

إلى ذلك، يُنتظر أن يوسّع العماد جوزاف عون مِروحة زياراته، التي ستشمل واشنطن ولندن وسواهما من الدول في الخارج وفي المنطقة، في إطار مساعيه لتجنيب الجيش تداعيات الانهيار الداخلي.