IMLebanon

إنجاز الجيش اللبناني

كُلّ رهاننا على الجيش اللبناني، في هذه الأيّام العصيبة التي تعصف بلبنان وأمنه وشعبه، قبل أيام قليلة عندما صرّح وزير الداخليّة نهاد المشنوق بأنّ «الأمن ممسوك»، أصابني قلق السؤال مع التفجيرات الانتحاريّة في القاع، كيف يكون الأمن ممسوكاً ولبنان بالكاد نجا من ثمانية إنتحارييّن دفعة واحدة، بالأمس سقطت مخاوفي جميعها وتيقّنتُ من صدق ما صرّح به الوزير نهاد المشنوق، نعم «الأمن ممسوك» وعلينا نحن كلبنانييّن أن نتماسك بشدّة في هذه الأيام العصيبة في مواجهة الإرهاب الذي يُريد أن يطيح بنا وبوطننا…

من دون أدنى شكّ يتحمّل اللبنانيّون منذ العام 2005 ضغوطات فوق طاقة تحمل أيّ شعب منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم يخطىء حدس اللبنانييّن فالسؤال الوحيد الذي تردّد على لسان كلّ لبنانيّ مع إعلان نبأ الاغتيال هو «لبنان؟»، وكانوا محقّين فقد تزلزل لبنان منذ 14 شباط العام 2005 وما يزال، وهو يدفع منذ سقوط العراق في العام 2003 أثمان باهظة للمشروع الإيراني الخبيث في المنطقة، ويدفع اليوم أثماناً باهظة لصناعة نظام بشار الأسد الإرهابي لتنظيم داعش، لطالما كان هذا النظام صاحب وكالة حصرية طوال أربعة عقود برعاية الإرهاب وشقّ الصفوف وزعزعة الاستقرار، وأطماعه لم تقلّ يوماً خطورة عن خطورة أطماع العدو الإسرائيلي في المنطقة ولا عن أطماع المشروع الإيراني الخبيث!!

لبنان اليوم تحت رحمة الأحزمة الناسفة، ولكنّ هذه الأحزمة لا تُخيف اللبنانيين، ولكنّهم تعبوا من الإحساس بأنّهم مستهدفون في أمنهم وأمانهم، ووسط هذا القلق والتوتر اللبناني خرج بالأمس وفي بيان رسمي عن مديرية مخابرات الجيش اللبناني خبرُ إحباطها «عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم داعش الإرهابي قد خطّط لتنفيذهما ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، حيث تمّ توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطّط»… هنا علينا أولاً أن نحمدُ الله سبحانه على اللطف الإلهيّ الذي أنقذنا من كارثة كبرى، وجنّب لبنان واللبنانييّن الذين لم يفقدوا يوماً إيمانهم بالمولى جلّ وعلا وعنايته الإلهيّة بلبنان وشعبه، وهم الذين خبروها طوال سنين الحرب الأهليّة، وعلينا أيضاً أن نحمد الله على جهوزية الجيش اللبناني وقدرته على الإمساك بالأمن اللبناني، في وقت يعجز فيه أمن دولٍ كبرى عن استباق التخطيط لجرائم الإرهاب…

الليلة؛ يحتفل اللبنانيّون المسلمون بإحياء ليلة القدر، المساجد ستكتظّ بالمؤمنين يتعبّدون في ليلة مباركة بالصلاة والدّعاء حتى مطلع الفجر، المخاوف لن تحول دون إحياء هذه الليلة المباركة، والمطلوب أن يكون جميع المتوجّهين على مستوى المسؤوليّة والتنبّه لواجبهم كمواطنين بالسّهر على أمن ليلة القدر، فالناس في الأحياء تعرف بعضها وغالباً ما يتشارك الجيران والأصحاب مساجد الأحياء الصغيرة والكبيرة، ومن السّهل اكتشاف الغرباء والاشتباه بالمريبين…

كلّ رهاننا على الجيش اللبناني وعلى القوى الأمنيّة، فما يُحاك للبنان شديد الخطورة وإن لم نتخطّى كل السجالات الداخليّة الصغيرة ستشغلنا عن التنبّه للخطر الذي يدهمنا، لقد نجا لبنان من كارثة كبرى، وفي إنجاز الجيش اللبناني يوم أمس تأكيدٌ على أنّ «الأمن ممسوك»، ولكن هذا لا يعني أنّه قد تحدث خروقات هنا وهناك، لذا مطلوب حال وعي شعبيّة لبنانيّة جماعيّة تتماثل مع حال الوعي الشديد لدى الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة مجتمعة، كفى الله لبنان شرّ الإرهاب والإرهابييّن.

ميرڤت سيوفي