منذ انتفاضة تشرين 2019 حتى اليوم، لم يجد معارضو عهد الرئيس ميشال عون، الطريق التي يجب سلوكها لتجعل منهم قوة شعبية وسياسية قادرة على تغيير ميزان القوى، أو على الاقل أيجاد قوة معارضة متماسكة يحسب لها حساب، بدلا من ان تستمر قوى مبعثرة عاجزة عن تحقيق أي مطلب ينادي به الشعب.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تنبّه منذ البداية لهذه الثغرة، ودعا الاحزاب والتيارات المعارضة الى تقديم استقالات جماعية من مجلس النواب تربك الحكومة والعهد وحلفائه وتجعلهم يقبلون بانتخابات نيابية مبكرة، لكن أحدا لم يتجاوب معه، وبقيت الاكثرية تصول وتجول وتفرض ما تريد ولا تعبأ بأي معارضة، واستمرت البلاد من دون حكومة واستمر التدهور المميت.
منذ فترة جدد جعجع دعوته لتكوين جبهة انقاذية من الاحزاب والتيارات والشخصيات تجمع القوى المعارضة ككتلة سياسية لها وزنها، بدلا من الشكوى والانتقاد والتباكي من دون نتيجة،وحتى الان لا يبدو أن المعارضين ًصوتيا ً على استعداد لمعارضة شعبية ونيابية وسياسية موحدة تفرض حلّ مجلس النواب واجراء انتخابات نيابية مبكرة.
*****
مقابل التلكؤ الداخلي هناك اخبار مفرحة تأتي من لبنانيي الخارج،وخصوصا من الولايات المتحدة الاميركية، عن نشاطات تبذل لأطلاق دياسبورا لبنانية في اميركا وجميع الدول، وبدأت هذه الحملة السناتور جاين شاهين زوجة المحامي بيل شاهين المقرّب جدا من الرئيس جو بايدن، والناشطة سيلين عطالله، وكان لشاهين أمس تصريح أكد فيه أن بايدن على استعداد لمساعدة لبنان، لكن بعد ابعاد الفساد والفاسدين عن الدولة، ومن اليوم حتى الربيع المقبل على لبنان ان يقوم بخطوات في هذا المجال ليحصل على دعم مالي من أميركا.