IMLebanon

مصادر 8 آذار : القوّات أول المدافعين عن مصالح أميركا في لبنان…

 

التوجّه شرقاً بحاجة لتوافق داخلي قد لا يكون مطلوباً بعد اشتداد الحصار !

 

 

ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن ضرورة التوجه شرقاً باتجاه الصين بشكل أساسي، والتعاون مع الدول التي لا ترضخ للهيمنة الأميركية، ولكن حدة الخطاب الأخير في هذا السياق تحصل للمرة الاولى، ما يضع البلاد امام تداعيات داخلية ظهرت بوادرها بعد ساعات قليلة من خلال الرد القواتي الذي أعاد التذكير بسهولة انزلاق لبنان الى آتون معركة داخلية.

 

فتح الخطاب الباب أمام مجموعة واسعة من السيناريوهات، وهو ما أراده السيد نصرالله عندما تحدث عن معادلة لم يكشف عن تفاصيلها، ولو كان قد ألمح إليها بشكل غير مباشر من خلال المثال الذي قدمه، إلا أن الأساس يبقى في الموقف اللبناني غير الموحد حول كيفية التعامل في هذه المواجهة، التي يؤكد حزب الله أن الولايات المتحدة الأميركية هي العدو فيها، بينما هناك من اللبنانيين من يحمل الحزب نفسه المسؤولية عنها.

 

أمام هذا الواقع، تؤكد مصادر في 8 اذار، أن جمهور الحزب سيكون حكماً معه في هذه المواجهة، ولا أحد يتوقع أن تؤدي أي ضغوط إلى التأثير في بيئته الحاضنة، لكنها تسأل عن موقف حكومة حسان دياب المدعومة من قوى الأكثرية النيابية، أي 8 آذار و«التيار الوطني الحر»، وعما إذا كانت مستعدة لتكون جزءاً من هذه المواجهة، لا سيما أنها لم تتعامل في السابق مع دعوته إلى الإنفتاح والتنسيق مع الحكومة السورية بالشكل المطلوب، في حين أن المطلوب منها اليوم أكبر، حتى وإن كان بالأمر خطراً عليها في نهاية المطاف، لأن البقاء مكتوفي الأيدي لم يعد واردا.

 

بالتزامن، تشدد هذه المصادر على أهمية مواقف باقي القوى السياسية في البلاد، أي تلك المنضوية في صفوف المعارضة، مع العلم أن حزب «القوات اللبنانية» كان من أول الأصوات التي خرجت لترد على أمين عام حزب الله، وتلعب دور المدافع عن المصالح الأميركية في لبنان، عبر النائب بيار بوعاصي، وتشير إلى أن هذا الموضوع سيكون محل إنقسام داخلي كبير، وسيشكل عامل ضغط كبير على الحزب في المرحلة المقبلة.

 

في هذا الإطار، توضح المصادر نفسها أن لدى الحزب ورقة قوة، تحدث عنها السيد نصرالله من دون أن يدخل في تفاصيلها، تكمن بالضغط الشعبي لدفع المسؤولين اللبنانيين إلى الذهاب إلى الخيارات البديلة، الأمر الذي سيكون محل متابعة لمعرفة المدى الذي قد يذهب إليه في هذا المجال، إلا أنها تشدد على أن ما قدمه هو ورقة من العيار الثقيل من المنتظر أن تكون موضع متابعة في الأوساط الأميركية و«الإسرائيلية»، وبالتالي قد تكون ورقة تهديد مهمة، لكن هذا لا يلغي أن لدى الجانب الآخر في المواجهة العديد من أوراق القوة التي قد يستخدمها في الأيام المقبلة.

 

لم تكن التجارب بالحكومة الحالية بشأن الاتجاه شرقا نحو الصين، مشجّعة، اذ جرى تجاهلها، تماما كما تم تجاهل العروض الإيرانية الكهربائية عام 2005، لا سيما من قبل فريق العهد والتيار الوطني الحر، ولعلّ الملف الأبرز في هذا السياق بالنسبة الى المصادر هو ملف الكهرباء، حيث قدّمت الصين عروضا جدّية لمعالجة ازمة الكهرباء، ويحاول لبنان تجنّبها لعدم تحريك مشاعر «الأميركي»، علما أن لا مصلحة لبنانية بهذا الأمر كون «الاميركي» يعاقب لبنان ويجعله يعاني، فهل يكون الحلّ بالانصياع خوفاً من مزيد من المعاناة، أم يكون بالتفتيش عن حلول بديلة؟

 

ترى المصادر السياسية أن لا مصلحة عامة للبنان برفض التوجه نحو بدائل دولية اخرى، الا بحال كانت المصلحة شخصية او حزبية من قبل أشخاص لا يريدون إغضاب الأميركي لأهداف خاصة، ولكن وبحسب المصادر «لا يجب أن يغيب عن بال أحد أن الحلول اليوم قد تكون متاحة ضمن اتفاق الجميع، ولكن عند اشتداد الحصار والحرب الاقتصادية قد يصبح التوجه نحو الحلول فرديا، وعندها على من يرفض أن يأتي بالبديل».