إنفتاح مُستجدّ من باسيل على جعجع لم يصل الى مُبتغاه بسبب زلاّت اللسان !
يستمر الهجوم المتبادل والردود النارية بين مناصري «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو لا يحتاج الى «همروجة» كي يتفاعل كل يوم، لانه موجود اصلاً وفي كل الاوقات، اذ لم يستطع تفاهم معراب البقاء على الساحة السياسية مدة طويلة، كما لم يستطع طيّ صفحة الماضي الاليم بين الحزب والتيار، خصوصاً بعد ان مضى بخيبة، على الرغم من كل الارتياح السياسي الذي اُطلق من قبل الطرفين مع مطلع العام 2016، وحينها إستبشر المسيحيون خيراً بأن تفاهم معراب سيوصل الى نتائج إيجابية هامة، بعد مواقف العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع حينها، وثالثهما كأس المصالحة المسيحية، فأحدثا صدمات متتالية للجميع ضمن المشهد السياسي، الذي قلبَ كل المقاييّس وأشعل لبنان سياسياً ايجابياً وسلبياً، بحيث كان بعض المتابعين يرون بأن العلاقة المستجدة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» لن تتعدى ورقة إعلان النوايا، التي وُقعّت في حزيران 2015، أي انها ستكتفي بطمأنة الشارع المسيحي والتخفيف من الاحتقان، لكن ما جرى بعد أشهر من ذلك التاريخ خلط كل الأوراق السياسية في لبنان، خصوصاً بعد دعم جعجع لعون لوصوله الى بعبدا، اذ إعتقد البعض بأنّ تحالفهما الجديد سيكون اقوى في 6 ايار 2018، اي خلال مرحلة الانتخابات النيابية الاخيرة، وسوف يقضي على الجميع.
لكن النتيجة اتت مخيبة للامال، بحيث إنقلب الاتفاق رأساً على عقب وعلى رؤوس الجميع، واخذ في طريقه المسيحيين ليعيد تشتتهم من جديد وإنقسامهم السابق، فبانت الحقائق من جديد لتعيد العلاقة الى المربع الاول، وتسجّل التناحرات من جديد على الساحة المسيحية التعبة من خلافات زعمائها.
الى ذلك ومع خروج القوات اللبنانية من الحكومة وعلاقتها السيئة مع العهد وتوابعه، وسقوط اوراق التسوية الرئاسية، بان المرج وذاب الثلج، وعادت اللطشات السياسية لتلعب دورها بإتقان من قبل الجانبين، وآخرها ما قاله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قبل اسبوع خلال حلقة تلفزيونية، بأن «الأفرقاء السياسيين من دون استثناء يتحدثون من تحت الطاولة مع حزب الله، ومنهم القوات اللبنانية التي تسعى الى ذلك ايضاً مع إيران». فأتى الرد سريعاً من الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية، «بأن الكلام مع حزب الله موجود فقط ضمن مؤسسات الدولة، وما قاله باسيل كله كذب بكذب، وهذا ليس غريباً عن النائب باسيل الذي يتمسّك بهذا النهج متحصّناً بمقولة يلي بغيّرعادتو بتقل سعادتو».
في غضون ذلك تنقل مصادر سياسية لها صداقات مع الطرفين، بأن الهجوم العنيف الذي تلقاه باسيل من مناصري القوات بعد تصريحه التلفزيوني، دفعه الى فتح صفحة جديدة عبر رسالة وصلت اصداؤها الى جعجع، بهدف اللقاء ومناقشة امور وملفات وطنية معه، لكنها لم تصل الى النتيجة المطلوبة ربما لان جعجع طفح قلبه من زلاّت لسان باسيل، لذا لم تلاق ايجابية نتيجة.
وإعتبرت المصادر المذكورة بأن باسيل يجد نفسه اليوم وحيداً، لان خصومه كثر وتخطوا المعقول، ورأت بأن كل شيء وارد في السياسة، وإن لم يكن اليوم بالتأكيد سيكون غداً، مشدّدة على ضرورة عودة المياه الى مجاريها بين التيار والقوات، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان واللبنانيون، ولعّل الانفتاح من جديد ينتج علاقة جديدة بعد فترة، من شأنها حلحلة القضايا الصعبة لان السفينة غرقت بالجميع ولا بدّ من قبطان ينشلها.
ونقلت هذه المصادر بأن أسوأ علاقة يعيشها الطرفان اليوم، اذ يوجد قطيعة على صعيد القيادتين، لكن المهم ألا ينتقل هذا المشهد الى الشارع من خلال توتر على الارض بين المحازبين والمناصرين، وهذا هو المهم، وغير ذلك فكل شيء قابل للحوار والمناقشة من جديد.