IMLebanon

«الـقوات» مع حكومة خالية من السياسيين والاحزاب من رئيسها الى وزرائها

 

قاطـيشا لـ « الــديــار» : طبخة سياسية مع البعض دفعت بالحريـري الى ترشيح نفسه

 

في ظل تأرجح الاخبار المتداولة عن التكليف والتأليف الحكومي، اذ تظهر كل يوم معلومات ايجابية لتقابلها اخرى سلبية، بسبب التناحر السياسي الذي يتجدّد احياناً كل ساعة بين الافرقاء المعنيين بالتشكيلة، خصوصاً انّ الرئيس سعد الحريري المرشح لتوّلي الحكومة المرتقبة، لا يملك سوى القليل من المؤيدين، بعد ان وجّه شظاياه في كل الاتجاهات في حديثه الاخير، فأتى الرد عليه في اليوم الثاني من القوات اللبنانية، وتلاه ردّ اقوى بكثير من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ليقضي على شعرة معاوية بينهما، خصوصاً بعد إعلانه رفض إستقبال وفد نواب كتلة المستقبل، الذي بدأ جولته يوم امس على الكتل النيابية، فيما تبقى المساعي قائمة علّها تحلحل العقد مع الاخرين، والعقدة الابرز مع القوات اللبنانية الحليف الاسبق، والذي بات اليوم بعيداً كل البعد عن هذه الكلمة مع الحريري.

 

الى ذلك، ستبرز المعطيات خلال اليومين الاخيرين، بعد حركة اتصالات ولقاءات مع المعنيين، لحلحلة الشروط التي تواجه الحريري، علّه يستطيع إزالة العقبات والتباينات في مقاربة هذا الملف، خصوصاً مع الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر.

 

لكن ماذا عن القوات اللبنانية التي اعلنت موقفها الصريح منذ بدء ثورة 17 تشرين 2019؟، ولا تزال متمسّكة به، اي تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين قادرة على إنقاذ البلد ضمن فرصة اخيرة.

 

وفي هذا الاطار يقول عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب وهبه قاطيشا لـ «الديار»:» هناك طبخة سياسية مع بعض الاطراف، دفعت بالرئيس الحريري الى ترشيح نفسه لهذه المهمة، على الرغم من انّ الثنائي الشيعي لم يغيّر رأيه في ما يخص تمسّكه بحقيبة المالية، وهذا لا يصّب في خانة المبادرة الفرنسية، والرئيس الحريري اليوم على تواصل مع الجميع عبر وفد من نواب المستقبل، وانطلاقاً من هنا سيكون لنا موقف خلال اجتماع كتلتنا اليوم الاربعاء، مع التأكيد بأنّ موقفنا لم يتغيّر في هذا الاطار، اذ نصّر على تشكيلة حكومية بعيدة عن السياسيين والاحزاب، من رأسها الى وزرائها، لان السياسيين فشلوا ونحن نريد اولاً انقاذ لبنان .

 

وعن وجود أسماء لديهم لهذا المنصب سيطرحونها خلال الاستشارات، اشار الى انه لن يدخل في لعبة الاسماء، والقوات اللبنانية حين سمّت نواف سلام انطلقت من انّ لديه علاقات عربية ودولية، على الرغم من انهم ككتلة لا يعرفونه.

 

ورداً على سؤال حول إمكانية نجاح الرئيس الحريري في هذه المهمة الشاقة، قال قاطيشا: «لا احد يستطيع انقاذ البلد إلا وزراء من خارج الاطار السياسي المعروف، اي شخصية لا تتأثر بأحد من السياسيين الموجودين ، بل مَن تستطيع نيل ثقة المجتمعين العربي والدولي والمؤسسات العالمية، لانّ كل هذا ينقذ الوضع من الانهيار النهائي». لافتاً الى انّ المبادرة الفرنسية تتضمّن تشكيل حكومة من المستقلين، فكيف سيقنع الرئيس الحريري الثنائي الشيعي بعدم تواجدهم في الحكومة؟، وكيف سيقنع جبران باسيل بتخليّه عن المحاصصة؟، في حين اننا وصلنا الى فوضى كبيرة ونحتاج الى عملية انقاذ بأسرع وقت ممكن، مشدّداً على ضرورة ان يتواجد افرقاء يُضحّون من اجل مصلحة لبنان، كما فعلت القوات اللبنانية، فنحن لم نطلب شيئاً لنا، بل قلنا للرئيس المكلف حينها مصطفى أديب : «اذا شكلت حكومة من مستقلين، وكان البيان الوزاري على قدر ما نصبو اليه، سنعطيك الثقة في المجلس النيابي».

 

وعن علاقتهم اليوم مع التيار الوطني الحر، اشار الى اننا نلتقي معهم في بعض الملفات، لكن استراتيجياً نحن في مكان آخر، لاننا نؤمن بلبنان سيّد حر مستقل وبدولة خالية من السلاح، فيما هم يغطّون هذا السلاح، ونحن رأس حربة في محاربة الفساد، اما هم فيُردّدون دائماً عبارة « ما خلّونا»، لذا نسألهم اين اصبح تأمين الكهرباء 24 على 24 كما وعدوا منذ سنوات؟!