IMLebanon

خلافات الأحزاب تقف حجر عثرة أمام التحالفات الانتخابيّة… والمصيبة ستجمعهم لاحقاً

فرصة امام مجموعات “الثورة” والحراك المدني للوحدة وتحقيق التغيّير… هل تُستثمر؟

 

بعد فتح باب الترشيحات للانتخابات النيابية، يمكن القول بأنّ المعركة إنطلقت، لكن وبحسب المشهد الانتخابي السائد، فالصمت لا يزال مسيطراً وكأنّ الكل ينتظر الكل، ليرى كيف ستكون تحالفاته ولوائحه، لذا يبدو الانتظار سيّد الموقف، خصوصاً انّ الاحزاب الموالية المعارضة تتخبّط في ما بينها، فلا احد يتكلم مع الآخر، فالحلفاء باتوا خصوماً والخصوم باتوا حلفاءً، ولا احد يعرف ماذا يخبئ له المستقبل الانتخابي القريب، لانّ خلط الاوراق سيكون عامراً في الساحة الانتخابية، وفي معظم المناطق اللبنانية بحسب ما تشير المعلومات، التي تؤكد بأنّ الاحصاءات التي تجري من قبل الاحزاب والشخصيات السياسية المرشحة، تلفت الى اختلاط الحابل بالنابل، ولا تبشّر بالخير، لانّ نسبة الاقتراع لن تكون كما يطمح المرشحون.

 

وتؤكد المعلومات ان الاصوات ستصّب ضمن خانة الناخبين الناقمين على معظم السياسيين، خصوصاً المرشحين منهم، مما يعني انّ وصول هؤلاء الى الندوة البرلمانية من جديد، لانّ معظمهم من النواب الحاليين التواقين للبقاء على كراسيهم النيابية، سيحتاج الى سياسة خاصة قائمة على دراسة التحالفات ونتائجها، كي يفوزوا بالمقاعد، الامر الذي يبدو صعباً لغاية اليوم، لانّ الوساطات قائمة على نار حامية لكن بصعوبة، لجمع الاضداد في هذا الاستحقاق المصيري، للحؤول دون وصول مجموعات “الثورة” والحراك المدني وتوابعهم الى المجلس النيابي، وتحقيق التغيّير بعد عقود من الزمن إستمر خلالها النواب في اماكنهم، من دون ان يستطيع احد الحلول مكانهم بإستثناء القليل، لانّ الايام الاخيرة التي كانت تسبق موعد الانتخابات، كانت تجسّد مقولة ” جمعتهم المصيبة” ضمن التحالفات، نتيجة دخول العديد من المعطيات الجديدة على خط هذا الاستحقاق، فكيف اليوم ومع دخول مجموعات “الثورة” التي ظهرت في 17 تشرين الأول من العام 2019، وشكّلت حينها قوة لا يستهان بها، الى ان خفت صوتها بعد دخول الطوابير الخامسة عليها، التي ادت الى تراجعها بشكل كبير، وترافق ذلك مع ظروف معيشية واقتصادية ومالية صعبة جداً ساهمت في دحرها عن مهامها.

 

وتقول مصادر سياسية ان بعض اللبنانيين يراهنون على مرشحيّ تلك المجموعات في حال توحيدهم ضمن لوائح محدّدة، ورسمهم الخطط المستقبلية، التي تعمل على إستيعاب الناخبين التوّاقين الى التغيّير الفعلي والمنتج، لا الصوري الذي لا ينفع حين يستعين بالشعارات الرنانة والكلام المعسول، مع الاشارة الى ان تلك المجموعات تواجه احزاباً قوية قادرة “على اللعب على الحبلين”، والاستعانة بكل الاساليب للوصول الى غاياتها، مما يعني انّ الاحزاب المتخاصمة ستتحالف مهما كانت خلافاتها، اذا شعرت بأنّ اماكنها متأرجحة، وعندها ستقف بالمرصاد امام كل من يحاول الاستيلاء على اي مقعد تعتبره ملكاً لها، لذا ستسعى بكل جهودها لعدم حصول اختراقات، من جانب لوائح المجتمع المدني المتحمّس بقوة لإيصال مرشحيه، لكن من المفترض ان يدرس خطواته جيداً كي يستطيع تحقيق تلك الاختراقات الصعبة.

 

وعلى صعيد التحالفات الحزبية التي بدأت تظهر مبدئياً، يسجّل لقاءات بين مسؤولين من حزب الله و “حركة امل”، لبحث التحالف في مناطق الجنوب والبقاع وبعبدا، تحت عنوان تكريس الوحدة الشيعية، كما يتم التداول في كيفية جمع “حركة امل” مع التيار الوطني الحر، بعد محاولة حزب الله رأب الصدع بينهما وتخفيف حدّة الخلافات قبل الانتخابات، بهدف جمع الثلاثي في لوائح ضمن المناطق المذكورة ، منعاً لرسوب مرشحيّ ” التيار” والحفاظ على حليفه المسيحي، فيما لا تحتاج ” امل” الى اصوات ناخبيّ ” الوطني الحر” لانّ فوز مرشحيها مضمون، كذلك الامر بالنسبة الى حزب الله.

 

وعلى صعيد “تيار المستقبل”، فالامر مُبهم وغير معروف حتى اليوم، من قبل نوابه الذين يكرّرون جملة ” كل شيء سيعلن مع مجيء الرئيس سعد الحريري “، فيما تحالفهم سيغيب مع حزب “القوات اللبنانية “، لكن مع الحزب التقدمي الاشتراكي فوارد جداً، كذلك تحالف الاخير مع “القوات ” في الشوف، إلا اذا ظهرت بوادر انقلابية يستعين بها عادة النائب السابق وليد جنبلاط .

 

في الختام يبقى الرهان على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وهذا هو المهم في ظل ما تنقله الكواليس عن عملية تأجيل، بسبب الاوضاع المعيشية والاقتصادية والمالية الصعبة والانهيارات المتتالية، مع مخاوف من ترديّ الوضع الامني قبل فترة وجيزة من شهر ايار المقبل.