IMLebanon

لبنان والعراق… ساحتا صراع أميركي – إيراني – إسرائيلي  

 

تتقاطر الوفود الديبلوماسية، وتحديداً الاوروبية (الفرنسية) والالمانية منها الى لبنان، وهي تحمل في جعبتها جملة ملفات وفضائح بوجوب التزام لبنان، سياسة «النأي بالنفس» عما يجري في المحيط البعيد والقريب، خصوصاً بعد دخول الولايات المتحدة على خط الصراع المباشر مع ايران باغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الايراني» قاسم سليماني.. وردّ ايران بقصف صاروخي لمواقع عسكرية اميركية في العراق، رافضة اسقاط ايران طائرة «بوينغ» أوكرانية، ذهب ضحيتها 176 راكباً من جنسيات متعددة من بينهم ايرانيون.

 

منذ اللحظة الاولى شمرت «اسرائيل» عن ذراعيها، فمعركة الولايات المتحدة هي معركتها، والعقوبات الاميركية على ايران وحلفائها في المنطقة ذات ابعاد سياسية وأمنية وعسكرية.. ومن بين هؤلاء «حزب اللّه» الذي يشكل هدفاً استراتيجياً للثنائي الاميركي – الاسرائيلي، وقد سارع الامين العام للحزب السيد حسن نصر اللّه الى تبني الخيار الايراني والدفاع المستميت عن سليماني..

 

لبنان في «عين العاصفة» على ما يقال، وقد كانت هذه المسألة حاضرة بنداً أساسياً في لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اعضاء السلك الديبلوماسي في لبنان، وقد احتلت التطورات الاقليمية الاخيرة، بكامل مستجداتها، وعملية اغتيال سليماني في العراق وتردداتها المحتملة على لبنان، والمنطقة، بنداً رئيساً..

 

النصائح الدولية تتقاطر على لبنان، الذي يخشى عديدون، ان يتحول هذا البلد، تماماً كما العراق ساحة لحرب دولية، قد يعرف كيف تبدأ ومن أين لكن أحداً لا يعرف متى وكيف؟!

 

الانظار تتجه الى الآتي من الايام، وإذ أطل السيد نصر اللّه مرتين خلال اسبوع متحدثاً عن هذا الرجل سليماني، ودوره وأهميته، فقد حاول اعطاء أهل الحكم في ايران معنويات، وهم بدأوا يواجهون تحديات غير مسبوقة، تمثلت بما تشهده العاصمة طهران، والعديد من المدن والمناطق من موجات احتجاجات صاخبة تتسع يوماً بعد يوم.. وقد استخدمت الشرطة الايرانية، الغاز المسيل للدموع، كما والرصاص لتفريق المتظاهرين..

 

تزداد الضغوط على القيادات الايرانية، من الخارج كما من الداخل وتحت اكثر من عنوان.. وواشنطن، صاحبة المبادرة، ترفض ما تعتبره «الشروط المسبقة»، هذا في وقت يعود العراق الى الواجهة، وقد بات اشبه بساحة مفتوحة للصراعات الدولية – الاقليمية، على رغم تشديد قيادات عراقية على سحب القوات الاجنبية كلها من العراق، وهي مسألة سارعت الادارة الاميركية الى رفضها، ومؤكدة «ان هناك حاجة لبحث اعادة الالتزام بالشراكة بين واشنطن وبغداد.. وليس الانسحاب.. وذلك رداً على ما كان أعلنه رئيس «حكومة تصريف الاعمال» في العراق عادل عبد المهدي، مطالباً مختلف الاطراف بمنع التصعيد والذهاب الى «حرب مفتوحة» ومؤكداً ان العراق يبذل جهوداً حثيثة ويتصل بالاطراف كافة، لمنع تحوله الى ساحة حرب..

 

عزز من ذلك، تأكيد «المرجع الشيعي الأعلى« في العراق علي السيستاني، ان «التعامل بأسلوب المغالبة من قبل الاطراف المختلفة، التي يملك كل منها جانباً من القوة والنفوذ والامكانات، ومحاولة كل منهم فرض رؤيته على الباقين سيؤدي الى استحكام الازمة واستعصائها على الحل، وبالتالي، ربما يخرج الجميع منها خاسرين..« لافتاً الى ان الخسارة تكون أكبر من نصيب البلد (العراق) وعامة الناس الذين ليس لهم دخل في الصراعات الداخلية والخارجية الجارية، ولا يعنيهم أمرها بمقدار ما يهمهم أمن بلدهم واستقراره والمحافظة على استقلاله وسيادته وتوفير حياة حرة كريمة لهم ولاولادهم.. مكرراً مطالبته اميركا وايران بالخروج من العراق.

 

العراق الى الواجهة.. وهو في جانب منه يستنسخ «الحراكات الشعبية« – حيث ينزل آلاف العراقيين الى الساحات والشوارع، هاتفين ومنددين بالثنائي «ايران« و«الولايات المتحدة« ولم يعد خافيا على أحد، ان دعوات الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي لاستئناف الحراك الشعبي، لم تنقطع، على رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على هذا «الحراك« ضد «الطبقة السياسية الحاكمة«؟!

 

قد يكون من السابق لاوانه الحديث عن حلول ومشاريع حلول، والكباش الاميركي – الايراني، الذي تمدد الى ساحات عديدة، لم يوفر الساحة العراقية، كما انه لايزال يتطلع الى الساحة اللبنانية التي تعيش بدورها جملة أزمات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية ومعيشية، بل ووطنية.. والافرقاء السياسيون، عاجزون، او غير متفقين، على المخرج، الذي تبقى مسألة تشكيل حكومة توافقية جديدة، بابه الأول.. ومخاوف اللبنانيين، على وجه العموم تتزايد، وقد تعززت بفعل التطورات الجارية على مستوى المنطقة، والتي برأي غالبية العاملين بالشأن العام، وعلى صلات وثيقة مع الخارج، أياً كان هذا الخارج، لن يكون لبنان بمنأى عنها، مباشرة، او غير مباشرة، خصوصاً وان سيناريوات عديدة تتحدث عن «ان العدو الاسرائيلي ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على هذا البلد، لبنان..

 

من اسف ان يكون المعنيون، في غالبيتهم الساحقة يتجاهلون نصائح «الاصدقاء الدوليين«، و«على حين غرة» على ما يقال أعاد الافرقاء كافة خلط الاوراق الحكومية بذريعة «تبدل الصورة الاقليمية بعيد اقدام الرئيس الاميركي دونالد ترامب على اغتيال قاسم سليماني..» حيث غرق المعنيون، بمفاوضات التأليف التي لم تستقر على بر الأمان بعد.. فإلى أين..؟