IMLebanon

هستيريا سيناريوهات لبنانيّة

 

المشهد اللبناني لا يُصدّق، هستيريا وضبابيّة مخيفة لا يستطيع معها أحد أن يقرأ الأحداث والاضطرابات التي تخبئها الأيام المقبلة للبنان لقد أقفلت اللعبة نهائيّاً في وجه كلّ اللاعبين وكلّ الأفرقاء وكلّ المؤسّسات التي يعوّل على استمرارها وجود لبنان، لقد تضافرت جهود كلّ المتورّطين لإيصال البلاد إلى هذه اللحظة بعدما أشبعوا الشّعب أكاذيب ونهباً وسرقة وفساداً وإفساداً وقتلاً وتدميراً إلى حدّ يدفعك للتّساؤل إلى هذه الدّرجة اللبناني رخيص عند هؤلاء؟ أيّ شعب آخر في هذا العالم الذي يأكل بعضه بعضاً يعجز عن احتمال دولة وشعباً كالذي عندنا فنرى اللبناني متواطىء على نفسه ووطنه وسط واقع لئيم يؤكد أنّ لبنان والشّعب اللبناني ميؤوس منه وحالته مستعصية على الحلّ!

 

نحن محكومون للأسف بالقلق من تفلّت أمنيّ يتحدّث الجميع علانيّة وليس سرّاً، مثلما نحن محكومون بحالة عدم انتظار لأي تحسّن يطرأ على الوضع مهما كان طفيفاً يساعد اللبنانيّين على الاستمرار لأنّ عدم الانتظار ينقذهم من الإحساس بالخيبات الكبرى التي أغرقوا فيها، فقد المواطن اللبناني ثقته نهائيّاً بكلّ الشعارات، فلم تعد النّاس تحتمل هذه المهازل والاستهتار في وقت لا يوجد فيه مسؤولون يأخذون البلد على محمل الجدّ ويقدّرون خطورة الصورة التي شاهدها اللبنانيّون بالأمس في قصر العدل وأمامه، فماذا بعد ذلك؟ مع تكدّس روايات وسيناريوهات تطوّرات أمنيّة خطيرة تزامناً مع وقت بلغنا فيه ذروة الانهيار الاقتصادي والمالي وعلى عتبة انهيار قضائي والتهديد بقطوع الخضّات الداخليّة التي ستجعل البلاد أمام سيناريوهات انفجار داخلي إن بدأ فلا أحد سيعرف كيف وأين سينتهي؟!

 

المتاح من الزمن الدولي للعبث اللبناني المستمرّ لم يعد مهمّاً “ما حدا فاضيلنا” والفرنسي وموكّله الأميركي عادا مراراً من لبنان بـ”خفيّ حُنيْن” لأنّ الذين يولون أمور اللبنانيين مافيا مدرّبة على تضييع القرار اللبناني بنفس المهارة التي تنهب فيها ثروات الشعب،والحقّ يقال أنّه لا حلّ ولا أمل للبنان إلا بالإنهيار، ولكن ما هي حدود هذا الإنهيار الذي قد ينقذنا من هذا الواقع وما هي ضوابطه، أم هو الانهيار الكلّي والمطلق والذي لا ولادة ولا قيامة للبنان من بعده؟!

 

الأيام المقبلة كفيلة بجرّ لبنان إلى حيث لا يريد، الانفجار أو الفوضى السفينة اللبنانية بلغت قعر الغرق واستقرّت في قاع بات من الصعب جدّاً أن ينقذها منه أحد مع وجود هكذا نماذج من القيادات السياسيّة تتراشق بتبادل الاتهامات والادّعاءات في وقت صفّقت فيه أجنحة الدولار صعوداً حتى الستّين ألف ليرة ساحقة اللبنانيين ولقمة عيشهم وأمان يومهم وغدهم عند بوابّة جحيم يتراءى عند عتبتها هول الإنفجار الكارثي المقبل!!