IMLebanon

لبنان الدولة لم يعد موجوداً  

 

 

زوّدني الزميل الصديق العزيز الأستاذ إبراهيم صيّاح بفيديو (بالصوت والصورة) خلاصته توصية من وزارة الدفاع الفرنسية بإرسال قوات دولية الى لبنان، برعاية فرنسية، غايتها تسيير شؤون الدولة اللبنانية وإجراء الانتخابات النيابية بطريقة ديموقراطية وتأمين الغذاء والدواء والمياه والكهرباء وسائر البنى التحتية(…) لأنّ الدولة في لبنان لم تعد موجودة.

 

ويحضرني أمام هذا الواقع قول للرئيس المرحوم إميل اده، قاله وكتبه بصِيَغٍ عدة، هنا بعضٌ منه: «نحن لم نعرف أن نكون شعباً واحداً. فنحن مجموعة طوائف، وكل طائفة لديها الدولة المرشدة. بعضنا مَن يرى لبنان وطن الأرز، وبعضنا مَن يراه قبباً ومآذن. فلنترك الفرنسيين عندنا ليعلّمونا كيف نكون شعباً واحداً يستطيع بناء دولة، وإلّا فنحن ذاهبون الى الاقتتال كل عشرين سنة، فنصنع من لبنان ميدان حروب للغير». وختم إميل إده كلامه هذا قائلاً : «لقد قلت كلمتي وأتمنى أن أكون مخطئاً».

 

فعلاً، لقد أخطأ ذلك الرجل الكبير بنقطة واحدة وهي أن اقتتالنا والحروب لم تكن تنتظر عقدَين من الزمن لتنشب، إنما أقل بكثير!

 

وأمّا ما ذهب إليه الفرنسي فهو ترجمة لما سبق أن حذّرت منه فرنسا بمناسبات عدة وعلى لسان غير مرجع ومسؤول فيها، وفي مقدمتهم الرئيس إيمانويل ماكرون وموفده الموكَل إليه الملف الرئاسي اللبناني جان – إيف لودريان.

 

وأمًا حال لبنان فيكفي أن نطّلِع يومياً على مجريات أحوالنا الداخلية وكذلك التصنيفات التي تصدرها المنظمات الأممية والدولية والمؤسسات العالمية لنكتشف أننا في طليعة الدول المتخلفة على الصعدان كافة، وآخرها أننا بين الدول الأكثر بؤساً في العالم…

 

وهنيئاً للذين يتحكمون في شؤوننا من مافيات وعصابات ولصوص ومجرمين موصوفين، وسائر أصحاب الأشداق المفتوحة على افتراس آخر ما ربّـما يكون قد تبقى من أمل وعافية في وطنٍ تعاملوا معه كبقرة حلوب، ولـمّا نضب ضرعها أكلوا لحمها وجرموا عظمها. ومع ذلك لا زالت أشداقهم مفتوحة على نفوسٍ لا تشبع ولو كانت التخمة تملأ بطون أصحابها… وأمّا هذا الشعب البائس فأقل ما يُقال له: بتستاهل، وأنت تفتدي أرباب تلك العصابات بالروح وبالدم.