IMLebanon

لبنان.. إلى جحيم المنطقة  

 

هل يتحوّل لبنان مجدّداً ساحة مواجهة؟ السؤال على ألسنة كلّ اللبنانيين، ومن سيواجه من؟ الغيوم السوداء تتجمّع متسارعة فوق هذا الوطن الصغير، الصاروخ الباليستي الإيراني الذي تمّ تفجيره نواحي مطار الملك خالد في الرياض وصلت شظاياه ودخانه بالأمس إلى لبنان مع إشارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالإصبع إلى إطلاق حزب الله له من منطقة يسيطر عليها الحوثيّون في اليمن، المواجهة السعودية ـ الإيرانية الشرسة آتية لا محالة، ولكن يطرح اللبنانيون السؤال، هل سيتواجهان في لبنان، يُحدّق اللبنانيون في الدّمار الإيراني الذي يلفّ المنطقة من العراق إلى سوريا إلى اليمن، ويتساءلون: هل جاء دورنا؟!

 

الخراب الإيراني يعمّ المنطقة، ولم يكن سرّاً أنّ التسوية الذي أنهت أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان وصلت إلى طريق مسدود، إلى أين ستصل المشاورات اللبنانيّة الداخليّة؟ أغلب الظنّ أنها ستصل إلى طريق مسدود، ببساطة من سمع خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله مساء الأحد يُدرك أن الأفق مسدود، حزب الله لن يغيّر شعرة في أجندته ولا يكترث أساساً لمصير لبنان، وأنّ المأزق اللبناني في هذه اللحظة السياسيّة الكارثيّة لا يعنيه، كلام نصرالله كان واضحاً «من يودّ التصعيد باتجاهنا نحن لن يقدّم ولن يؤخّر شيئاً. أصدرتم بيانات وخطبتم وشتمتم وسببتم، رفعتم الصوت، هذا لن يقدّم شيئاً ولن يؤخّر شيئاً. نعم هذا سيؤذي الوضع العام بالبلد (…) لكن أن يشكّل هذا ضغطاً علينا أو سيدفعنا إلى إعادة النظر برؤيتنا أو بمواقفنا أو مسارنا، هذا أكيد لا، وتكونون مشتبهين إذا «انخرب» بلدنا على الفاضي لمصلحة من؟ وتقومون بخطوات قد لا تكون مجدية أيضاً، هي ليست مجدية على الإطلاق»…

نحن أمام أزمة غير مسبوقة في تاريخ لبنان حتى في عزّ الحرب الأهليّة، وكلّ الكلام عن شكل الاستقالة أو ظروفها أو مجيئها من خارج البلاد يبقى كلاماً في الشّكل، في الجوهر نحن أمام مأزق كبير، ويبدو أنّ الوزير السابق أشرف ريفي وحليفه الانتخابي الرئيس نجيب ميقاتي  يسارعان إلى تفجير الأزمة التي «يعسّ» فتيلها، الأوّل بحديثه عن مخالفة دستورية يرتكبها رئيس الجمهورية بعدم دعوته إلى استشارات نيابيّة، والثاني بحديثه من دار الفتوى عن عدم السماح بالفراغ على مستوى الرئاسة الثالثة وعن مبادرة ميقاتيّة تبيّن لاحقاً أنّ هدفها الإتيان بحكومة لإجراء الانتخابات النيابيّة، وهذه كلام مريضٌ يصدر فقط عن نفوس مريضة تضع مصلحتها فوق مصلحة لبنان في هذه المرحلة الدقيقة، وهو كلام مستهجن ومستغرب ومرفوض!

الترقّب القلق سيّد اللحظة، لم يستيقظ أحد من الصدمة بعد، ومع هذا يتدحرج السؤال عن عدم شبه انقطاع الاتصال بالرئيس الحريري ليثير مخاوف جمّة وعلامات استفهام كثيرة، لا تقلّ ترقّباً وقلقاً عمّا ينتظر لبنان في مقبل الأيّام، بالتأكيد لولا ليلة اعتقال الأمراء في السعوديّة، لما تسلّل الشكّ إلى نفوس كثير من اللبنانيين بعد الاستقالة «المزلزلة» للرئيس سعد الحريري، خصوصاً وأنّه لم يمارس أي حراك باتجاه الدول الغربيّة والعربيّة ليشرح واقع لبنان المختطف من قبل إيران عبر حزبها وأن يفصح عن القشّة التي قصمت ظهر التسوية وأفضت إلى استقالته، خصوصاً وأن الحديث عن نوايا لاستهداف حياته أثار الذّعر في قلوب اللبنانيين، وكفى بتجربة رفيق الحريري واغتياله دليلاً على غدر حزب الله وإيران بالرّجل الذي كان يتحاور مع أمين عام حزب الله حسن نصرالله فيما كان عماد مغنيّة ومصطفى بدر الدّين وفريقهما يجريان تدريباً ميدانياً على تفجيره في قلب بيروت، وفجّروه، الغدر والتقيّة تقنيّة ليست ببعيدة عن محور إيران وأذرعه الشريرة!