IMLebanon

مصلحة لبنان فوق كل اعتبار

يبدو أنّ العلاقات بين فخامة رئيس الجمهورية وبين الرئيس الحريري والرئيس برّي هي على أحسن ما يرام ولم تكن في يوم من الأيام كما هي اليوم.

وبالرغم من ذلك يأتي أحدهم ويقول إنّ العلاقة بين «تيار المستقبل» وبين «التيار الوطني الحر» سيّئة بسبب موضوع ما، لا يلبث أن يتبيّـن أنّ هذا الكلام كله غير صحيح، وكذلك هي الحال بين الرئيس عون والرئيس الحريري.

وفي يوم آخر يقولون إنّ العلاقة بين الرئيس عون والرئيس برّي متوترة وانّ الرئيس برّي عنده حساسيّة من الرئيس عون وانّ الكيمياء بينهما «مش راكبة» ليتبيّـن في ما بعد أنّ هذا الكلام لا يمت الى الحقيقة بصلة وأنّ الأمور عادية ومعالجة المستجدات تجري بجو طبيعي… والمناقشات في مجلس الوزراء أيضاً طبيعية…

هذا لا يعني أنّه لا يوجد بعض اختلاف في وجهات النظر، ولكن بالنهاية مصلحة الوطن عند الرؤساء الثلاثة فوق كل اعتبار وهذه حقيقة تتوضح يومياً، ولا تخفف من صدقيتها أي شكوك.

أخيراً، هناك اتهامات عن أنّ الجيش اللبناني وبعد التحقيق قتل أربعة سوريين من جراء التعذيب، وهذه القضية أخذت تتفاعل وكثر الحديث في هذا الموضوع حيث وصلت الى الإعلام من خلال شاشات التلفزة العربية وأصبحت قضية كبرى.

عندما سمع الحريري بهذه القضية ومن أجل تبيان الحقيقة اتصل بقائد الجيش العماد جوزيف عون وطلب منه أن يأتي ليجتمع به ويستوضحه القضية.

في المقابل، فإنّ قائد الجيش وحرصاً منه على سمعة ومسلكية الجيش كلف لجنة للتحقيق في الموضوع لأنه لا يرضى بارتكاب أي خطأ وهو على استعداد لأن يتخذ العقاب المناسب لأي خطأ أو خطيئة وبانتظار نتائج التحقيق سيبنى على النتيجة مقتضاها، وكما تعلمون فإنّ في الجيش محكمة تحكم بأي قضية وهي عادلة ويرأسها ويحكم بها قضاة مدنيون.

نعود الى اللقاء الذي جرى بين الرئيس الحريري ووزير الدفاع وقائد الجيش، وقد أدلى الرئيس الحريري في نهايته بكلام كبير بدّد فيه «اللغط» حول وفاة السوريين الأربعة الذين اعتقلهم الجيش الذي لو لم يقم بما قام به «لكان اليوم لبنان في مشكلة كبيرة لأنّ العبوات كانت موجهة لتفجير لبنان»… ودعا الى «عدم التشكيك في هذا الموضوع» ملاحظاً أنّ الإرهابيين «يستعملون المدنيين لحماية أنفسهم» مؤكداً أنّ لدى وزير الدفاع وقائد الجيش «القرار السياسي لتنفيذ أي عملية في الوقت الذي يريانه مناسباً» وأنّ قيادة الجيش «حريصة على المدنيين» مؤكداً على أنّ للجيش دعماً سياسياً «غير مشروط»…

وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدل على أنّ ثقة الرئيس بالجيش ثقة مطلقة لأنه يدرك التضحيات التي يقوم بها الجيش اللبناني ابتداء من نهر البارد حيث قدّم في ذلك الوقت نحو 184 شهيداً من الضباط والرتباء والجنود، ودماؤهم لن تذهب هدراً، وكان للجيش الدور الأول في القضاء على الإرهاب الذي أصبح اليوم يعم العالم…

ولا يمكن مقاربة هذا الموضوع من دون الإشارة الى التنسيق الذي حققه وزير الداخلية والبلديات الاستاذ نهاد المشنوق بين المؤسّستين الوطنيتين الكبريين الجيش وقوى الأمن الداخلي، وبالذات بين الأجهزة الأمنية داخل السلكين، ما اقتضاه القيام بزيارات متتالية الى اليرزة… وكان لهذا الجهد أن توصلنا الى ما بات يُعرف بـ»الأمن الوقائي» الذي يستبق العمليات الإرهابية، والذي ميّز لبنان عن سائر البلدان…

لذلك فإنّ محاولات الدسّ الرخيص لن يكون لها أي نتيجة أو مفعول، وجاء الدعم اللامحدود الذي تحدّث عنه الرئيس الحريري أمس خير رد على جوقة المضللين والمشككين الذين يصح فيهم قول دولته، أمس: «يخيّطوا بغير هالمسلّة».

عوني الكعكي