IMLebanon

العاصفة الليبيّة… ماذا أنتجت ؟!

 

فؤاد ابو زيد

 

وضع موضوع تشكيل الحكومة، في ثلاجة الانتظار الى وقت لم يحدّد، يجمّد معه اي معلومة مفيدة او جديدة، يمكن لكاتب ان ينقلها الى قرّائه اولاً، واللبنانيين ثانياً، الذين دخلوا في كوما اليأس من سماع أي خبر مفيد لمصلحة لبنان ومصلحة شعبه، والعكس هو الصحيح، لأن اليائس يزداد يأساً والمحبط احباطاً، والمصمّم على الهجرة اصراراً، ليس بسبب عواصف الطبيعة، بل بسبب العواصف المجانية التي يتسلّى بها فريق من اللبنانيين، لا يعنيه في شيء، اذا كانت تسيء الى لبنان الدولة، او اذا كانت تزيد في هموم اللبنانيين ومعاناتهم، المهمّ بالنسبة اليه «الأنا» الكبيرة التي تسلّح بها منذ سنوات، على قاعدة، «ومن بعدي الطوفان».

 

لن ندخل في موضوع انتفاضة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، باسم الاخوة الشيعة، لليّ ذراع الدولة اللبنانية، بدءاً من رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة المكلّف، والجيش وقوى الأمن ووزارة الخارجية، ولانتزاع القليل، القليل، الذي ما زال عالقاً في هيبة الدولة اللبنانية، وسمعتها التي مرّغت بالوحل، لأن النظام الليبي وريث الطاغية معمّر القذافي، خاطف الامام الصدر ورفيقيه، حلّ لنا مشكلة عويصة، كان يمكن ان تهدد السلم الأهلي، لولا «كرم» الليبيين، ولكن ذيول المشكلة وفق النتائج الاولية، تشير الى قطع العلاقات بين لبنان وليبيا، والى عمل ليبي سريع لنقل اتحاد غرف التجارة للبلاد العربية من بيروت الى القاهرة، والى تصريح لسفيرنا في طرابلس حول وضع اللبنانيين في ليبيا، والى اعتذار رئيس أكبر دولة عربية عبد الرحمن السيسي عن عدم الحضور، بعدما كان أكّد حضوره، تضامناً مع ليبيا، والى اعلان جامعة الدول العربية «أسفها» لتمزيق العلم الوطني الليبي واستبداله بعلم حركة أمل.

 

والسؤال، ماذا استفاد لبنان من هذه العاصفة، وماذا استفاد الزعيم اللبناني الوطني الامام موسى الصدر، وماذا استفاد الشيعة وحركة أمل؟!

 

* * * * *

 

العاصفة الثانية، التي سرقت الأضواء من «جهاد» المسؤولين لتشكيل الحكومة، وخلقت اجواء من البلبلة بين اللبنانيين، كانت زيارة ديفيد هيل نائب وزير الخارجية الاميركية، الذي على ذمّة مطلعين على زيارته ولقاء كبار المسؤولين الرسميين والعسكريين والأمنيين، بلّغ لبنان «قلق بلاده» من ضعف الدولة في مواجهة النفوذ الايراني في لبنان، ولم تعرف حتى الآن الكلمة الثانية بعد «القلق» التي يكون هيل قد أبلغها الى من التقاهم، وهل لها بمطالب اسرائيلية محددة من لبنان، بانتظار ان تكشفها التطورات على الحدود وفي الداخل.

 

اللقاء الماروني اليوم في بكركي، الذي قد يشهد حضوراً كثيفا، وغياباً لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، يصلّي المسيحيون ان يكون عاصفة ايجابية تجمع تشتتهم وتوحّد كلمتهم على الحلّ الذي يحمي وجودهم الحرّ في لبنان، وكرامتهم، وديمومة ثوابتهم، في ممارسة نمط عيشهم وتقاليدهم، في صيغة لا يهم اسمها طالما انها تحقق هذه المطالب والثوابت التي ورثوها عن الجدود الأوائل.