IMLebanon

اكذب… ثم اكذب… ومن ثم اكذب

من يعتقد أنّ غوبلز وزير إعلام هتلر قد مات يكون مخطئاً لأنّ من سمع جبران باسيل يتحدّث أمس فوجئ بأنّ غوبلز لا يزال على قيد الحياة.

عندما يطالب الوزير جبران باسيل، رئيس «التيار الوطني الحر» الذي «عُيّـن» بالانتخابات بناء على رغبة عمّه الجنرال ميشال عون، وفاز بأكثرية تجاوزت الـ99.9٪ وكأنه يريد أن يذكرنا بأنّ الانتخابات التي كانت تجرى في دول عربية هي أيضاً لا تزال موجودة بأخلاقيات وعقل ميشال عون.

يقول رئيس التيار إنّه يطالب بالكهرباء والماء، وهذا مطلب كل مواطن لبناني إن كان من التيار الحر أو من القوات أو من تيار المستقبل أو من حركة أمل أو كان مواطناً عادياً لا ينتمي الى أحد.

والعجيب الغريب أنّ هذا الوزير الفذ تخونه ذاكرته، نسي أو تناسى أنّه كان وزيراً للكهرباء نحو أكثر من سنتين ووعدنا بالتيار 24 على 24 بحلول العام 2015، والواقع أنّ وضع الكهرباء لم يترد مرة كما هو مترد في العام 2015.

علماً أنّه رفض اللجوء الى الصناديق العربية بفائدة واحد في المئة واستدان بفائدة عشرة في المئة يوم طلب المليار دولار، رافضاً الصناديق التي تفرض رقابة تحول دون السرقة.

يطالب بالغاز، وقد تسلم هذه الوزارة أيضاً، فليسأل نفسه ماذا فعل؟ طبعاً، لا شيء.

نذهب الى الانتخابات التي يطالب بها وأنهم مددوا لمجلس النواب هرباً من الانتخابات، هذا كلام جميل ولكن لو نجح في دورة انتخابية واحدة لقلنا إنّه على حق، رسب في الانتخابات في دورتين متتاليتين.

بالله عليك يا جبران كيف تجرأت وقلت في خطاب علني أمام الجماهير إنّك تطالب بالانتخابات النيابية، هل أنت تتكل على ضعف ذاكرة الناس؟ أو أنّك تعتبرهم فاقدي الذاكرة؟

يدعو جبران باسيل الى انتخاب رئيس جمهورية من الشعب فيردد هذا الكلام عن عمّه… ولو افترضنا أنّه يريد فعلاً هذا الأمر فهو وزير والمفروض به أن يعلم أنّ أي انتخابات رئاسية من الشعب تفترض تعديل الدستور، فهل هذا التعديل مُتاح اليوم؟

ولفتني حديثه عن التغيير… والسؤال: هل أنّ مبادئ التغيير تقتضي تثبيت وزير في الوزارات المتعاقبة وهو الراسب في الانتخابات والفاشل في الوزارات؟!.

وكان يتحدث عن العفّة والنظافة والمحاسبة… ويقال إنّه اشترى بيتاً في لندن، وإنّ أحد الوزراء السابقين في «التيار» الذي تعيش زوجته في لندن هو الذي كان السمسار في صفقة الشراء، وقريباً سننشر رسم البيت ونحدد المنطقة التي يوجد فيها داخل العاصمة البريطانية.

وعلى ذمة الراوي أنّه يملك طائرة خاصة أو اثنتين.

وقد اشترى معظم البيوت في البترون الكائنة على البحر… وهذا كله عنوان النزاهة والاستقامة.

وكلمة أخيرة لميشال عون الذي يقول إنّه كان في المنفى… فهل أصبحت الـ»هوت ميزون» التي تبعد نصف ساعة عن باريس منفى؟ إنّ كل لبناني يتمنى هكذا منفى.

عيب هذا الكلام.