IMLebanon

كذبة «سرايا التوحيد»

بالرغم من مرور بضعة أيام على العرض شبه العسكري في الجاهلية الذي نفذته ما تُسمّى بـ«سرايا التوحيد».

وبالرغم ممّا حفلت به هذه الفاصلة الزمنية القصيرة من تطورات إن على جبهة التعثر في تشكيل الحكومة أو على جبهة العرض العسكري الشرعي في مناسبة عيد الاستقلال أو على الكراسي الأربعة، أو على الاستقبال الكبير الحاشد في القصر الجمهوري لتهنئة فخامة الرئيس العماد ميشال عون في هذه الذكرى المجيدة.

وبالرغم من تدفق رسائل التهنئة على رئيس البلاد بانتخابه وأيضاً بالعيد الوطني… وما حفلت به الزيارات العربية من دعوات الى الرئيس لزيارة المملكة العربية السعودية وقطر وسواهما…

وبالرغم من المماحكات المعهودة في التمهيد لتشكيل الحكومة، بعضها يعرقل، وبعضها يتذاكى، وبعضها الآخر يثبت أنّ هناك من لم يتعلم شيئاً من التجارب، وسواه لا يريد أن يرحم هذا الوطن (…).

بالرغم من ذلك كله بقي المشهد النافر في الجاهلية ماثلاً في الأذهان ولا يجوز أن نمر به مرور الكرام كونه يأتي في سلسلة الرسائل الموجهة الى العهد في بداياته، بهدف المزيد من السلبيات التي يراد وضعها أمام مسيرة هذا العهد الجديد.

إنّ لبنان لا ينقصه المزيد من «القمصان السود» التي لا تعطي إلاّ انطباعاً سيّئاً، في وقت «طلع دين» الناس من هكذا مظاهر!

إنّ من يريد أن يحرّر لبنان من عدوّنا الوحيد الذي هو إسرائيل فالطريق واضح ومعروف… وبالتأكيد فإنّ استعراض القمصان السود الأخير، في الجاهلية، ليس هو الأسلوب السليم في محاربة العدو… لذلك هو يحمل رسالة الى العهد الجديد.

ثم، ومن حيث المبدأ، انّ سرّ المقاومة وآيتها أن تكون سريّة… فالعروض والإستعراضات ليست من المقاومة على الاطلاق.

واستعراض الجاهلية بالقمصان السود يعيدنا الى العرض العسكري لـ»حزب الله» في القصير، فبعد أرتال الدبابات يطرح السؤال ذاته: «حزب الله» الى أين؟ وهل يقدّر الحزب خطورة ما يقوم به؟!.

نحن كنا وما زلنا مع «حزب الله» الذي قاوم إسرائيل وضحّى بخيرة الشهداء في سبيل تحرير الجنوب، أمّا أي دور آخر للحزب خارج هذا المفهوم وهذا الهدف فليس في المقاومة.

ونفهم (وإن كنا في مكان آخر) أن يكون «حزب الله» مع النظام السوري، ولكن تدخله هناك في الحرب السورية وسقوط نخبة من شبابه في هذه الحرب العبثية هو ما لا يقبله عاقل تحت أي صيغة أو ذريعة.

فليرحموا لبنان، وليرحموا الشعب اللبناني.

كفى أخذ لبنان ومستقبل اللبنانيين الى أماكن مظلمة بذريعة التحرير.

وبالنسبة الى سوريا هناك احتمالان:

1- أن يبقى النظام السوري.

2- أن يتغيّر النظام، وفي هذا الإحتمال ماذا سيحل بـ»حزب الله» وبلبنان عموماً وبمصالح الشعب اللبناني؟!.

وهل من مصلحة لبنان، عندئذٍ، ان تقوم حرب مفتوحة مع سوريا إكراماً لحزب الله ومَن هم وراءه؟!.

عوني الكعكي