IMLebanon

معراب والمختارة على خط الهجوم دفاعا عن النفس لحماية حقوقهم

 

رشح القليل من لقاء الخمس الساعات بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل بما يتصل بالملفات السياسية وشروط ترميم التسوية السياسية التي انهارت قبل فترة وبقيت تفاصيل كثيرة عالقة ولم تتضح بعد ومنها مصير التعيينات الادارية والقضائية والامنية التي تعتبر الحلقة الاهم في مشروع انطلاق عمل الادارة مجددا لضخ الادارات ووظائف الفئة الاولى بالدم الجديد ولاستكمال عملية الاصلاح وايضا لاهمية التعيينات في دورة الحياة السياسية واستمرارية القوى السياسية ونفوذها في الادارة.

 

لقاء الحريري وباسيل اثار تساؤلات عن تلاقي المصالح وحول امكانية تقاسم التعيينات بين طرفي التسوية على طريقة تقاسم قالب الحلوى بحيث يأكل التيار الوطني الحر والمستقبل كامل الحلوى ويوزع ما تبقى منه على الباقين اي القوى السياسية والحلفاء، وهذا التخوف وفق اوساط سياسية جعل فريقي المختارة ومعراب في حالة هجوم واستنفار لحماية حقوقهما في التعيينات ومواجهة تداعيات ترميم التسوية، فأطلق جنبلاط اولى سهامه واصفا التسوية بالمذلة والقاهرة ومهاجما باسيل «صهر العهد» فيما استدعت التسوية جهوزية قواتية بدأت بحملة لنواب القوات تحذر من المحاصصة والضرب بمعايير الكفاءة لحساب المحسوبيات والازلام وحتى تذهب التعيينات لكل المسيحيين وليس فقط لباسيل فيما قطع رئيس حزب القوات حياده ليزور رئيس الحكومة متحدثا بالهواجس المطروحة، خصوصا ان للقوات تجارب مماثلة في الاستحقاقات حيث يتم عزلها عمّا يجري كما حصل في معركة تشكيل الحكومة حيث تعرضت القوات في كل الاستحقاقات لضغوط وحرب من الحليف في تفاهم معراب.

 

43 موقعا شاغرا ويضاف اليهم اكثر من مئتي وظيفة ومركز بانتظار البت بتسوية اوضاعهم يحاول كل طرف ان يقتنص من المواقع ما يلزمة لتعزيز وضعه في المؤسسات حيث تتيح التعيينات تقوية سلطة ووضعية الاحزاب والقوى السياسية من خلال تقديم الخدمات وتسيير شؤون الجماعات والمقربين لهم، بالنسبة الى التيار الوطني الحر ليس هناك حرج في تأكيد ان التيار يريد تحصيل مواقع انطلاقا من كونه الاكثر تمثيلا لدى المسيحيين وصاحب تكتل نيابي ووزاري واسع ومن الطبيعي ان تكون للمسيحيين المحسوبين على فريقه السياسي الحصة القصوى من التعيينات.

 

اما القوات فتتمسك بنظرية الرجل المناسب في المكان المناسب في موضوع التعيينات للانطلاق والغاء المحاصصة والمحسوبيات وتعتبر القوات انها تمثل ما تمثله ايضا لدى المسيحيين.

 

الى هذا كله، فالانظار تبدو مركزة نحو مفاعيل التسوية وموقف رئيس الحكومة منها سواء يلتزم بالحياد الايجابي ام يراعي هواجس جنبلاط وجعجع فيه، ووفق اوساط المستقبل، فإن رئيس الحكومة يلتزم المعايير المطلوبة ويتعامل مع التعيينات كاستحقاق دستوري وميثاقي ليس اكثر.

 

التعيينات هي قنبلة موقوتة تم تأجيلها كثيرا حتى لا تنفجر بأحد، لكن هذا لا يلغي ان مفاعيل الانفجار ستكون قريبة ومفاجئة ، واذا كان الثنائي الشيعي هو الطرف الاكثر انسجاما مع نفسه في المطالب، فإن الساحة المسيحية تشهد ذبذبات كثيرة اذ تخشى القوات ان يتم تحجيمها، فيما يحاول وليد جنبلاط ان يحافظ على مواقعه في الادارات من تمدد النائب طلال ارسلان ورئيس تيار التوحيد وئام وهاب اذ يصر هؤلاء على تمثيلهم في التعيينات متكلين على دعم الحلفاء السياسيين، الساحة السنية ايضا ليست محسومة بالكامل لحلفاء الحريري اذ يصر فريق 8 آذار على ان يتمثل سنة المعارضة ايضا.