IMLebanon

«يا معتّر يا ماكرون»!

 

مهزلة، وأكثر من مهزلة دوّامة هذه الـ»فشكلة» في تشكيل أسرار  الحكومة الذريّة في بلد يلفظ أنفاسه وتهرس رأسه «الثنائيّة الشيعيّة» بحذاء إيران الذي يزهق روحه، وبحسرة مريرة يراقب اللبنانيّون ألاعيب «التلات ورقات» المعتادة بين «قد تنفرج وقد تنفجر» وقد تتشكّل وقد لا تتشكّل، ومن السخافة بمكان أن يعتقد أحد أنّه إذا حدث وتشكّلت «حكومة ماكرون» ـ وهذه ستكون أعجوبة ـ ستكون الأزمات قد انتهت سيخرجون له من «الكمّ السّحري» مئة أرنبٍ يسوّدون «عيشة الساعة» التي رضيَ فيها أن يكون رئيس حكومة، كفى ضحكاً على اللبنانيين واحتقار مآسيهم والتصرف كأن البلد بألف خير!!

 

التنصّل من المسؤوليّة تعهّر غير مسبوق انفجرت بيروت دمّر الكثير من مناطقها الدولة لم تقم بأدنى واجباتها يلقون اللوم على بضعة موظّفين يجري التحقيق معهم المهمّ أن جميعهم تواطأ وسحب اتهام حزب الله من التداول، هؤلاء مجموعة من القتلة، عصابة تحكم لبنان وتدير شؤونه، عصابة يرتدي رجالها أفخر البذلات وربطات العنق ويستخدمون أفخر العطور وأكثر الأحذية لمعاناً، وكل هذا لم يستطع إخفاء هيئة اللصوص البادية في سلوكهم وأدائهم وارتكاباتهم، ولم تستطع أن تمنحهم مظهر رجال الدولة!!

 

تريد «الثنائية الشيعية» وزارة المال ولا تريد أن تتحمّل مسؤولية تعطيلها الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان، ويصرّ جبران باسيل أن يحتفظ بوزارة الطاقة ردّاً على «الثنائية الشيعيّة» ويصرّ الرئيس سعد الحريري على حكاية المداورة في الوزارات فترد عليه «الثنائيّة الشيعيّة» بطلب المداورة من الرئاسات الثلاث انتهاء بموظفي الإدارات العامّة، مسكين ماكرون يتقاذفون مبادرته بأرجلهم كطابة كرة قدم ويملكون من المقدرة أن يظلّوا يتلاعبون بها لأشهر ولن يأخذ منهم لا حقّاً ولا باطلاً، مهما استمرّوا في تهريب الوقت والضحك على مصطفى أديب وتشكيلته الفرنسية الجاهزة!

 

وليكتمل المشهد العبثي وانخراط الجميع في اللعبة اللبنانية التي لولا حذرها حتى الآن من العقوبات الفرنسية التي ستفرض على الذين أفشلوا المبادرة الرئاسية الفرنسية سيدخل مشهد اللاعبين سيّد العهد وهو أول من أعلن امتعاضه من أسلوب الرئيس المكلّف في التشكيل وأنه لم يزره ولم ينسق معه أسماء الوزراء، وأبدى امتعاضه الشديد كيف تجرّأ هذا الأديب ولم يزر رئيس أكبر كتلة نيابيّة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، «راقت غزالة» سيد العهد وهدّأ الرئيس المكلّف وطلب منه التريّث في إعلان اعتذاره، «خاف الجماعة» غضب ماكرون هذا هو السبب الوحيد لتمديد المناورة ليس أكثر، ولتكتمل المناورة وتتمدّد إلى الأسبوع المقبل قرّر سيّد العهد أن يجري اتصالاً بالرئيس الفرنسي ماكرون خلال ساعات لوضعه في صورة تفاصيل المشهد الحكومي وتأكيد الحرص على نجاح المبادرة الفرنسية، ولا نعرف أي «تركيبة» سيخبر بها الرئيس اللبناني الرئيس الفرنسي، ويحاول أن يوهمه أنّ الجميع هنا راغب في إنجاح مبادرة الرئيس الفرنسي العزيز مع أنّهم جميعاً تواطأوا «وجابوا أجلها»، وسيكون أقصى الحمق أن يصدّق ماكرون أكاذيب لبنانيّة تتقاذفه وتمعن في تسويد وجهه وتثقيل ميزان خسارته في لبنان..»يا معتّر يا ماكرون» لقد وقعت بين أيدي «لعّيبة كشاتبين» لا مانع لديهم من فناء القطيع كلّه المهمّ أن يحافظوا على مصالحهم، وخير دليل على ما نقول «الثنائيّة الشيعيّة» ورغبتها القاتلة في التمسّك بوزارة المال «تتخلص الدّني»!.