IMLebanon

… وماراتون الدولار

 

 

يواصل الدولار الأميركي صعوده في بيان تصاعدي ليس ثمة مؤشر  الى انه سيستقر  في محطة معينة ما يجعل اللبنانيين في حال من القهر، إذ ان إمكاناتهم عاجزة ليس فقط عن مجاراته في هذا الصعود المخيف، إنما أيضاً هي قاصرة عن الدنو منه.

 

ولقد بات الحد الأدنى للأجور شبه حساب وهمي، مثله مثل الشيكات التي يتقاضاها موظفو القطاع الخاص بالعملة الأجنبية فهي لا قيمة فعلية لها ولا أي جدوى منها.

 

وفي هذا السياق يمكننا التأكيد على أن مصارف عديدة أبلغت الزبائن المودعين أنها توقفت عن قبول الشيكات بالورقة الخضراء لأنها، هي أيضاً،  أي المصارف، لا تستطيع تحصيلها…

 

وفي السياق ذاته فإن سلة المشتريات، المتواضعة،  في السوبر ماركت، المتضمنة سلعاً من الاحتياجات المنزلية العادية، مع المواد الغذائية بات ثمنها يوازي الحد الأدنى للأجور تقريبا. هل لهذا الماراتون، الذي يتفوق فيه الدولار الأميركي بامتياز، من اخر؟ الجواب بالإجماع يفيد أن تشكيل الحكومة الموعودة لن يوصل الى نقطة النهاية لهذا السباق بين دولار يفوق، في جريه، سرعة الصوت، وبين المواطن اللبناني المغلوب على أمره الذي أنهكه السعي وراء الحد الأدنى من مقومات ومستلزمات حياته… ولكن تشكيل الحكومة من شأنه،

 

بالتأكيد، أن يحد من سرعة ارتفاع الدولار إن لم يكن قادراً على لجمه. وهو من شأنه،  على الأقل، أن يكون مدخلاً لمرحلة من التقاط الأنفاس تمهيداً للبحث في مجلس الوزراء، عن مخارج لوقف الانهيار. والأنكى انهم، جميعهم، يقولون بذلك، أما إقران القول بالفعل فأمر آخر، ومسألة فيها نظر.

 

فإلى متى يستطيع هذا المواطن، الصابر الصامد، أن يستمر واقفاً على رجليه، حافياً، منهكاً، لاهثاً وراء استراحة يطلبها من السماء، فلا يجدها على الأرض؟!.

 

وهل ثمة أمل في يقظة ضمير تعيد الوعي والحس بالمسؤولية الوطنية، وأيضاً بالواجب تجاه هؤلاء «الرعايا» الذين أعطوا قياداتهم «الملهمة» ما لم يعطه أي «اتباع « من قبل، فلم ينالوا، في المقابل، سوى القهر والذل والفقر والبهدلة والهوان؟!.