IMLebanon

14 آذار ولبنان 2050: إيه في أمل!

لا تملّ الأمانة العامة لـ 14 آذار من تدبيج الوثائق في محاولة لاستعادة «مُلْك مضاع» بسبب تضارب مصالح مكوّنات هذا الفريق. عشية اليوبيل البرونزي لولادة هذه القوى، تمارس الأمانة «هوايتها» في طرح الأفكار… لعلّ وعسى

في آذار الماضي، وقف منسّق الأمانة العامة فارس سعيد على منبر 14 آذار، وألقى، كغيره ممن اعتلوا المنبر، خطاباً نارياً ضد حزب الله. يومها، لم تكن المكوّنات الآذارية، في الذكرى التاسعة لتأسيسها، قادرة على إخفاء الاهتزازات التي تعتريها. يومها، كانت الحرب على سلاح المقاومة النقطة الوحيدة التي يلتقي عليها خطباء الذكرى. منذ ذلك التاريخ، قرّر سعيد البحث عما يُعينه على إعادة أمجاد ضاعت تحت ركام الخلافات السياسية بين القوى الآذارية. وهو لا يريد لفريقه أن يحتفل بيوبيله العاشر منهكاً ومشرذماً.

لذلك، «يغرق» النائب السابق، هذه الأيام، في سلسلة اجتماعات بهدف صياغة أفكار تبحث في مستقبل «الحرية والسيادة والاستقلال». يكتُب. يُناقش. يكثر من الاقتراحات. ويسترسل في الشرح. أكثر من مئة فكرة مرّت فوق طاولة الأمانة العامة. أكثر من عشرة أشخاص يضعون عصارة أفكارهم بين يدي «منسّقهم»، لعلّ أهمها تلك التي تطرح تساؤلاً عما إذا كانت «ثورة الأرز» لا تزال قائمة. وإذا كانت فعلاً كذلك، فما هي الخطوات العملية التي تحتاج إليها كي تستعيد رونقها؟ فيما يبقى المهرجان العاشر هو الهدف. هنا تنقسم الآراء: ففي مقابل المتحمّسين لإحياء الذكرى، هناك وجهة نظر ترى أنه لا داعي إلى إقامة مهرجان تقليدي كالسنوات الماضية، إذا لم تكن المكونات الآذارية تملك جديداً، وخصوصاً أن «كل القوى الآذارية متفقة ضد سلاح حزب الله لكنها مختلفة حول كل شيء»، بحسب ما يقول مصدر في الأمانة العامة لـ «الأخبار»، وبالتالي فإن «ظهور ثورة الأرز بشكلها الحالي في مهرجان خطابي عادي سيزيد من حجم الإحباط لدى ما تبقى لها في الشارع». وترى هذه المصادر أن «الوقت حان لتطوير هذه الحركة، والذهاب نحو تأسيس مجلس وطني حقيقي، تؤطّر فيه كل الطاقات والكوادر كي لا تذوب في ثنائية سنّية – شيعية تحكم البلد». سعيد الذي سيطلّ اليوم على قناة «أم. تي. في» ليعُلن «استنفارا فكريا» داخل مكاتب أمانته، ربما يُعلن وثيقة سياسية جديدة يتصل مضمونها بالتحديات التي تطرحها تطورات المنطقة وتداعياتها على لبنان، ويتحدث عن «14 آذار» التي «يريدها هو وجماعته، لا تلك التي باتت هدفاً لكل من دسّ نفسه داخل هذه الثورة،

مجلس وطني

يضم 500 شخصية من كل المناطق والتيارات

طمعاً بمال أو منصب أو طلباً لثأر»، وبعدما باتت التحالفات محكومة بالاستحقاقات الرئاسية والنيابية والحكومية، لا «بحقيقة وعدالة ومحكمة دولية»، ولا بعدّاد صار أشبه بساعة حائط على أحد المفترقات.

«الأخبار» اطلعت على مضمون الأفكار الجديدة التي تكاد تكون أقرب إلى التمنيات أو الأحلام، بعدما تفرّق «الأحبة» ولم يعد الشهداء ولا ساحتهم قادرين على جمعهم. 14 آذار كما يريدها هؤلاء هي «فريق قوي ومبادر أمام تهديدات القوى التي تقف ضد مشروع الدولة، وفريق قادر على مواكبة مرحلة المنطقة، والتفاعل مع القوى المدنية التي تواجه التيارات المذهبية». وهي «فريق متصالح مع نفسه في تحديد رؤية واضحة للبنان -2050. فريق يعبر الطوائف من خلال إنشاء مجلس وطني يضم 500 شخصية من كل المناطق والتيارات، وينبثق منه مكتب سياسي وأمانة عامة لمتابعة اليوميات»، كما ان على 14 آذار أن «تكون عام 2015 فريقاً متمكّناً من خوض انتخابات نيابية بقوى موحدة، للدخول إلى مجلس النواب بكتلة نيابية واحدة». وفي ظل الحديث عن الطائف وانهياره، لا ينسى هؤلاء إدراج بند يؤكد تمسّك الفريق باتفاق الطائف، وتطويره باعتباره «اتفاق المصلحة». ولأن «الربيع العربي»، في رأي هذه القوى، لا يزال حيّاً، لا بد لفريق 14 آذار أن يكون «متصالحاً مع قضايا العرب، بعيداً عن أنظمة الاستبداد والقهر، ومع المجتمع الدولي المرتكز على الشرعية الدولية»! ولا ينسى سعيد «فلسطين التي تعاني منذ 70 عاماً»، قبل أن يصل إلى «الديمقراطية» التي تقضي بـ «تداول السلطة على مجلسه الوطني وأمانته العامة». فارس سعيد وأمانته لا يفقدان الأمل!