IMLebanon

١٤ آذار التايوانية!

أمس صفّق جمهور “التيار الوطني الحر” لأن ١٤ آذار لم تعد كما كانت ولأنهم هم ١٤ آذار الأصليون!

وبهذا الكلام نعني ان التيار هو من ناضل ضد النظام السوري وعاد عام ٢٠٠٥ ليكمل النضال على المبادئ نفسها. لكن ما لبث الجنرال الا ان تحالف مع “حزب الله”، الحزب الذي يملك السلاح خارج نطاق الدولة، وهذا لا يعني الا إضعاف الجيش والدولة! صحيح ان المشاكل لم توفر الجنرال من قبل النائب وليد جنبلاط او “تيار المستقبل” لكن هذا لا يعني انه في حال أخطأ البعض ان يرتمي تيار التحرير في احضان القوميين والبعثيين ونظام بشار الأسد. وهو من كان يدعي التحرير والنضال ضدهم!

لا مانع من التحالف مع “حزب الله” او القوميين او البعثيين فهي أحزاب لبنانية، لكن الغريب ان تياراً يدعي انه ١٤ آذار الأصلي يقبل بكل هذا الشواذ وان يتحالف مع ٨ آذار ومع من تظاهر يوماً ليقول “شكراً سوريا” وتحالف معهم لأكثر من ١٠ سنوات!

في هذه الحال فإن جنرال ١٤ آذار تحول اكبر المدافعين عن ٨ آذار ولا مشكلة في ذلك، لكن على الأقل يجب احترام عقول الناس وعدم الادعاء ان التيار ما زال يؤمن بمبادئ لم يدافع عنها يوما بعد ٢٠٠٦ بل بالعكس!

اما التباهي بأن ١٤ آذار لم تعد موجودة فهو أمر مبكٍ لان يا جنرال، وَيَا شيخ، وَيَا بيك، وَيَا سماحة السيد، وَيَا حكيم، وَيَا أيها الزعماء، ليست ١٤ آذار التي انتهت ولستم أنتم من انتصرتم، الذي ينتهي هو لبنان وأمل اللبنانيين فيكم وفي مستقبل أولادهم!

لا تفرحوا لأن ١٤ آذار انتهت، لانه الذي انتهى هو نحن: الشعب اللبناني!

صدقيتكم انتهت لأنكم أوصلتمونا الى العيش بين النفايات وتحاصصتم حتى على صحتنا، والجميع سواء كانوا مسؤولين أو غير مسؤولين ولا يفعلون شيئاً ولا يفضحون الأمور هم متواطئون!

فلا تهللوا لانتهاء ١٤ او ٨ آذار لان ما انتهى هي صدقيتكم جميعا ومن يدفع الثمن هو المواطن اللبناني.

ولا تصفقوا يا جمهور التيار عندما يسيء الجنرال الى الرئيس الحريري، لانه عندما كان يفاوض معه في باريس على موضوع الرئاسة كان كلامهما إيجابياً حيال بعضهما وترجم بالغزل بين بعض نواب العونيين والمستقبل!

وكما في الامس كنتم تصفقون عندما يسيء الى الحكيم واليوم تدافعون عنه، وكما في الأمس كان جمهور المردة يكره جمهور الحريري وكان رئيس المردة يتهمه بكل الاتهامات وجمهوره يصفّق، واليوم اصبح العكس صحيحاً!

فنصيحة الى جمهور التيارات والأحزاب: وفروا حماسكم وأحقادكم وتصفيقكم لأنكم ما عدتم تعلمون من يجب ان تكرهوا وفي اي وقت يجب ان تصفقوا!